40 قتيلاً في غزة.. وانسحاب دبابات إسرائيلية من مخيم النصيرات

فلسطينيون في شارع مدمر بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مخيم النصيرات
فلسطينيون في شارع مدمر بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مخيم النصيرات

قال مسعفون إن ما لا يقل عن 40 فلسطينياً لقوا حتفهم في ضربات للجيش الإسرائيلي خلال يومين بقطاع غزة، وإن معظم القتلى سقطوا في مخيم النصيرات في وسط القطاع، وذلك بعد أن انسحبت دبابات إسرائيلية من بعض مناطق المخيم.

وذكر المسعفون، أنهم انتشلوا 19 جثة لفلسطينيين قتلوا في المناطق الشمالية من النصيرات، أحد مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في القطاع. وذكر مسعفون، أن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة 10 فلسطينيين على الأقل في وقت لاحق أمس في منزل ببيت لاهيا بشمال القطاع. وأوضح المسعفون أن الباقين قتلوا في المناطق الشمالية والجنوبية من قطاع غزة.

واقتحمت دبابات إسرائيلية شمال مخيم النصيرات ووسطه أول من أمس. وانسحبت الدبابات من المناطق الشمالية، أمس، لكنها ظلت في المنطقة الغربية من المخيم، وقال الدفاع المدني الفلسطيني، إن فرقه لم تتمكن من الاستجابة لنداءات الاستغاثة من سكان محاصرين داخل منازلهم.

وعاد عشرات الفلسطينيين، أمس، إلى المناطق التي انسحب منها الجيش لتفقد الأضرار التي لحقت بمنازلهم وانتشل بعضهم جثث قتلى. وغطى مسعفون وأقارب جثثاً، بعضها لنساء، كانت ملقاة على الطريق بالبطانيات أو بأكفان بيضاء وحملوها على محفات.

وقال مسعفون إن طائرة إسرائيلية مسيرة قتلت في وقت لاحق أمس، أحمد الكحلوت رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا في أقصى شمال قطاع غزة. وأفاد مسؤولان طبيان في المستشفى، بأن الكحلوت قتله صاروخ أطلقته طائرة مسيرة أثناء عبوره بوابة المستشفى. وقالت وزارة الصحة في غزة، إن مدير المستشفى و12 مسعفاً أصيبوا في هجمات مماثلة في وقت سابق من الأسبوع.

انتشار فوضى

إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة، أمس، إن قطاع غزة انزلق إلى حالة من الفوضى مع انتشار الجوع وتفشي أعمال النهب وزيادة حوادث الاغتصاب في الملاجئ وسط انهيار للنظام العام.

وصرح مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، أجيث سونغاي، إثر زيارته للقطاع، إن أهالي غزة يعانون على نطاق لا بد من رؤيته حتى يتم إدراكه حقاً. وأضاف خلال مداخلته عبر الفيديو من عمّان في مؤتمر صحافي عقد في جنيف:

هذه المرة شعرت بالقلق الشديد إزاء انتشار الجوع.. يؤدي انهيار النظام العام والأمن إلى تفاقم الوضع مع تفشي النهب والقتال على الموارد النادرة. وشدد على أن الفوضى في غزة التي حذرنا منها قبل أشهر موجودة هنا، واصفاً الوضع بأنه متوقع وكان يمكن تجنبه. وقال سونغاي، إن النساء الشابات اللاتي نزح العديد منهن عدة مرات، أكدن على عدم وجود أي أماكن آمنة أو خصوصية في خيامهن.

أوضاع مروعة

وأضاف: قال آخرون إن حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي والاغتصاب وإساءة معاملة الأطفال وغير ذلك من أشكال العنف داخل المجتمع زادت في الملاجئ نتيجة للحرب وانهيار إنفاذ القانون والنظام العام.

ووصف سونغاي الأوضاع في مدينة غزة بأنها مروعة. وقال إنه رأى، لأول مرة، عشرات النساء والأطفال في القطاع المحاصر وهم يبحثون في مكبات نفايات ضخمة.

وأوضح النساء اللواتي التقيت بهن إما فقدن أفراداً من أسرهن، أو انفصلن عن أسرهن، أو دفن أقاربهن تحت الأنقاض، أو أصبن أو مرضن. وحذر من أن مستوى الدمار في غزة يزداد سوءاً. وأضاف أجيث سونغاي: كان النداء المشترك من قبل كل من التقيت بهم هو أن يتوقف هذا. وأن يتم وضع حد لهذا. كفى. من فضلكم، كفى.

منع مساعدات

في الآن ذاته، أكد المسؤول أن الأمم المتحدة مُنعت من إيصال أي مساعدات إلى 70 ألف شخص يعتقد أنهم ما زالوا يعيشون في شمال غزة، بسبب العراقيل المتكررة أو رفض القوافل الإنسانية من قبل السلطات الإسرائيلية.

وتابع: من الواضح جداً أن هناك حاجة ملحة إلى وصول مساعدات إنسانية ضخمة، وهذا لا يحدث. بدوره، دعا الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وأضاف: يجب أن تتوقف عمليات القتل، داعياً إلى إطلاق سراح الرهائن فوراً ودون قيد أو شرط، ويجب إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً.