توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاقين مع كييف وموسكو لضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود وتنفيذ حظر على توجيه ضربات لمنشآت الطاقة في البلدين لمدة 30 يوماً، في وقت بدأت الولايات المتحدة رفع العقوبات عن الصادرات الزراعية الروسية.
وكانت واشنطن تريد هدنة تشمل جبهات القتال، لكن الرئيس الروسي فلاديمير يوتين رفض توسيع الهدنة، معتبراً أنها ستشكل فرصة لأوكرانيا لإعادة الحشد العسكري، كما أن القوات الأوكرانية لا تزال تمتلك بعض العناصر داخل مناطق في محافظة كورسك التي حررها الجيش الروسي مؤخراً.
وقال البيت الأبيض إن روسيا وأوكرانيا وافقتا خلال محادثات منفصلة اختتمت أمس، في المملكة العربية السعودية على تجنب شنّ ضربات عسكرية على السفن في البحر الأسود.
وفي تصريحات موازية، قال البيت الأبيض إن كلا البلدين «وافق على ضمان أمن الملاحة والامتناع عن استخدام القوة، وتجنب استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية في البحر الأسود».
وأعلنت موسكو أنها وواشنطن ستضعان إجراءات تسمح بتطبيق هدنة 30 يوماً لوقف الضربات على منشآت الطاقة في روسيا وأوكرانيا. وقال الكرملين في بيان إن «روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على وضع إجراءات لتنفيذ اتفاقات رئيسيَ البلدين بشأن حظر الضربات على منشآت الطاقة».
نعم ولكن
وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف على منصة إكس «اتفقت جميع الأطراف على ضمان ملاحة آمنة، ونبذ استخدام القوة، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية في البحر الأسود».
لكنه قال إن كييف ستعتبر أي تحرك للقطع البحرية الروسية خارج شرق البحر الأسود انتهاكاً لروح الاتفاقات، وإنه في مثل هذه الحالة، سيكون لها الحق في الدفاع عن النفس.
وأضاف «اتفقت جميع الأطراف على وضع تدابير لتنفيذ اتفاق الرؤساء لحظر توجيه ضربات ضد منشآت الطاقة في أوكرانيا وروسيا».
وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين اتفقوا على إمكان إشراف «أطراف ثالثة» مثل تركيا على جوانب هدنة مستقبلية بين روسيا وأوكرانيا.
وقال «هذا ليس بالأمر السيّئ، على سبيل المثال يمكن أن تشارك جهة من أوروبا أو تركيا في الوضع البحري، وربما جهة من الشرق الأوسط في مجال الطاقة».
لكن زيلينسكي انتقد تصريحات مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف الذي أشاد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبدا كأنه يضفي شرعية على ضم روسيا لبعض المناطق الأوكرانية. وقال زيلينسكي «الكثير من المعلومات التي ينشرها البعض والشخص الذي ذكرته... تتوافق تماماً مع رسائل الكرملين».
12 ساعة
والتقى الممثلون الروس والأمريكيون لأكثر من 12 ساعة في الرياض الاثنين، لمناقشة أولى الخطوات نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن المحادثات ركزت بشكل أساسي على مبادرة جديدة لحماية الشحن في البحر الأسود. وأضاف أن الضمان بأن شحنات الحبوب والأسمدة الروسية لن تتعرض لهجوم لن يتأتى إلا بأمر أمريكي لزيلينسكي.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستدعم صادرات الأسمدة الروسية، بعدما فرضت عليها عقوبات زراعية بسبب حرب أوكرانيا. وأفاد بيان للبيت الأبيض عقب محادثات الرياض «ستساعد الولايات المتحدة روسيا على استعادة قدرتها على الوصول إلى السوق العالمية للصادرات الزراعية والأسمدة، وخفض تكاليف التأمين البحري، وتعزيز الوصول إلى الموانئ وأنظمة الدفع لهذه المعاملات المماثلة».
مشاركة أممية
وقال المفاوض الروسي غريغوري كاراسين لوكالة تاس، إن موسكو ترغب في إشراك الأمم المتحدة في المباحثات مع واشنطن حول هدنة محتملة في أوكرانيا. وقال كاراسين السناتور الحالي والدبلوماسي السابق «سنواصل» الحوار «مع دفع الأسرة الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة وبعض الدول» إلى المشاركة.