كشف الدكتور سهيل عبدالله الركن استشاري الأعصاب رئيس جمعية الإمارات لطب الأعصاب لـ«البيان» أن الإمارات توفر أحدث العلاجات الطبية المتطورة عالمياً للتعامل مع الإصابة بالجلطات الدماغية.
أشار الدكتور الركن إلى استضافة المؤتمر العالمي السنوي للجلطات الدماغية في أبوظبي نهاية شهر أكتوبر الجاري ولأول مرة في الشرق الأوسط، إذ سيتم استعراض أحدث الأبحاث في الجلطات الدماغية وتبادل الخبرات الطبية من أكثر من 200 دولة، ويتوقع حضور نحو 2500 متخصص من أنحاء العالم.
وأضاف الدكتور الركن إنه مؤخراً تم اعتماد مراكز جديدة لعلاج الجلطات الدماغية من قبل هيئة الصحة في دبي إضافة إلى اعتماد مجموعة سابقة عامي 2021 و2022، حيث تتمتع هذه المراكز بالحصول على أعلى تقييم من الجمعية الأمريكية للجلطة الدماغية لتقديمها أحدث أساليب العلاج المتطورة إضافة إلى التدخل السريع لإنقاذ حياة المرضى. ولفت الدكتور الركن إلى أن الجلطات الدماغية أحد أخطر ثلاث أمراض على مستوى العالم في تزايد مستمر آخر 30 سنة وفقاً لتوقعات منظمة الصحة العالمية، لافتاً إلى أن معهد واشنطن للأبحاث نشر العديد من الدراسات التي بينت أن الجلطات الدماغية في ارتفاع مستمر في الشرق الأوسط والوطن العربي بشكل ملحوظ وبعد أن كانت المسبب الخامس للوفاة في ثمانينيات القرن الماضي أصبحت المسبب الثاني للوفاة لدى البالغين.
أسباب
وأوضح الدكتور الركن أن الجلطات الدماغية، تعد السبب الثاني للوفيات، والمسبب الأول للعجز والإعاقة، وتكمن الأسباب التي تم رصدها في الدولة في ارتفاع ضغط الدم حيث تم تشخيص 75% من المصابين بالجلطات الدماغية في مستشفى راشد بارتفاع ضغط الدم والمسبب الثاني هو السكري والثالث هو التدخين، حيث أثبتت الدراسات أن تدخين السجائر والشيشة من أبرز أسباب الإصابة بهذا المرض، إضافة إلى السمنة وارتفاع الدهون والكوليسترول في الدم وعدم ممارسة الرياضة.
وأشار الدكتور الركن إلى أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 سنة يرتفع لديهم معدل الإصابة بمرض خفقان الأذين الأيسر الذي يعالج بمسيلات الدم، ويؤدي استخدام الأملاح في الطعام إلى ارتفاع ضغط الدم ووقوع الجلطات الدماغية.
وأفاد الدكتور الركن بأن هناك نوعين من الجلطات الدماغية، الأول الجلطة اللافقارية أو الانسدادية، وتشكل حوالي 80%، والنزيفية، وتشكل 20% منها، لافتاً إلى أن دماغ الإنسان البالغ، يحتوي على 8 مليارات خلية عصبية، وفي أول 3 دقائق من الإصابة بالجلطة، يتوقف سريان الدم والأكسجين والمواد المغذية إلى منطقة معينة في الدماغ، بسبب النزيف أو الانفجار الشرياني، ما يؤدي إلى بداية موت الأنسجة الدماغية، والتي لا تتجدد، وتحدث خللاً دائماً للشخص مدى الحياة.
زيادة
وأوضح الدكتور سهيل الركن أن المجتمع بحاجة إلى زيادة الثقافة الطبية في التعامل مع بعض الأمراض ومنها الجلطات الدماغية، إذ لا يزال أشخاص يجهلون أعراض الإصابة بالسكتة الدماغية، ويضيّعون الوقت في إعطاء المصاب مشروبات سكرية، أو التعامل معه بشكل بدائي، ما يؤدي إلى تلف ملايين الخلايا بالمخ مما يؤدي إلى الإعاقة الدائمة أو الوفاة.