غارات تدك معقل «حزب الله».. و«الحرب حتى النصر» خيار إسرائيل

يستمر التصعيد في لبنان، عبر غارات إسرائيلية تطال الحدود والعاصمة بيروت، ورشقات صواريخ من حزب الله على مناطق الشمال، في ظل إصرار من تل أبيب على رفض مقترحات الهدنة، والمضي في المعركة حتى النصر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، تنفيذ ضربات جديدة ضد أهداف للحزب في مناطق لبنانية متفرقة، شملت بنى تحتية عند الحدود اللبنانية السورية. كما أكد شن ضربات دقيقة على ضاحية بيروت الجنوبية.

قال مصدران أمنيان، إن محمد سرور قائد إحدى وحدات القوة الجوية في حزب الله، قتل في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. كما لقي شخصان حتفهما وأصيب 15 شخصاً بجروح، في الغارة التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي، أمس، على الضاحية الجنوبية.

وأعلن مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، أدت إلى مقتل شخصين وإصابة 15 شخصاً بجروح، من بينهم امرأة حالتها حرجة. وقال الجيش الإسرائيلي، إنه أجرى تدريباً يحاكي مناورة برية في لبنان، على بعد كيلومترات قليلة من الحدود.

إلى ذلك، واصل حزب الله إطلاق رشقات صاروخية نحو شمالي إسرائيل. وأعلن الحزب أنه قصف مجمعات صناعات عسكرية تابعة لشركة رفائيل شمالي مدينة حيفا بصليات من الصواريخ. كما أعلن قصف كريات موتسكين، وكذلك كريات شمونة بصليات من صواريخ فلق 2. وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيانين، أنه رصد إطلاق نحو 85 صاروخاً من لبنان، تمكن من اعتراض بعضها.

وعبر أكثر من 22 ألف شخص، الجزء الأكبر منهم سوريون، الحدود من لبنان إلى سوريا منذ مطلع الأسبوع، وفق ما أفاد مصدران أمنيان سوريان. وقال أحد المصدرين، إن أكثر من 6 آلاف لبناني ونحو 15 ألف سوري، دخلوا عبر معبر جديدة يابوس بشكل طارئ منذ 3 أيام.

رفض مقترح

في الأثناء، رفضت إسرائيل، مقترح هدنة مع حزب الله، طرحته دول أبرزها الولايات المتحدة، متوعدة بمهاجمته حتى النصر. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان عبر منصة إكس: لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال..

سنواصل القتال ضد حزب الله بكل قوتنا حتى النصر، والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم. كما رفض وزير المالية اليميني، بتسلئيل سموتريش، وقف النار، قائلاً إن الهدف يظل سحق حزب الله.

بدوره، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي غادر لإلقاء كلمة أمام الأمم المتحدة، إنه لم يقدم رده بعد على اقتراح وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل ضرب حزب الله بكل قوة، حتى يتسنى لسكان شمالي إسرائيل العودة إلى ديارهم سالمين.

خطر وحلّ

من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أمس، إن هناك خطر اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل، لكنه أضاف أن الحل الدبلوماسي لا يزال قائماً. وذكر أوستن بعد اجتماع مع نظيريه البريطاني والأسترالي في لندن: نواجه الآن خطر اندلاع حرب شاملة.. حرب شاملة أخرى، قد تكون مدمرة لكل من إسرائيل ولبنان.

لذلك، دعوني أوضح.. بوسع إسرائيل ولبنان اختيار مسار آخر، وعلى الرغم من التصعيد الحاد في الأيام القليلة الماضية، فإن الحل الدبلوماسي لا يزال قائماً. وشدد أوستن، على أن واشنطن لن تغير التزامها بمساعدة إسرائيل في حماية نفسها وسيادة أراضيها.

خطط إجلاء

ودفع احتدام الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، الدول الغربية، إلى الإسراع بتحديث خطط الطوارئ لعمليات الإجلاء من المنطقة، فيما من المرجح أن تصبح قبرص مركزاً رئيساً لهذه العمليات.

وقال مصدر مطلع لوكالة رويترز، إن أغلب خطط الطوارئ في ما يتعلق بالتنفيذ، ستكون عن طريق البحر، على ما يبدو، ما يسمح بنقل مجموعات أكبر، لكن سيتحدد وفقاً للوضع الأمني. وتستغرق الرحلة من بيروت إلى قبرص نحو 10 ساعات بالبحر، أو 40 دقيقة بالطائرة.

وأعدت السلطات خطط طوارئ، قد تشمل الإجلاء بحراً، رغم أنها حثت ما يقدر بنحو 15 ألفاً من مواطنيها في لبنان، على المغادرة جواً، في وقت لا يزال فيه مطار بيروت مفتوحاً. وتشير تقارير إخبارية من كندا، إلى أنها ستتعاون مع أستراليا في إجلاء رعاياها بحراً، وأن الخطة تتضمن التعاقد مع سفينة تجارية لنقل ألف شخص يومياً.

كما دعت بريطانيا رعاياها إلى مغادرة لبنان فوراً، ونقلت نحو 700 جندي إلى قبرص، لتعزيز وجودها في المنطقة، حيث لها بالفعل أصول عسكرية، تشمل سفينتين تابعتين للبحرية الملكية، وقاعدتين عسكريتين في الجزيرة.

وأمرت الولايات المتحدة بنشر العشرات من قواتها في قبرص، للمساعدة في الاستعداد لأي سيناريوهات، بما يشمل إجلاء الأمريكيين من لبنان. وحذر رئيس الوزراء البرتغالي، لويس مونتينيغرو، من السفر إلى لبنان، مشيراً إلى أن بلاده لديها خطة لإجلاء المواطنين المقيمين هناك، بالتعاون مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي.