«المنصات» تحوّل التواصل في رمضان إلى «رقمي»

جنان ناصر
جنان ناصر
 فيصل الكعبي
فيصل الكعبي
 نهى كسواني
نهى كسواني
محمد الأصلي
محمد الأصلي
 محمد العبدولي
محمد العبدولي

أكد عدد من المستخدمين أن منصات التواصل الاجتماعي تلعب دوراً مزدوجاً في رمضان؛ فمن جهة تساعد في نشر المحتوى الديني مثل المحاضرات والمواعظ، وتذكير الناس بالأذكار وأوقات الصلاة، ما يسهم في تعزيز الجانب الروحاني، ومن جهة أخرى، قد تكون مصدر إلهاء، حيث يقضي البعض ساعات طويلة في متابعة المحتوى الترفيهي.

وقالوا لـ«البيان» إن العديد من الناس أصبحوا يكتفون بإرسال التهاني الإلكترونية لبعضهم البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال رسالة أو «بوست» أو حتى تعليق، عوضاً عن اللقاءات العائلية وتبادل الزيارات عقب الإفطار.

وصفات

وتقول نهى كسواني، موظفة، إن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت التواصل، حيث أصبح بإمكان أي شخص إرسال تهنئة في ثوانٍ، مما يجعل السؤال عن الأهل أكثر سهولة، لكن في المقابل قللت من قيمة الزيارات، وأضعفت الروابط الاجتماعية.

ويقول فيصل الكعبي إن مواقع التواصل أسهمت في تقليل الزيارات بسبب التركيز على المحتوى الترفيهي، فبدلاً من الخروج للقاء العائلة، يفضل البعض قضاء ساعات طويلة في متابعة المسلسلات الرمضانية أو مشاهدة بث مباشرة على تيك توك وإنستغرام، ومشاهدة مقاطع ترفيهية وكوميدية، لينتهي الأمر بإضاعة وقت كبير دون أن نشعر.

وتقول جنان ناصر عضو في نادي ذخر، إن منصة مثل إنستغرام أصبحت ساحة لاستعراض أطباق الإفطار والسحور، ما يخلق ضغوطاً اجتماعية غير مباشرة على الأسر لإعداد موائد فاخرة تتماشى مع ما ينشر، وهذا يؤدي إلى زيادة الاستهلاك والإسراف، ويصبح من الصعب تخصيص وقت للزيارات كما كان يحدث في الماضي.

وتضيف أن العديد من العلامات التجارية تعتمد على رمضان كموسم رئيسي للتسويق، فتروج منتجاتها من خلال مشاهير المؤثرين، ما يدفع المتابعين إلى الشراء بدافع التقليد.

وأوضحت نوال البلوشي قائدة مبادرة للتوطين أن المنصات تحول شهر رمضان موسماً لاستعراض الأطعمة أكثر من كونه شهر عبادة، وأحياناً تجد ربة المنزل نفسها مضطرة لتحضير أطباق متنوعة يومياً لأن أفراد عائلتها شاهدوها على الإنترنت.

ويقول محمد العبدولي عضو في نادي ذخر: في الماضي، كان رمضان شهراً يتميز بالتجمعات العائلية، لكن مع انتشار تطبيقات مثل واتساب وفيسبوك، أصبحت صلة الرحم رقمية أكثر منها فعلية، إذ إن البعض يكتفي بإرسال تهنئة نصية بدلاً من الزيارات التقليدية، مما قلل من دفء العلاقات الاجتماعية.

ويرى محمد الأصلي، متقاعد، أن مواقع التواصل تتحول في رمضان إلى منصة لعرض المسلسلات والبرامج الترفيهية والترويج لها، مما يجعل البعض ينغمس فيها على حساب الطقوس الدينية، فضلاً عن أن السهر في متابعة هذه المنصات يؤثر على أوقات النوم.

ويرى عبدالله العبدولي إعلامي، أن هذه المنصات حولت شهر رمضان إلى موسم للاستهلاك المفرط، بسبب انتشار المحتوى الإعلاني والترويجي، لتصبح بعض العادات الرمضانية مرتبطة بالبذخ، سواء في تحضير الموائد أو شراء الملابس والأدوات والأكسسوارات المنزلية التي تعكس روح الشهر، أو حتى تنظيم الفعاليات الاجتماعية.

ويقول إنه منذ بداية الشهر تزدحم هذه المنصات مثل إنستغرام وتيك توك بالعديد من مقاطع الفيديو لمؤثرين يقومون بتغيير الأكسسوارات المنزلية، وشراء الملابس والأدوات والزينة المنزلية التي تعكس الأجواء الرمضانية، فضلاً عن مقاطع الفيديو التي تظهر إعداد وصفات الطعام الفاخرة والمكلفة وتصاميم الموائد الرمضانية.

ويشير وليد المصري موظف علاقات عامة إلى أنه على الرغم من أن رمضان هو شهر الخير، إلا أن بعض المبادرات الخيرية تتحول إلى استعراض إعلامي، حيث ينشر البعض صورهم أثناء توزيع الصدقات، مما يفقد الفعل قيمته ويثير الجدل حول الهدف منه هل لفعل الخير أم لكسب مزيد من المتابعين؟

ويقول راشد محمد هاشم خبير في التراث وعضو في نادي ذخر إن مواقع التواصل الاجتماعي غيرت العادات الرمضانية، وجعلت التهاني أسهل ولكن على حساب الزيارات التقليدية، فبينما يرى البعض أنها وسيلة إيجابية للتواصل، يشعر آخرون أنها أضعفت الروابط العائلية.