قدمت 4 جامعات داخل الإمارات حلولاً للتحديات الأكثر إلحاحاً على مستوى العالم، خاصة البيئية والمرتبطة بالطاقة والصحة، ضمن مبادرة «ابتكارات للبشرية - حلول دبي للمستقبل»، التي عرضت أفضل 100 مشروع تجريبي وحل مبتكر للطلاب القياديين وفرقهم والعديد من أساتذتهم من الجامعات العالمية، وهي عبارة عن اختراعات ونماذج مدعومة بالأبحاث.
«أغلفة إيكوجين»
وقال محمد المصلح، طالب دكتوراه في هندسة الأبنية المستدامة في جامعة هيريوت وات دبي، إن مشروع «أغلفة إيكوجين» يقدم حلاً مبتكراً في معالجة ذكية لتحدي تشغيل عقد الاستشعار في المباني والمدن الذكية، من خلال دمج المولدات الكهروحرارية «TEGs» ومواد تغيير الطور «PCMs» في مكونات غلاف المبنى، حيث يقوم النظام بحصد الطاقة الحرارية من الإشعاع الشمسي وتحويلها بكفاءة إلى كهرباء.
وأضاف: يمكن مصدر الطاقة المستدام هذا من مراقبة البيئة في الوقت الفعلي ونقل البيانات بشكل موثوق، حتى في ظروف التشغيل الصعبة، ويسهم ذلك في تعزيز أنظمة إدارة الطاقة الذكية وتطوير حلول إنترنت الأشياء المتقدمة.
خرسانة تمتص الكربون
وقدم هذا المشروع جاد بواب، طالب دكتوراه في الهندسة المدنية والبيئية في جامعة الإمارات. وقال البروفيسور هلال الحسن، المشرف على المشروع، إن مشروع الخرسانة الممتصة لثاني أكسيد الكربون يمثل ابتكاراً في مجال البناء المستدام، حيث يتم تصنيع كتل خرسانية منخفضة الكربون «حجر الطابوق» باستخدام مواد معاد تدويرها، مثل بقايا كربيد الكالسيوم والخرسانة المعاد تدويرها، وهي نفايات متوفرة بكثرة في الإمارات.
وتعتمد هذه الكتل الخرسانية على تقنية المعالجة بالكربون المتسارع لعزل ثاني أكسيد الكربون بشكل دائم، ما يسهم في تقليص البصمة الكربونية بنسبة تصل إلى 40% وتوفر هذه العملية 83% من الموارد الطبيعية وتخفض تكاليف الإنتاج بنسبة 20%.
«إنزيما»
وقال فواز شفيق محمد، طالب بكلية الطب في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، إن مشروعه يتناول إعادة تدوير الأغلفة المعقمة التي تشكل 20% من النفايات الطبية العالمية، وتعد عملية إعادة تدويرها صعبة ومعقدة، حيث يستخدم المشروع الإنزيمات المستخلصة من الفطريات لتفكيك أغلفة البولي بروبلين المعقمة إلى مونومراتها الأصلية.
وأضاف: تقلل هذه العملية المبتكرة النفايات البلاستيكية وتقليل انبعاثات الكربون، ما يدعم أهداف الاستدامة العالمية من خلال إنشاء نظام إعادة تدوير مغلق الحلقة للقطاع الطبي.
«جولدي»
من جانبه، أشار نظمي السعافين، طالب دكتوراه في هندسة المعدات الطبية الحيوية في جامعة خليفة، إلى أن الهلام المائي المبتكر قفزة نوعية في عالم الإلكترونيات القابلة للارتداء، حيث يجمع بين الاستدامة والكفاءة، ويتميز بكونه مادة مرنة وشفافة وصديقة للبشرة، ما يجعله مثالياً للاستخدام كواجهة لاصقة أو كمستشعر مستقل. وأضاف: يتفوق في قدرته على التقاط الإشارات بجودة عالية مقارنة بالأقطاب الكهربائية التجارية التقليدية، كما أن قابليته للتحلل البيولوجي تسهم بشكل كبير في تقليل الأثر البيئي، ما يجعله خياراً مثالياً للمستقبل.
علاوة على ذلك، يمكن تخصيص هذا الهلام المائي بسهولة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد العكسية من خلال طريقة وعاء واحد بسيطة، ما يتيح تطبيقات طبية حيوية متنوعة ويبقي البصمة البيئية في حدها الأدنى.
معايير المبادرة
من جانبه، قال نادر مصطفى، مستشار ابتكارات بشرية، إن المبادرة عمرها 10 سنوات تهتم بتشجيع الابتكار واستقطاب ألمع العقول من مختلف أنحاء العالم، وتعزيز مكانة دبي حاضنة للمواهب العالمية، ويشكل ركيزة أساسية لدعم هذه الرؤية الطموحة، وعلى مدار العقد الماضي، بنينا أكبر شبكة عالمية للمواهب الأكاديمية، تضم 20 ألف أستاذ من أكثر من 800 جامعة في 6 قارات.
وخلال هذه الدورة تقدم 2700 مشروع تم اختيار أفضل 100 مشروع منها، من خلال معايير تركز على المشاكل والحلول التي يقدمها المشروع ومدى توافقها مع الحلول المطلوبة.