أخصائيون: فحوصات الكفاءة الاجتماعية تقلل من الطلاق وتعزز الانسجام بين الأزواج

تعتبر الفحوصات الطبية قبل الزواج ضرورة ملحة للراغبين في الارتباط وتكوين أسرة سليمة، حيث تسهم في تجنب إنجاب أطفال يعانون من مشاكل مرتبطة بالأمراض الوراثية. وبعيداً عن الأمراض الوراثية، كشفت دراسة متخصصة أن أغلب حالات الطلاق تحدث بسبب عدم التوافق النفسي والاجتماعي، مما يعني أنه يفضل للراغبين في الزواج أن يقوموا بإجراء فحوصات الصحة النفسية أو ما يعرف بالكفاءة النفسية والاجتماعية.

وأفردت منظمة الصحة العالمية استبياناً عبر صفحتها الرسمية لقياس الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، وذلك إيماناً منها بأن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من صحة الإنسان خاصة بعدما أثبتت دراسات متخصصة أن المرضى الذين يعانون من اعتلال الصحة النفسية يعانون من أمراض جسدية كالصداع المستمر والقولون العصبي وغيرها.

تجارب

وفي إحدى الحالات، أشارت «ريم. أ» التي انفصلت عن زوجها بعد زواج دام أقل من عام، أنها اكتشفت أنه عصبي للغاية ولا يستطيع التحكم في أعصابه، وبدأ العنف الزوجي بينهما مبكراً، وبينت أنها لجأت لطبيب نفسي وأخبرها أن هناك بعض الأسئلة والفحوصات النفسية التي كان من الممكن إجراؤها قبل الزواج وبإمكانها الكشف عن بعض الأمور النفسية التي تعطي مؤشراً لوجود تحديات مستقبلية محتملة. وأكدت ريم أنها تحولت إلى مطلقة ولم تكمل عامها الـ22 بسبب معاناة زوجها من أمور نفسية مثل الوسواس القهري والشك غير المبرر والعصبية الشديدة، وهذا الأمر كان تجربة مريرة لها وتمنت لو تمكنت من إجراء الفحوصات النفسية قبل الارتباط.

مراحل

وأفاد الدكتور أحمد الزعبي أستاذ علم النفس أن الصحة النفسية أحد مكونات الصحة العامة، إضافة للصحة الجسدية، لذا من المهم التمتّع بالصحة النفسية في كل مرحلة من مراحل الحياة التي يمر بها الشخص منذ طفولته حتى في المراحل المتقدمة في حياته، وذلك للحفاظ على الصحة الجسدية، إذ يوجد ارتباط بين الصحة النفسية والصحة الجسدية للشخص، فكلّما تمتّع الشخص بصحة نفسية أفضل انعكس ذلك على صحته الجسدية والعكس صحيح، ومثال على ذلك في حال عانى شخص ما من الاكتئاب، فإنه سينعكس على صحته الجسدية بزيادة فرص الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، وأحياناً قد تصل للسكتة الدماغية.

قرار

وأشار الدكتور الزعبي إلى أن قدرة الشخص على التعامل مع التوتر والضغوطات التي يمر بها، تزيد من قدرته على تكوين العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين بشكل جيد واتّخاذ القرارات الصحيحة في حياته. وتزيد من قدرة الشخص على أداء أعماله بشكلٍ طبيعي، ومن فرص التمتّع بصحة سلوكية واجتماعية.

وشدد على أهمية فحوصات الكفاءة النفسية والاجتماعية ما قبل الزواج، خاصة وأن بعض الحالات النفسية لا يمكن للإنسان العادي اكتشافها، حيث تبين أن معظم حالات الطلاق تقع بسبب عدم التوافق النفسي والاجتماعي بين الطرفين ووجود أفكار مسبقة عن الزواج قد لا تكون واقعية، لذلك من الأفضل أن يكون هناك أفكار مسبقة عن الجانب النفسي للطرفين، وإخضاع المقبلين على الارتباط لدورات وورش توعوية.

وقال الدكتور أحمد العموش أستاذ علم الاجتماع، إن الضغوطات النفسية والاجتماعية تنعكس على الأبناء، ومن الأفضل تقليل أسباب وقوع الانفصال لضمان استقرار الأسر والوصول إلى أبناء أسوياء نفسياً واجتماعياً، لافتاً إلى أن إجراء الفحوصات النفسية أمر جيد في الكشف عن الأمراض النفسية كالوسواس القهري والاكتئاب، إضافة إلى قياس مدى قدرة الطرفين على مواجهة التحديات الاجتماعية والنفسية.