إسرائيل باتت محاصرة بالانتقادات الدولية لحربها في غزة

تواجه إسرائيل مزيداً من الإجراءات والانتقادات الدولية لحربها على قطاع غزة، حيث رفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، مقترحاً إسرائيلياً جديداً للتحكّم في إيصال المساعدات إلى غزة، قائلاً إنه ينذر «بمزيد من التحكّم في المساعدات وتقييدها بشدة حتى آخر سعر حراري وحبة دقيق (طحين)».

وأضاف لصحافيين: «لأكن واضحاً.. لن نشارك في أي ترتيب لا يحترم المبادئ الإنسانية احتراماً كاملاً.. الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد». وأضاف: «غزة أصبحت ساحة قتل والمدنيون محاصرون في دوامة موت لا تنتهي». ودعا مرة أخرى إلى الإفراج على الفور وغير المشروط عن جميع الأسرى ووقف دائم لإطلاق النار ودخول كامل المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وصرّح غوتيريش «مرّ أكثر من شهر كامل بدون وصول ذرّة مساعدات إلى غزة. لا طعام، لا وقود، لا أدوية، ولا سلع تجارية. ومع نضوب المساعدات، فتحت مجدداً أبواب الرعب».

ماكرون في العريش

وفي العريش المصرية على الحدود مع غزة، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، أن قطاع غزة يعيش فيه مليونا شخص «محاصر» ولا يمكن الحديث عنها كـ«مشروع عقاري»، في رد على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاستيلاء على غزة وتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».

وقال ماكرون «حين نتحدث عن غزة نحن نتحدث عن مليوني شخص محاصر.. بعد أشهر من القصف والحرب».

وأضاف «لا يمكننا محو التاريخ والجغرافيا. لو كان الأمر ببساطة مشروعاً عقارياً أو استحواذاً على أراضٍ.. لما كانت الحرب اندلعت من الأساس».

ودان ماكرون استهداف طواقم الإغاثة والعاملين في القطاع الإنساني في غزة. وقال: «ندين هذه الهجمات بشدة، ويجب كشف الحقيقة كاملة» في شأن ما تعرض له المسعفون من قتل على يد الجنود الإسرائيليين. وأكد أنه قدم «تعازي فرنسا» بضحايا الهجمات الإسرائيلية على عاملي الإغاثة وأضاف «هم هناك (في غزة) نيابةً عن المجتمع الدولي لمساعدة المحتاجين ولهذا من الضروري ألا نتنازل عن حماية» العاملين في القطاع الإنساني.

وكما دعا إلى استئناف إدخال المساعدات إلى غزة «في أسرع وقت ممكن»، مؤكداً أن ذلك هو «أولوية الأولويات».

وتفقد ماكرون مستشفى العريش يرافقه نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الذي حمل وروداً بيضاء للمرضى الذين يتلقون العلاج بالمستشفى.

في البرلمان

وفيما كان ماكرون على حدود غزة، كان نواب حزب «فرنسا الأبية» اليساري المعارض، يرفعون لافتات عليها صور لأطفال فلسطينيين قتلتهم غارات الجيش الإسرائيلي على غزة، خلال جلسة للجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان).

وقال النائب في الحزب أيميريك كارون، في جلسة البرلمان أمس، إن مستوى الوحشية الذي يُظهره الجيش الإسرائيلي بلغ حداً «أصبحنا فيه مضطرين لاستخدام أرقام تقريبية لعدد القتلى في هذه الإبادة المستمرة».

ولفت إلى أن نحو 20 ألف طفل فلسطيني لقوا حتفهم بالهجمات الإسرائيلية، مؤكداً أن التاريخ الحديث لم يشهد حالة مماثلة يُقتل فيها هذا العدد الكبير من الأطفال «بشكل سادي». وأضاف أن الأطفال الفلسطينيين يُحرقون ويُسحقون ويُمزقون وتُفصل رؤوسهم، ويُطلق الرصاص على رؤوسهم، وتُبتر أطرافهم بدون تخدير، ويُسجنون.

استدعاء واستبعاد

وفيما أعلنت الحكومة الهولندية أن وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب استدعى السفير الإسرائيلي في هولندا على خلفية الوضع في غزة، وأن من المقرر عقد الاجتماع اليوم، واجه سفير إسرائيلي موقفاً محرجاً، حيث طرد من اجتماع للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، لإحياء الذكرى السنوية الحادية والثلاثين للإبادة الجماعية في رواندا، وفق ما أفاد دبلوماسيان وكالة فرانس برس، أمس.

وشارك السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا أبراهام نغوس في الجزء الأول من الحدث، وقد تضمّن مسيرة جماعية داخل مقر الاتحاد الأفريقي، وفق دبلوماسي عربي قال طالباً عدم كشف هويته «بعد ذلك، رفض رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف أن يبدأ الحدث داخل القاعة بحضور السفير الإسرائيلي وطلب منه الخروج». وغادر السفير الإسرائيلي القاعة، وفق المتحدث.

وأوردت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» نقلاً عن وزارة الخارجية الإسرائيلية قولها «إنه لأمر شائن أن يقرر (يوسف) إقحام عناصر سياسية معادية لإسرائيل خلال حدث لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا كان دعي إليه السفير الإسرائيلي».