الجيل «بيتا».. رحلة مستمرة من التحديث والتطور

الانشغال بالأنشطة المختلفة يقلل من الاستخدام المفرط للتكنولوجيا  | أرشيفية
الانشغال بالأنشطة المختلفة يقلل من الاستخدام المفرط للتكنولوجيا | أرشيفية
حسين مسيح
حسين مسيح
عيسى البستكي
عيسى البستكي
شريف موسى
شريف موسى

تتعاقب الأجيال على مر العصور، وكل جيل جديد يجلب معه تحدياته ومشاكله وأولوياته، ومع دخولنا في العام 2025، فإننا نكون قد انتقلنا إلى بداية جيل «بيتا» الممتد حتى العام 2039، وعليه فقد أكد أكاديميون ومختصون أن عمر هذا الجيل سيشهد حالة مستمرة من التحديث والتطور الشخصي، وأن أبناءه سيواجهون تحديات تتمثل في هيمنة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث قد يكون استخدام هذه التقنيات المتقدمة جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية مما يؤثر على جوانب مختلفة من حياتهم.

وأكدوا أهمية تخصيص الوقت لفهم مميزات وتحديات هذا الجيل الجديد، والتحدث بلغته التي يفهمها ليتحقق التواصل ونقفز فوق المسافات، وتحقيق التكيف مع هذا الجيل، لافتين إلى أن ما نجح مع جيل الألفية قد لا ينجح مع الأجيال التي بعده، وما كان فعالاً في أسلوب القيادة في القرن السابق قد يكون أقل فعالية في القرن الحالي أو القادم.

تسلسل الأجيال

وحتى نفهم بداية فكرة «الأجيال» وتسميتها وتسلسلها وتصنيفها وفق المراحل الزمنية، فقد أوضح الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، أن تسمية الأجيال وتحديد عدد سنوات كل جيل بدأ خلال عام 1901، ومع نهاية عام 2024 ينتهي الجيل السابع جيل «ألفا» الذي جاء بين العامين 2013 و2025، كما بدأت التسمية بـ«جيل العظماء» بين العامين 1901 و1927 والذي يعتبر أول الأجيال، ويأتي الجيل الثاني بين العامين 1928 و1945 وهو «الجيل الصامت».

وأضاف أن «جيل الطفرة السكانية» بدأ عام 1946 وحتى 1964، وهو الجيل الثالث الذي ولد في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وشهد طفرة كبيرة في عدد المواليد في العديد من الدول، ويأتي الجيل الرابع وهو «جيل إكس» خلال الفترة من 1965 إلى 1980، والذي تميز بتجربة حياتية مختلفة من حيث التغيرات الثقافية والاجتماعية والتكنولوجية آنذاك.

وأشار إلى أنه مع بداية عام 1981 بدأ جيل الألفية «Y» حتى عام 1996، وهو الجيل الخامس والذي نشأ في عصر تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل كبير، وغالباً ما يكون أبناؤه أكثر تحصيلاً علمياً مقارنة بالأجيال الأخرى، فيما بدأ الجيل السادس عام 1997 وهو «جيل Z» الذي امتد حتى عام 2012، ويوصف أبناء هذا الجيل بأنهم أكثر تقبلاً للتنوع الاجتماعي والثقافي، حيث نشأوا في بيئة متعددة الثقافات والأعراق، فيما نشأ جيل «ألفا» خلال الفترة ما بين 2013 و2025.

وأشار أن الجيل «زد» يعتبر صاحب الجغرافيتين المختلفتين تماماً، إحداهما في الطفولة، عندما كان العالم عبارة عن الحيز الجغرافي المرئي المحدد الذي يعيش في نطاقه، أما الجغرافيا الثانية فكانت مرتبطة بالأساس بتلك الثورة التقنية التي أخذت تتطور بنسق تصاعدي مع نهاية مرحلة طفولته، وأخرجته من حيز المتاح من حوله إلى الانطلاق في رحاب العولمة، أما جيل «بيتا» فسيكون صاحب الجغرافيا الواحدة.

من جانبه قال الدكتور شريف موسى عميد كلية الهندسة بالجامعة الكندية بدبي، إن أبرز تحديات الجيل «بيتا» تتمحور حول الإرهاق الرقمي بسبب الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، زيادة تعرضهم للمعلومات التي قد تؤثر على تركيزهم وصحتهم النفسية، غياب الاستقرار الوظيفي وصعوبة التخطيط للمستقبل، مشيراً الى أن هذا الجيل سيكون طموحاً ومبتكراً، لكنه قد يعاني من غياب الأمان الوظيفي والاستقرار النفسي بسبب تغيرات سوق العمل.

مهارات اجتماعية

ويرى الدكتور حسين مسيح خبير الرعاية الاجتماعية أنه يتعين على المؤسسات التعليمية تعزيز المهارات الاجتماعية لدى هذا الجيل لضمان تحقيق اندماجه أفضل في المجتمعات الواقعية، مشيراً إلى أن «بيتا سيكون» انعكاساً لروح العصر الرقمي، ويجمع بين الطموح والمرونة، ولكنه قد يواجه تحديات تتطلب التكيف والتطوير المستمر.