تعد الخدمة الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً رائداً لتحقيق التوازن بين الأهداف العسكرية والوطنية والتنموية، وتمثل هذه الخدمة إحدى أبرز المبادرات الوطنية التي انطلقت عام 2014 بموجب القانون الاتحادي رقم (6) لسنة 2014، وعلى مدار 10 سنوات رسخت الخدمة الوطنية تعزيز الولاء والانتماء والوعي الوطني لدى الشباب الإماراتي، وأسهمت في تنمية الكفاءات الوطنية في مختلف القطاعات، وتحقيق جاهزيتها لمواجهة التحديات وحماية مكتسبات الوطن، وأضحى برنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية الدولة لبناء مستقبل مستدام وآمن، وعكست الإنجازات المحققة رؤية القيادة ودورها في ضمان استمرارية التنمية الوطنية، كما أسهمت في بناء الإنسان المؤمن بقضايا وطنه وتوجهاته وإعداد أجيال متعاقبة مستعدة للاستبسال في سبيل دولة الإمارات ومسيرتها وحماية مكتسباتها وإنجازاتها.
محطات رئيسية
وشهدت الخدمة الوطنية منذ إطلاقها حتى اليوم محطات رئيسية عدة، ففي عام 2014 تم إصدار قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية، وإنشاء هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، كما شهد هذا العام انطلاق برنامج الخدمة الوطنية والتحاق الدفعة الأولى «9 أشهر»، وفي عام 2015 تم تفعيل مواقع التواصل الاجتماعي للهيئة وتفعيل التواصل من خلال مركز اتصال حكومة أبوظبي، وإطلاق الموقع الإلكتروني للهيئة، والإصدار الأول لاستراتيجية الخدمة الوطنية والاحتياطية، كما تم تفعيل برنامج الخدمة الوطنية والتحاق الدفعة الأولى.
وخلال عام 2016 عقد الملتقى الأول للخدمة البديلة، وإطلاق المعرض الأول لتوظيف مجندي الخدمة الوطنية والاحتياطية، كذلك تم تنفيذ برنامج تدريب القادة «الوظائف القيادية» من مجندي الخدمة الوطنية، وتعديل مدة الخدمة الوطنية لمدة «12 شهراً»، في حين شهد عام 2017 إطلاق برنامج المهارات الإلكترونية، والتسجيل الإلكتروني لمجندي الخدمة الوطنية، وتشكيل قيادة قوة الاحتياط، وفي عام 2018 تم تعديل الخدمة الوطنية لتصبح 16 شهراً، وتنظيم الملتقى الثاني للخدمة الوطنية، وبناء قاعدة البيانات الموحدة للخدمة الوطنية، إلى جانب تنظيم بطولة شويمان بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي.
وشهد عام 2019 إطلاق برنامج الموظفات التطوعي الأول المخصص للمعلمات، وتم استحداث شعبة التقييم في هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، وشاركت الهيئة في قمة أقدر العالمية في العاصمة الروسية موسكو، كما تم عقد ملتقى فخر بالتنسيق مع المؤسسة الاتحادية للشباب، والمؤتمر الدولي الأول للجاهزية العسكرية البدنية، كما تم السماح لطلبة الثانوية الحاصلين على 90 % فأعلى بإكمال دراستهم بعد التدريب الأساسي.
وخلال عام 2020 تم افتتاح مبنى هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية الجديد، وتفعيل الاحتياط التخصصي في القوات المسلحة، وتخصيص وتدريب مجندي الدفعة 15 للمشاركة في إكسبو دبي 2020، والتحاق الدفعة الأولى لبرنامج دبلوم المنشآت الحيوية، وفي عام 2021 تم إطلاق مبادرة الدراسة الجامعية عن بعد أثناء تأدية الخدمة الوطنية لطلاب الثانوية العامة، وتطوير منظومة الاحتياط، كذلك مشاركة المجندين في إكسبو دبي 2020.
وخلال عام 2022 تم تعديل مدة الخدمة الوطنية لفئة الطلاب لتصبح 12 شهراً، إضافة إلى تطوير مسار التدريب في الخدمة الوطنية لفئة الطلاب، بينما شهد عام 2023 توفير الجهاز اللوحي لجميع مجندي الخدمة الوطنية لاستخدامه خلال الدورات، والتحول الرقمي في مواد التدريب وتنفيذ الاختبارات للمجندين وتطوير بنك أسئلة وفق معايير مستويات التحدي في المعرفة والمهارة، إلى جانب وصول عدد الجهات التي تم تفعيل الخدمة البديلة لديها إلى 22 جهة مدنية.
وكانت محطة 2024 زاخرة بالأحداث، حيث صدر مرسوم بقانون بشأن انتهاء الخدمة الاحتياطية لمجندي الخدمة الوطنية عند بلوغ سن 45 عاماً، ووصول عدد الجهات التي تم تفعيل الخدمة البديلة لديها إلى 39 جهة مدنية، كما تم اعتماد مركز تدريب سيح اللحمة وسويحان لأداء اختبارات الإمسات للمجندين، إضافة إلى اعتماد 6 ساعات أكاديمية للمجندين في مؤسسات التعليم العالي في الدولة والمدرجة في نظام القبول «NAPO».
نموذج فريد
وعززت الخدمة الوطنية إذكاء الحس الأمني لدى الشباب الإماراتيين، إضافة إلى تعريفهم بالتهديدات الأمنية الداخلية والخارجية، وجسدت ترجمة صادقة للنموذج الفريد من الترابط والتماسك بين القيادة وأبناء الوطن، وترسيخ القيم الوطنية في نفوسهم، وصقل مهاراتهم القيادية وتطويرها، وتعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن.