تشهد المفاوضات بشأن اتفاق «الصفقة» تقدماً ملحوظاً، مع تحقيق اختراق كبير في عدد من القضايا الخلافية بين الأطراف، خلال اجتماعات الدوحة والقاهرة، وتوقعت مصادر أن تكون الصفقة وشيكة قبل نهاية العام.
ودخلت هدنة غزة مرحلة «حاسمة» عبر اجتماعات فنية، وسط حديث عن «جهود مكثفة» من القاهرة والدوحة مع جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق تهدئة ينهي معاناة سكان القطاع.
وكشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أنه تم إحراز تقدم كبير في المحادثات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة، وأنه يمكن التوصل إلى صفقة الرهائن في غضون شهر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعيْن على الأمر ومشاركين في المفاوضات مع حركة «حماس» أن «أجواء إيجابية» تسود خلف الكواليس.
أجواء إيجابية
وأفادت مصادر مطلعة لـ«رويترز» بأن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز التقى، أمس، رئيس الوزراء القطري في الدوحة لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة وتحرير المحتجزين، وسط أنباء عن أجواء إيجابية تعجل بالاتفاق بعدما شهدت المفاوضات بشأن اتفاق «الصفقة» تقدماً ملحوظاً.
حيث أفادت مصادر مطلعة عن تحقيق اختراق كبير في عدد من القضايا الخلافية بين الأطراف، مع تزايد الضغوط من الوسطاء الإقليميين والدوليين للوصول إلى اتفاق نهائي.
إلى جانب المحادثات في الدوحة، تجري مفاوضات في القاهرة، حيث قال مصدر مطلع لـ«رويترز» إن الاتفاق قد يتم توقيعه في الأيام المقبلة. قال مصدر مطلع على الأمر إن المبعوث الخاص بالرهائن الذي عينه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أخيراً، آدم بوهلر، كان أيضاً في القاهرة للقاء مسؤولين مصريين بشأن الجهود المبذولة لتأمين اتفاق «الصفقة».
تنازلات
وقالت مصادر إن حركة «حماس» وافقت على التخلي عن شرط إنهاء الحرب بشكل كامل في المرحلة الأولى من الاتفاق، إضافة إلى القبول بعدم الانسحاب الإسرائيلي الكامل من مناطق غزة ضمن المرحلة الأولى، كما وافقت الحركة على الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والمجندات الإسرائيليات المحتجزات، بحسب ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية.
من جهته قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»: «نعتقد - وقد قال الإسرائيليون هذا - أننا قريبون، ولا شك في ذلك، نعتقد ذلك، لكننا حذرون أيضاً في تفاؤلنا».
تأتي هذه التطورات في ظل توقعات بأن الاتفاق سيتضمن تسهيلات إنسانية لقطاع غزة وإجراءات لإعادة السكان إلى منازلهم في الشمال، وسط مراقبة دولية لضمان تنفيذ الالتزامات من جميع الأطراف.
يرجح خبراء حدوث مرونة من جانب «حماس» وعدم ممانعة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لتفادي التصعيد الداخلي ضده في ملف الرهائن، متوقعين حال نجاح المحادثات الفنية أن تكون الصفقة وشيكة في توقيت لا يتجاوز أسبوعاً من الانتهاء منها.وأكد مصدر مطلع في رام الله أن التوقيع على الاتفاق متوقع نهاية الأسبوع المقبل، إذا لم تظهر تعقيدات جديدة.
كما رجحت مصادر في القاهرة اقتراب عقد الاتفاق بعد استكمال تفاصيله الأخيرة، خاصة المرتبطة بأسماء الرهائن الأحياء والأسرى الفلسطينيين، لافتة إلى معلومات أولية تشير لاحتمال أن تتم الصفقة قريباً.
ويشمل الاتفاق وقف النار في المرحلة الأولى وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مراكز المدن مع بقائه في محوري نتساريم وفيلادلفيا بشكل جزئي، على أن يتم السماح بعودة جميع النساء والأطفال إلى شمال القطاع، وفي مرحلة لاحقة وتدريجية تتم عودة الرجال وفق آلية متفق عليها.
وستسلم «حماس» في المرحلة الأولى التي تمتد من 45 يوماً إلى 60 يوماً نحو 30 أسيراً إسرائيلياً بين أحياء وجثث، مقابل عدد لم يحسم من الأسرى الفلسطينيين، بينهم عشرات المحكومين بالمؤبدات.
ويشمل الاتفاق أيضاً تسليم معبر رفح إلى السلطة الفلسطينية، لكن ليس بشكل فوري، وضمن ترتيبات تشرف عليها مصر كذلك.
تصعيد إسرائيلي
ميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلي تصعيد هجماته على المستشفيات، حيث استهدف بشكل مباشر مستشفيي كمال عدوان والعودة، ما أسفر عن قتلى وجرحى، إلى جانب اشتعال النيران في قسم العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان، في حين تسبب القصف الإسرائيلي على القطاع في مقتل 18 فلسطينياً غالبيتهم من الأطفال.
وتقدم الجيش الإسرائيلي بعشرات الدبابات والجرافات في محيط مستشفى كمال عدوان بالتزامن مع إطلاق نار مكثف من الدبابات والمسيرات صوب أبنية المستشفى، ما أدى لاشتعال النيران في قسم العناية المركزة بالمستشفى، وتدمير وتلف معظم المعدات وخروجها عن الخدمة.
وإلى جانب مستشفى كمال عدوان، استهدف الجيش أيضاً مستشفى العودة في محافظة شمال قطاع غزة، حيث وقعت إصابات بين الطواقم الطبية والمرضى في المستشفى بعدما فجر روبوتاً قرب المستشفى.
وقتل 18 فلسطينياً في قصف جوي إسرائيلي ليل الثلاثاء الأربعاء، بينهم 10 سقطوا في ضربة جوية استهدفت منزلاً يؤوي عشرات النازحين بشمال القطاع.