يتجه الأوروبيون لملء فراغ محتمل في الدعم الغربي لأوكرانيا، إذا نفذ الرئيس المنتخب دونالد ترامب برنامجه المعلن إزاءها، ما يعني وقف المساعدات العسكرية، في حين تحاول واشنطن تطمين موسكو بالإعلان عن عدم النية في إعادة الأسلحة النووية لأوكرانيا، الأمر الذي يمثل ضوءاً أحمر بالنسبة للروس.
مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان قال أمس، إن الولايات المتحدة لا تدرس فكرة إعادة الأسلحة النووية التي تنازلت عنها أوكرانيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي.
وأدلى سوليفان بهذا التصريح عندما سُئل بخصوص مقال لصحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي أفاد بأن بعض المسؤولين الغربيين ألمحوا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يمنح أوكرانيا أسلحة نووية قبل تركه الرئاسة. الأسبوع الماضي، وصفت موسكو الفكرة بأنها «جنون تام»، وقالت إن منع حدوث مثل هذا الاحتمال هو من أسباب إرسال موسكو قوات إلى أوكرانيا. لكن مراقبين غربيين يستبعدون الإقدام على خطوات ترفع سقف الاستفزاز الأوروبي للروس، ولا سيما أن أوروبا في السياسات الخارجية تبقى دائماً تحت السقف الأمريكي.
قوات أوروبية
في الوقت ذاته، لا تستبعد رئيسة الدبلوماسية الجديدة للاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن ترسل الدول الأوروبية قوات إلى أوكرانيا. وقالت لوسائل إعلام أوكرانية، خلال زيارتها لكييف في اليوم الأول لتوليها لمنصبها، إن الدول الأوروبية قد ترسل قوات عسكرية إلى أوكرانيا «لمراقبة وقف محتمل لإطلاق النار»، مضيفة أنه قد تم بالفعل مناقشة الموضوع بين الدول المستعدة لإرسال قواتها العسكرية، كما أعربت عن اعتقادها بضرورة «عدم استبعاد أي شيء وإبعاد الغموض عن القضايا الاستراتيجية».
واعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن زيارة الرئيس الجديد للمجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة الدبلوماسية الأوروبية الجديدة كايا كالاس لكييف «تكشف أولوياتهما بكل وضوح».
وكتب مدفيديف عبر منصة «إكس» أمس: «لقد ظهر كوستا رئيس المجلس الأوروبي الجديد ورأس الدبلوماسية الأوروبية المعادية لروسيا كالاس في كييف في يومهما الأول. وهذا يبرز أن الأولوية الآن هي لإطالة أمد الحرب، وليس ضمان رفاهة الاتحاد الأوروبي. فهل أنتم سعداء الآن أيها الأوروبيون؟».
تسليح أكثر
من جانبه، يرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف تحتاج إلى مزيد من الأسلحة، وإلى ضمانات أمنية قبل أن توافق على البدء بمفاوضات مع روسيا التي تواصل التقدم على الجبهة والقصف في العمق الأوكراني.
زيلينسكي قال إثر لقائه مسؤولين من الاتحاد الأوروبي في كييف، أمس، «فقط حين تتوافر لنا هذه العناصر ونصبح أقوياء، ينبغي علينا أن نضع جدول أعمال الاجتماع» مع الروس.
إلى ذلك، لفت زيلينسكي إلى أن الدعوة للانضمام إلى حلف الناتو «ضرورية لبقاء» أوكرانيا. ميدانياً، حققت القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة مكاسب على الأرض بمعدل لم يسبق له مثيل منذ أوائل عام 2022. وأمس، قالت وزارة الدفاع إن قواتها سيطرت على بلدتي إيلينكا وبتريفكا في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا.
ويقترب الجيش الروسي من مدينة كوراخوف وبلدة بوكروفسك إلى الشمال، موقع المنجم الوحيد الذي يزود صناعة الصلب في أوكرانيا بفحم الكوك. ونقلت وكالة سبوتنيك عن منسق العمل السري في مقاطعة نيكولايف سيرغي ليبيديف قوله إن الجيش الروسي نفذ ضربة على ورشة تجميع الطائرات دون طيار ومركز تدريب لمشغلي الطائرات دون طيار التابعة للقوات الأوكرانية، في مقاطعة دنيبروبيتروفسك.
خسائر في كورسك
في الوقت نفسه، أعلنت الوزارة أن الجيش الروسي يواصل تقدمه في مقاطعة كورسك الروسية، ويكبد القوات الأوكرانية التي توغلت في المقاطعة في أغسطس الماضي، خسائر جسيمة، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية. وأشار البيان إلى أن «القوات الأوكرانية تكبدت خلال النهار أكثر من 255 عسكرياً، وتم تدمير عربتين قتاليتين مدرعتين وثلاث عربات وعدد من المدافع».
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت 55 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وفي كييف، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، أن دفاعاتها أسقطت 32 من أصل 78 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة قبل الماضية، منها نحو 12 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على كييف.