نجا الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، من فخ العزل الذي نصبته المعارضة بفعل انسحاب نواب حزبه الحاكم من قاعة البرلمان، وفيما قدم يون اعتذاره للشعب عن إعلانه الأحكام العرفية، لم ييأس المعارضون فنصبوا له فخاً آخر باقتراح مشروع قانون جديد لمساءلة الرئيس وعزله.
وأفلت الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، أمس، من مذكرة عزل تقدمت بها المعارضة بعد محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية، في غياب النصاب اللازم في الجمعية الوطنية بعدما انسحب نواب الحزب الحاكم من القاعة. وأظهرت لقطات من الجلسة تم بثها مباشرة، مغادرة نواب حزب سلطة الشعب القاعة، قبل التصويت وسط صيحات الاستهجان، لتعطيل عملية العزل. وفيما يتطلب العزل الحصول على غالبية 200 نائب من أصل 300، لم يشارك سوى 195 نائباً في التصويت.
وقال رئيس الجمعية الوطنية وو وون شيك: بالتالي، أعلن أن التصويت على هذه القضية باطل.. فشل التصويت على هذه القضية يدل على فشل العملية الديمقراطية في قضية وطنية حاسمة.. ونيابة عن الجمعية الوطنية، أعتذر للشعب.
وبينما كانت المعارضة التي لها 192 نائباً، تحتاج إلى أصوات ثمانية نواب على الأقل من المعسكر الرئاسي لتحقيق مرادها، لم يدلِ سوى ثلاثة أعضاء من الحزب الحاكم بأصواتهم، على الرغم من مناشدة رئيس الجمعية الوطنية وو ون-شيك لنواب الحزب الحاكم بالعودة والإدلاء بأصواتهم من أجل حماية الجمهورية الكورية وديمقراطيتها.
وفي تطور آخر، ذكرت وكالة يونهاب، أن الحزب الديمقراطي المعارض سيقترح مشروع قانون جديداً لمساءلة الرئيس يون سوك يول بغرض عزله في 11 ديسمبر. وأضاف أن الاقتراح سيطرح للتصويت عليه في البرلمان في 14 ديسمبر.
إلى ذلك، نقلت وكالة يونهاب الإخبارية، عن الشرطة أن ما يناهز 150 ألف متظاهر مناهض للرئيس تجمعوا حول مبنى البرلمان وسط البرد القارس، في حين تحدث المنظمون عن مليون مشارك. كما تظاهر الآلاف من أنصار يون وسط العاصمة.
اعتذار ورفض
وفي خطاب تلفزيوني مقتضب وجهه إلى الأمة، أمس، أعلن يون أنه سيعهد إلى حزبه، مهمة اتخاذ تدابير لتحقيق استقرار الوضع السياسي، بما في ذلك ما يتعلق بفترة ولايتيه، مضيفاً: لن أتنصل من مسؤولياتي القانونية والسياسية في ما يتعلق بإعلان الأحكام العرفية. وعزا الأمر إلى يأسه كرئيس، قائلاً: لقد تسببت في قلق وإزعاج الناس.. أتقدم باعتذاري الصادق.
ولم تلقَ كلمة الرئيس صدى، أو تهدئ من موجة العداء العام بحقه، إذ أعلن رئيس الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية هان دونغ-هون، أن استقالة رئيس البلاد أمر حتمي. وبعد اجتماع، جددت غالبية نواب الحزب التأكيد على الموقف الرسمي المتمثل برفض إجراءات العزل، في حين طلب هان التعليق السريع لمهام الرئيس.
حل أوحد
وقال تشاي جين وون الباحث في كلية هيومانيتاس في جامعة هيونغ هي: يبدو أن الحزب الحاكم قرر معارضة العزل خلال التصويت شرط أن يتنازل الرئيس له عن السلطة.. المشكلة الرئيسية هي أنه على الرغم من الاعتراف بأن الرئيس ارتكب مخالفات وأنه مجرم، فإنهم ببساطة لا يريدون منح السلطة للي جاي ميونغ زعيم الحزب الديمقراطي قوة المعارضة الرئيسية.
بدوره، قال لي جاي-ميونغ، أمس: حالياً، الخطر الأكبر في كوريا الجنوبية هو وجود الرئيس نفسه.. والحلول الوحيدة هي الاستقالة الفورية أو الرحيل المبكر عن طريق العزل، مشيراً إلى أن خطاب الرئيس مخيّب جداً للآمال ولا يؤدي إلا إلى تفاقم الشعور بالخيانة والغضب لدى الكوريين الجنوبيين.