شنت روسيا هجوماً صاروخياً استهدف منشآت الطاقة في مناطق عدة من أوكرانيا، وفيما شددت موسكو على أن الهجوم استهدف المنشآت التي تزود المجمع الصناعي العسكري، أشارت كييف إلى أن الهجوم ألحق أضراراً بمنظومة الكهرباء، بينما أكدت برلين، أن آراء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن حرب أوكرانيا لم تتغير.
قال مسؤولون، إن روسيا شنت، أمس، أكبر هجوم صاروخي على أوكرانيا منذ 3 أشهر، إذ أطلقت 120 صاروخاً و90 طائرة مسيرة في هجوم شامل أسفر عن مقتل 7 أشخاص على الأقل وتسبب في أضرار لنظام الطاقة.
وقال وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، إن روسيا شنت واحداً من أكبر الهجمات الجوية عبر طائرات مسيرة وصواريخ. وتسنى سماع صوت تصدي الدفاعات الجوية لطائرات مسيرة فوق العاصمة خلال الليل ودوي سلسلة من الانفجارات القوية في أنحاء وسط كييف في أثناء هجوم صاروخي في الصباح.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية، إن الجيش دمر 104 من أصل 120 صاروخاً أطلقتهم روسيا و42 من أصل 90 طائرة مسيرة. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إنها شنت هجوماً ضخماً على منشآت الطاقة التي تزود المجمع الصناعي العسكري الأوكراني.
وقال ماكسيم تيمشينكو الرئيس التنفيذي لشركة دي.تي.إي.كيه الأوكرانية للكهرباء، إن أضراراً لحقت بمنظومة الكهرباء في أوكرانيا منها محطات الطاقة التابعة لشركة دي.تي.إي.كيه.
وأكد مسؤولون عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية أو أبلغوا عن انقطاع التيار الكهربائي في مناطق تمتد من فولين وريفني ولفيف في الغرب إلى منطقتي دنيبروبيتروفسك وزابوريجيا في الجنوب الشرقي.
ونفذت دي.تي.إي.كيه انقطاعات طارئة للتيار الكهربائي في منطقة أوديسا في الجنوب بعد توجيهات من مسؤولين في قطاع الطاقة. وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم المتزامن الضخم استهدف جميع مناطق أوكرانيا.
في الأثناء، نشرت بولندا صواريخ اعتراضية في أعقاب الهجوم الجوي الروسي. وأعلنت قيادة الجيش البولندي في وارسو، أنه تم وضع أنظمة الاستطلاع الرادارية وأنظمة الدفاع الجوي الأرضية في حالة تأهب قصوى ليلة السبت / الأحد، مؤكدة أن الإجراءات المتخذة تهدف إلى ضمان الأمن في المناطق الحدودية المتاخمة للمناطق المعرضة للخطر في أوكرانيا.
تبادل مسيرات
وفي ميكولاييف في الجنوب، قال حاكم المنطقة إن شخصين قتلا في هجوم بطائرات مسيرة خلال الليل. وقالت سلطات السكك الحديدية إن شخصين لقيا حتفهما وأصيب ثلاثة آخرون في هجوم على مستودع للسكك الحديدية في منطقة دنيبروبيتروفسك. وفي منطقة لفيف الواقعة على الحدود مع بولندا، قُتلت امرأة في سيارة، وفق ما قال حاكم المنطقة.
كما قُتل شخصان آخران في منطقة أوديسا. وفي كييف، قال مسؤولون في المدينة على تطبيق تلغرام، إن سطح بناية سكنية اندلعت فيه النيران من حطام متساقط كما أُصيب شخصان على الأقل. إلى ذلك، قال أليكسي سميرنوف حاكم منطقة كورسك، إن شخصاً قتل وأصيب اثنان في ضربة أوكرانية بطائرة مسيرة على المنطقة.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرتين أوكرانيتين مسيرتين فوق مقاطعة بيلغورود، خلال الليل، كما دمرت أربعة زوارق مسيرة، كانت متجهة نحو شبه جزيرة القرم في البحر الأسود.
ثبات موقف
سياسياً، قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، أمس، إن محادثته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تكشف عن أي مؤشرات على تغيير في طريقة تفكيره في الحرب في أوكرانيا ودافع عن قراره بالتواصل معه رغم تعرضه لانتقادات حادة.
وفي حديثه بمطار برلين قبل مغادرته لحضور قمة مجموعة العشرين في البرازيل، ذكر شولتس أن محادثته مع بوتين كانت ضرورية لتبديد أي أفكار قد تكون لدى الرئيس الروسي بشأن تخلي الغرب عن دعمه لأوكرانيا.
وقال المستشار الألماني إنه يرى عدم تواصل أي زعيم أوروبي مع بوتين في وقت تتواصل فيه واشنطن بشكل متكرر معه ليس بالأمر الصائب، مضيفاً: كانت المحادثة مفصلة للغاية لكنها أسهمت في إدراك أمر وهو أن آراء الرئيس الروسي بشأن الحرب لم تشهد تغيراً يذكر.. وهذا ليس نبأ جيداً.
بدوره، قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن نبرة المحادثة الهاتفية بين بوتين، وشولتس، كانت عملية وصريحة للغاية. وأضاف بيسكوف: بقدر ما أعلم كانت محادثة عملية ومفصلة وصريحة للغاية، حيث حدد الجانبان مواقفهما بشكل متبادل.