«الجليلة» يعيد النبض لقلب الطفل عبدالرحمن

رحلة علاج عبدالرحمن تكللت بشفائه
رحلة علاج عبدالرحمن تكللت بشفائه

ولد الطفل عبدالرحمن، الذي يحمل الجنسية الباكستانية، عام 2019 بحالة طبية نادرة تُعرف بمتلازمة القلب الأيمن ناقص التنسّج «HRHS»، حيث تؤثر في تدفق الدم إلى الرئتين وتسبب صعوبة في التنفس، لم يكن والده ووالدته يعلمان في البداية مدى تعقيد حالته، لكن في اليوم الـ20 من عمره، لاحظت والدته أن لون شفتيه وأظافره بدأ يتحول إلى الأزرق، وبدأت رحلة العلاج التي امتدت لسنوات وكللت بشفائه الذي أسعده وأدخل السعادة على قلوب العائلة بأكملها.

سند

لم يكن الطريق سهلاً على أسرته، فكل قرار طبي كان يحمل معه الكثير من القلق والتوتر، ولكن في كل مرة كانت العائلة تجد السند في الأطباء المتخصصين الذين قدموا لهم الدعم والمعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الصائبة.

بعد إجراء الفحوصات الأولية في مستشفى دبي التابع لـ«دبي الصحية»، تم تحويل عبدالرحمن إلى مستشفى خليفة في أبوظبي، حيث خضع لأول عملية جراحية وهو لم يكمل شهره الثالث، وكانت تلك الخطوة الأولى في سلسلة من العمليات الجراحية التي تهدف إلى تصحيح تدفق الدم وتحسين وظائف القلب.

متابعة

وبعد الجراحة الأولى، استمرت المتابعة الطبية في مستشفى دبي، إلى أن تم إخبار العائلة عن مستشفى الجليلة للأطفال، وبرنامج «عاون» لدعم العلاج التابع لمؤسسة الجليلة، ذراع العطاء في دبي الصحية، والذي صمم لتقديم الدعم المادي لعلاج المرضى المقيمين في الدولة، بهدف تخفيف العبء المالي عن المرضى غير القادرين على تحمل تكاليف علاجات الأمراض التي تهدد حياتهم.

وكان اللقاء الأول مع الفريق الطبي بمثابة نقطة تحول في رحلة عبدالرحمن العلاجية، حيث بدأ التحضير لإجراء جراحة فونتان «Fontan»، وهي المرحلة الثالثة من العلاج الجراحي لحالته، وبعد الجراحة، احتاج عبدالرحمن إلى رعاية خاصة لمدة 3 أشهر، وبمرور الأيام بدأ يستعيد نشاطه تدريجياً.

وقال والد الطفل عبدالرحمن: إن الفريق الطبي في مستشفى الجليلة بدد مخاوفنا وأشعرنا بالطمأنينة، على الرغم من أن العائلة قد مرّت بتجربة سابقة مع الجراحات القلبية، إلا أن الخوف لم يكن أقل حدة، كنت متردداً بشأن العملية الثانية، لكن الأطباء أوضحوا لنا مدى أهمية هذه الجراحة لضمان صحة ونمو عبدالرحمن بشكل طبيعي، ومن هناك كان لا بد من السير قدماً على خطة الفريق الطبي بلا تردد.

ويضيف: عبدالرحمن كان يتمتع بروح مرحة وثقة كبيرة بفريقه الطبي، حتى إنه في يوم الجراحة قال لأحد الأطباء ممازحاً إنه يريد المشي إلى غرفة العمليات بدلاً من أن يُنقل على نقالة، في لفتة عكست الراحة النفسية التي وفرها له الطاقم الطبي. واليوم يتمتع عبدالرحمن بطاقة تفوق أشقاءه الـ3 الأكبر سناً، يحب ركوب دراجته واللعب دون أن يظهر عليه أي تعب.

بعد هذه التجربة الصعبة، وجه والد عبدالرحمن رسالة لكل الأهل الذين قد يواجهون تجربة مماثلة، قائلاً: ثقوا بالأطباء، وبالمستشفيات في الإمارات، نحن محظوظون بوجود مستشفى الجليلة للأطفال في دبي، حيث يعمل فريق من الأطباء المميزين بأحدث التقنيات لرعاية أطفالنا، وبدلاً من السفر إلى الخارج، لدينا هنا في الإمارات كل ما نحتاج إليه من خبرة طبية ورعاية عالمية المستوى.

برامج

تسعى مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لدبي الصحية من خلال برامجها ومبادراتها المجتمعية إلى التكفل بعلاج حالات إنسانية لما يزيد على 8600 حالة سنوياً، 30 % منها أطفال يعانون من أمراض مهددة للحياة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض المزمنة، بما يؤكد التزام المؤسسة بتغيير حياة المحتاجين في المجتمع، وذلك من خلال «صندوق الطفل»، الذي يأتي ضمن سجل جهود المؤسسة الحافل بالإنجازات الخيرية الرامية لدعم التعليم والأبحاث والعلاجات الطبية.