لا يمكن النظر إلى الحروب الدائرة رحاها سواء في الشرق الأوسط أو في روسيا وأوكرانيا دون تسليط الضوء على القوة العسكرية وخاصة الجوية وما يلحقها من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات التي أصبحت قوة ردع تغير موازين القوى.
فقد كشفت الحروب الأخيرة كيف تتغير التكتيكات العسكرية للتعامل مع المخاطر الجديدة، ومع تزايد الهجمات الجوية والأسلحة المتقدمة، تركز الدول على تحسين أنظمتها الدفاعية من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الأفضل، بهدف حماية شعوبها والبقاء في أمان في عالم أصبحت فيه التهديدات أقل قابلية للتنبؤ.
وأظهرت الحروب الأخيرة عن تحول ملحوظ في التكتيكات العسكرية والدفاعية، سواء كان ذلك من خلال نشر عدد لا يحصى من الصواريخ، أو صعود الهجمات الإلكترونية، أو استخدام أجهزة النداء واللاسلكي.
ومن بين التهديدات الأكثر خطورة والتي لا يمكن التنبؤ بها الهجمات الجوية، القادرة على تدمير مناطق شاسعة وقتل الآلاف في لحظة ومن ضمنها الصواريخ المضادة للطائرات.
ما هو الصاروخ المضاد للطائرات؟
الصاروخ المضاد للطائرات هو صاروخ موجه مصمم لتدمير أو إتلاف الطائرات يمكن إطلاق هذه الصواريخ من الأرض أو البحر أو الجو وهي جزء أساسي من أنظمة الدفاع الحديثة. وتعمل عن طريق اكتشاف وتتبع واعتراض الطائرات أو الصواريخ القادمة، وتحييد التهديدات الجوية قبل أن تتسبب في ضرر.
وتعد الصواريخ المضادة للطائرات ضرورية لحماية الأصول العسكرية والبنية التحتية والمناطق المدنية من الهجمات الجوية.
فيما يلي بعض من أكثر الأنظمة العسكرية شهرة في العالم ، وفقا لتقرير نشره موقع "تايمز أوف إنديا":
نظام الصواريخ المضادة للطائرات بعيد المدى الصيني HQ-9
تم تصميم نظام الصواريخ المضادة للطائرات بعيد المدى الصيني HQ-9 لاستهداف وتدمير الطائرات والصواريخ المجنحة والصواريخ جو-أرض والصواريخ الباليستية التكتيكية والمروحيات عبر جميع الارتفاعات التشغيلية. يعمل النظام ليلًا ونهارًا، بغض النظر عن الظروف الجوية.
وبدأ تطوير HongQi 9 في أوائل الثمانينيات، مستوحى في البداية من نظام الدفاع الجوي الصاروخي Patriot الأمريكي.
الولايات المتحدة سام MIM-104 "باتريوت"
باتريوت (MIM-104)، اختصار لرادار تتبع المصفوفات المرحلية لاعتراض الهدف، هو نظام دفاع جوي يعمل في جميع الأحوال الجوية وعلى جميع الارتفاعات طورته الولايات المتحدة لمواجهة الصواريخ الباليستية التكتيكية والصواريخ المجنحة والطائرات المتقدمة.
وتم إنتاجه من خلال الجهود المشتركة لشركة رايثيون في ماساتشوستس ولوكهيد مارتن للصواريخ والتحكم في النيران في فلوريدا، وأضيف إلى ترسانة الجيش الأمريكي في عام 1974.
ويمكن للنظام اكتشاف وتحديد ما يقرب من 100 صاروخ في وقت واحد. أصغر وحدة فرعية تكتيكية ونيرانية، البطارية، تتضمن 4-8 قاذفات (PU) مع أربعة صواريخ لكل منها.
مركب SAMP-T الفرنسي الإيطالي (Eurosam)
هذا النظام الصاروخي هو ابتكار مشترك بين فرنسا وإيطاليا، مصمم للاستخدام في جميع الظروف الجوية ومقاوم للتشويش الشديد والانقطاعات من جانب العدو. وهو يوفر الدفاع الجوي للوحدات الميكانيكية والقوات الزاحفة، فضلاً عن حماية المواقع الثابتة الحرجة من التهديدات الجوية.
وقد طور هذا النظام اتحاد يوروسام الأوروبي، الذي تشكل في يونيو 1989 من قبل شركات إيروسباسيال وألينيا وتومسون-سي إس إف. وإلى جانب قدراته البرية، يتم نشر أنظمة الدفاع الجوي البحرية SAAM (PAAMS) على السفن البحرية الفرنسية والإيطالية.
نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي أو GTAM David
تم تطوير نظام مقلاع داود، وهو نظام دفاع جوي وصاروخي إسرائيلي متوسط إلى بعيد المدى، بشكل مشترك من قبل شركة الدفاع الإسرائيلية رافائيل وشركة الدفاع الأمريكية رايثيون.
ويشكل النظام جزءًا من مجموعة دفاعية متعددة الطبقات، مما يوفر تغطية وحماية واسعة النطاق. وهو يمثل الجيل القادم من أنظمة الصواريخ الإسرائيلية، والمقصود منها استبدال MIM-23 Hawk وMIM-104 Patriot في ترسانة إسرائيل.
منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400 تريومف
تم تطوير نظام إس-400 تريومف في تسعينيات القرن العشرين بواسطة مكتب التصميم المركزي الروسي ألماز، وهو عبارة عن نظام صاروخي متحرك أرض-جو ويمثل الجيل الرابع من صواريخ أرض-جو الروسية بعيدة المدى. وهو يتبع نظامي إس-200 وإس-300.