انتخابات متزامنة تقريباً بخمس دول في ثلاث قارات، أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية. بعض هذه الانتخابات التي شهدتها جورجيا وليتوانيا وبلغاريا واليابان وأوروغواي، ينطوي على حساسية خاصة لارتباطها بصراعات دولية وإقليمية، وفي خضم الصراعات الدولية وتجاذباتها السياسية، ليس مستغرباً أن تشهد بعض هذه العمليات الاقتراعية حالات من المفاجأة أو التشكيك أو عدم الاعتراف بالنتائج، فيما الحضور الأقل بروزاً، على الأقل في بعض هذه الانتخابات، هو احتياجات الناس.
ففي انتخابات جورجيا، الجمهورية السابقة، حيث أسفرت عن فوز الحزب الحاكم «الحلم الجورجي» بالانتخابات البرلمانية، لم تعجب النتائج منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وقالت إن «العديد من المخالفات شابت الانتخابات».
وأفادت بعثة المنظمة في العاصمة تبليسي، أن مراقبيها اشتكوا من «تعرض الناخبين لحالات ترهيب، وتعرض المسؤولين عن تنظيم الانتخابات للضغط، وتعرض المراقبين لأعمال عنف، بجانب حوادث شراء الأصوات، والتصويت المتعدد، وملء صناديق الاقتراع ببطاقات مزيفة»، مثلما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المنظمة الأوروبية. لكن رئيس البعثة باسكال أليزارد الذي أشاد بالحيوية الديمقراطية التي تتمتع بها الجمهورية القوقازية، قال إن الانتخابات كانت بشكل عام منظمة بشكل جيد.
وكانت مفوضية الانتخابات في جورجيا، أعلنت أمس، فوز «الحلم الجورجي» بالانتخابات، ما أثار مزاعم عن حدوث تزوير ودعوات للاحتجاج من قبل المعارضة الموالية للغرب، متوعدة بتنظيم مظاهرات احتجاجية. وتخشى المعارضة المنقسمة أن تتجه جورجيا، تحت زعامة إيفانيشفيلي، نحو جارتها روسيا بصورة أكبر وتتخلى عن مسار الاتحاد الأوروبي.
جولة ثانية
في ليتوانيا، الجمهورية السوفييتية كذلك، توجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية أمس، على إيقاع تأثيرات الحرب في أوكرانيا. ويمكن أن تؤدي الانتخابات إلى تغيير في السلطة في الدولة الواقعة في منطقة البلطيق، والمجاورة لكل من روسيا وبيلاروس، حليفة موسكو.
وبعد الجولة الأولى من التصويت، التي جرت في 13 أكتوبر، تتقدم المعارضة الممثلة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي على رئيسة الوزراء إنغريدا سيمونيته من حزب «اتحاد الوطن» الحاكم المحافظ. وسوف يحدد التصويت الاتجاه السياسي في السنوات الأربع المقبلة، لكن على الرغم من تحول محتمل نحو اليسار، يقول محللون إنه لن يكون هناك أي تغيير واسع النطاق في السياسة الخارجية لليتوانيا.
انتخابات مبكرة
وفي بلغاريا، العضو في الكتلة الاشتراكية السابقة، أدلى الناخبون بأصواتهم أمس، في انتخابات مبكرة هي السابعة في أربع سنوات لكن استطلاعات للرأي تشير إلى أن من غير المرجح أن تسفر عن كسر الجمود السياسي الذي يبطئ الإصلاحات الاقتصادية في أفقر دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
وتعاني بلغاريا من حكومات متعاقبة غير مستقرة لا تمكث طويلاً منذ عام 2020 عندما تسببت احتجاجات مناهضة للفساد في تفكيك ائتلاف بقيادة حزب «مواطنون من أجل التنمية الأوروبية» في بلغاريا )جيرب( المنتمي ليمين الوسط. وحسب وكالة «رويترز» تشير أحدث استطلاعات للرأي إلى عدم تحقيق أي حزب منفرد أغلبية برلمانية تلك المرة أيضاً بما يمهد الطريق لجولة جديدة من المفاوضات المعقدة والمطولة لتشكيل ائتلاف.
انتخابات اليابان
في اليابان، تكبد الحزب الحاكم الذي ينتمى له رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا خسائر في انتخابات مجلس النواب.
ويبدو أن الحزب الديمقراطي الليبرالي خسر الأغلبية التي كان يشغلها في مجلس النواب، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن وسائل إعلام يابانية، بعد إغلاق مراكز الاقتراع.
وما زال لم يتضح ما إذا كان الحزب الديمقراطي الليبرالي وشريكه الائتلافي الصغير كوميتو سوف يتمكنان من الفوز بأغلبية.
رئاسية وبرلمانية
في الأوروغواي، أدلى مواطنو هذا البلد اللاتيني بأصواتهم لاختيار رئيس جديد للبلاد أمس. وطبقاً لأحدث استطلاعات الرأي، يتقدم ياماندو أورسي، من تحالف جبهة أمبليو اليسارية، بفارق كبير على ألفارو ديلغادو من حزب المحافظين الحاكم (الحزب الوطني)، قبل التصويت.
ويتنافس إجمالي 11 مرشحاً على منصب رئيس الدولة. ويمنع الدستور الرئيس الحالي لويس لاكالي بو من الترشح مرة أخرى. وإذا لم يحقق أي مرشح أغلبية مطلقة، سيخوض المتنافسان اللذان يحصلان على أكبر عدد من الأصوات جولة ثانية في 24 نوفمبر.
وحال انتخابه، يريد اليساري أورسي محاربة الفقر في الدولة الصغيرة الواقعة في أمريكا الجنوبية، والتي يبلغ تعداد سكانها حوالي 3.4 ملايين نسمة واتخاذ إجراءات حاسمة ضد الفساد.