منح الإقبال على المشاركة في انتخابات المجالس البلدية في ليبيا بصيص أمل في إحياء العملية السياسية المجمدة منذ سنوات، وذلك بعد تعثر إجراء الانتخابات العامة وسط انقسام سياسي وحكومي.
وهذه الانتخابات هي الأولى من نوعها منذ العام 2014، وقد كشفت المفوضية العليا للانتخابات عن مشاركة نحو 74% من الناخبين فيها، ما شكل نجاحاً لها أثار تساؤلات حول ما إذا كان سيمهد الطريق نحو إجراء الاستحقاقين الرئاسي والنيابي.
وأكد عدد من المحللين أن هذه الانتخابات يمكن أن تشكل أرضية يمكن البناء عليها لإنجاز تفاهمات يمكن أن تُحدث اختراقات في جدار الجمود السياسي المهيمن على المشهد في ليبيا منذ سنوات.
ووفقاً للأرقام والإحصاءات التي نشرتها المفوضية العليا للانتخابات، فإن نسبة المشاركة في الاقتراع، الذي جرى يوم السبت الماضي في 58 بلدية، بلغت 76% من مجمل المسجلين في المنظومة الانتخابية، وهم 186 ألفًا و55 ناخبًا، يتوزعون على 29 بلدية في المنطقة الغربية، و15 بلدية في المنطقة الشرقية، و14 بلدية في المنطقة الجنوبية. وأكدت المفوضية عدم تسجيل أي اختراقات في كل مراكز الاقتراع.
وقال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إن نجاح المرحلة الأولى من انتخابات المجالس البلدية «يعتبر خطوة مهمة» في المسار الديمقراطي وتعزيز الاستقرار وإعادة الشرعية لكل المؤسسات الوطنية.
وأكد أن تلك الانتخابات تعكس رغبة أبناء الشعب الليبي في «التعبير المباشر عن رأيه لمستقبل أفضل»، وبناء مؤسسات قادرة على تلبية تطلعات الشعب في كل أنحاء البلاد، حسب تغريدة على حسابه الشخصي بمنصة «إكس».
وشدد على أن نجاح عشرات المجالس البلدية في أول اقتراع محلي يجرى في عموم البلاد للمرة الأولى منذ عشر سنوات يُعد مؤشراً إلى أن الشعب الليبي «قادر على المشاركة والمساهمة في الوصول لدولة مستقرة عبر الاستفتاءات والانتخابات العامة».
من جهتها، أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنها ملتزمة بدعم العملية الانتخابية في ليبيا وضمان نتيجة تعكس إرادة الشعب الليبي، مشيرة إلى أن الانتخابات البلدية تشكل خطوة مهمة نحو تعزيز الديمقراطية وضمان حوكمة مسؤولة ومستجيبة لتطلعات الشعب، كما تضمن شرعية المؤسسات الليبية.
وهنأت البعثة، الشعب الليبي بهذا الإنجاز على نسبة المشاركة الواسعة التي بلغت 74% من الناخبين، وكذلك المفوضية الليبية العليا للانتخابات على ضمان عملية انتخابية سليمة وشاملة من الناحية الفنية، مشيدة بتفاني الأجهزة الأمنية التي شاركت في تأمين إجرائها.
وينتظر أن تعلن مفوضية الانتخابات عن المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والتي ستستهدف عدداً آخر من البلديات.
من جانبه، اعتبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أن مسار الانتخابات البلدية التي جرت بشكل سلسل وآمن «دليل آخر ضد من يحاول اختراع مراحل انتقالية جديدة شرطاً لإجراء الانتخابات»، مؤكداً أن صناديق الاقتراع التي اختار عبرها الليبيون عمداء بلدياتهم، هي نفسها الصناديق التي يمكن من خلالها اختيار سلطات بلادهم التنفيذية والتشريعية الجديدة.