تعتبر المراكز التجارية من الوجهات المفضلة لدى الكثيرين للتسوق والترفيه، حيث توفر بيئة مريحة ومتكاملة للزوار، تجمع بين التسوق والتجول المريح، ومع ذلك، يشكو العديد من رواد المراكز من أساليب الباعة في الأكشاك المنتشرة في ممرات هذه المراكز، التي قد تثير استياء الكثيرين، بسبب «الطرق الاستفزازية»، على حد وصفهم، في استقطاب الزبائن.
وعبّر عدد من رواد المراكز التجارية لـ«البيان»، عن انزعاجهم من استخدام بعض الباعة لأساليب ملحة، تتراوح بين محاولات إقناع الزبائن بشراء المنتجات بشكل مستمر، إلى التحدث بصوت مرتفع، أو حتى محاولة إيقاف المارة وجذب انتباههم بطرق مستفزة.
وتقول زهرة حسين «لا أستطيع السير في الممرات دون أن أتعرض لمحاولة إيقافي أو جذب انتباهي بطرق غير مريحة، مشيرة إلى أن هذا السلوك يعكر تجربة التسوق التي أبحث عنها». وتضيف «عندما أرتاد المراكز التجارية أحاول جاهدة الابتعاد عن الممرات التي تضم الأكشاك التجارية لأتجنب الضغط النفسي الذي يسببونه لي ولعائلتي، بسبب إلحاحهم الشديد، وإذا اضطررت للمرور من أمامهم، أحاول إيهامهم بأنني منشغلة بالهاتف، أو أنظر في الجهة الأخرى، ولكن من دون فائدة».
وترى مريم محمد، أن البائعين في هذه الأكشاك، يبالغون في محاولات جذب الانتباه، ويشعرون رواد المراكز التجارية وكأنهم مضطرون للتفاعل معهم، حتى لو لم يرغبوا في شراء شيء، ويلحون عليهم لتجربة المنتجات.
ويقول أحمد عبدالمنعم «أكره الطريقة التي يقترب بها البائعون من الناس بشكل مفاجئ، أو ينادون عليهم بطريقة ملحة، رغم عدم إبداء الزوار للاهتمام أو الالتفات لهم، مضيفاً أنه يرغب في أن يتسوق دون أن يتعرض لضغط مستمر لشراء شيء لا يحتاجه».
من جانبهم، دافع عدد من الباعة عن هذه الأساليب، موضحين أن التنافس الشديد، والاعتماد على تحقيق المبيعات، يدفعهم لمحاولة استقطاب الزبائن من رواد المراكز التجارية بشتى الطرق، لتحقيق الهدف المرجو منه، وليحافظوا على وظيفتهم.
راحة المتسوقين
ورداً على استفسار «البيان» حول الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، أكد عبدالعزيز التناك مدير إدارة الرقابة التجارية في مؤسسة دبي لحماية المستهلك والتجارة العادلة، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، على التزام الإدارة بالحد من الممارسات المزعجة التي يتسبب بها بعض البائعين في مراكز التسوق. وأوضح أن الإدارة تعمل بشكل مستمر على متابعة وضبط أي تجاوزات تؤثر في راحة المتسوقين وتجربة الزوار في الإمارة.
وقال «نحرص على أن نكون قريبين من التجار والمستهلكين، على حدّ سواء، من خلال جولاتنا الميدانية الدورية، وحملاتنا المشتركة مع الجهات الرقابية والتنفيذية، بما يضمن توفير بيئة تجارية تنافسية وعادلة، مع تعزيز وعي التجار بحقوقهم ومسؤولياتهم، حرصاً على سلامة ممارسة الأعمال التجارية وراحة المتسوقين».
وأضاف «نشجع البائعين على التعامل مع مرتادي مراكز التسوق بعيداً عن أي نوع من المضايقات أو الإلحاح في عرض بضائعهم، لضمان أعلى معايير رضا المتسوقين، بشكل يعكس المستوى الحضاري لمدينة دبي، كأفضل مدينة للعيش والعمل والزيارة».
وأضاف التناك أن الإدارة مستمرة في جهودها في إطلاق المبادرات التي تعزز الشراكة مع مجتمع الأعمال، بهدف تنمية اقتصاد دبي، من خلال رفع مستويات الوعي، وتطبيق القوانين والسياسات لتطوير وتنظيم مزاولة الأعمال، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة في إمارة دبي. ودعا الجمهور، في حال تعرضهم لمثل هذه المضايقات، عدم التردّد في تقديم الشكاوى من خلال الاتصال بالخط المخصص لحماية المستهلك 600545555، على مدار الساعة، أو عبر البريد الإلكتروني: consumerrights@dubaidet.ae.
من جهته، أكد الدكتور شون لوخري أستاذ مشارك في التسويق بجامعة هيريوت وات دبي، أن هذه الأساليب الاستفزازية، تجعل المتسوقين يشعرون بالتوتر، لافتاً إلى أنه من الضروري اعتماد الأساليب الإعلانية المناسبة، لجعل الزوار يشعرون بالراحة، واحترام حدودهم، ومدى انتباههم، ووقتهم.
وقال إنه من خلال تطبيق بعض القواعد والقيود، ستتمكن مراكز التسوق من تزويد العملاء والزوار بتجربة تسوق ممتعة، وبيئة أكثر هدوءاً، تحترم حدودهم، بينما سيتمكن البائعون من تقديم منتجاتهم وخدماتهم بطريقة احترافية وملائمة.