سلام أوكرانيا.. الشيطان يكمن في التفاصيل

موقع تعرض لقصف روسي في سومي
موقع تعرض لقصف روسي في سومي

ليس محسوماً بعد ما يمكن أن يتمخض عن المباحثات التي جرت أمس بين الروس والأمريكان في الرياض حول الأزمة الأوكرانية، ذلك أنها توصف باعتبارها جولة تشاورية، مع تذكير الخبراء بأن «الشيطان يكمن في التفاصيل».

عضو الوفد الروسي رئيس اللجنة الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي غريغوري كاراسين صرّح في الرياض بأن الوفدين اختتما مفاوضات استمرت نحو 10 ساعات، مع أخذ المشاركين ثلاث فترات راحة.

الجولة الجديدة جرت خلف أبواب مغلقة، وركزت على استئناف المبادرة المتعلقة بسلامة الملاحة في البحر الأسود، تلك التي تمت مناقشتها خلال الاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، وفقاً لوكالة سبوتنيك التي نقلت عن خبير العلاقات الدولية، د.ماك شرقاوي، إن «هذه المباحثات تهدف إلى تقريب وجهات النظر وفهم شروط كل طرف لتحقيق سلام عادل»، مشيراً إلى أن «أهم النقاط المطروحة على الطاولة هو حماية منشآت الطاقة والبنى التحتية الحيوية».

الوفود المشاركة في محادثات الرياض لديها صلاحيات تقنية واستشارية فقط، وتقديم توصيات من أجل التوصل لحلول توافقية، علماً بأن الكرملين قال مسبقاً إن المفاوضات ستكون صعبة، وإن هناك طريقاً طويلاً قبل التوصل إلى اتفاق سلام شامل. وأفاد مراسل «سبوتنيك» بأن موظفي جهاز أمن الدولة في المملكة العربية السعودية طلبوا من الصحافيين وغيرهم من الأشخاص مغادرة أراضي فندق ريتز كارلتون.

3 مراحل

وحسب الباحث د.آصف ملحم، فإن هذه المفاوضات مرت بترتيبات من 3 مراحل بدأت بالاتصال بين ترامب وبوتين والتوافق على ما يسمى «الهدنة الطاقية»، أي وقف استهداف منشآت الطاقة في أوكرانيا وروسيا، وتالياً مبادرة الهدنة في البحر الأسود، مع العلم أن الرئيسين بوتين وترامب تحدثا عن العناصر الفنية للهدنة ووقف إطلاق النار في البحر من أجل تأمين الملاحة.

لكن ملحم يرى أن «الشيطان يكمن في التفاصيل، لذلك يتعين أن تكون الأمور هادئة عند مناقشة هدنة البحر الأسود»، معتبراً أن «تضمين وفد التفاوض الروسي مستشار رئيس جهاز الاستخبارات الروسي الذي كان مسؤولاً عن ملف أوكرانيا، بالإضافة إلى مسؤول كبير في الداخلية، يعني أن المفاوضات وصلت إلى مرحلة العناصر الفنية لمناقشة وقف إطلاق النار سواء في البحر الأسود أو في البر».

بالتزامن مع المحادثات، استهدف هجوم صاروخي روسي مدينة سومي بشمال شرق أوكرانيا وأدى إلى إصابة 65 شخصاً بجروح، وفق مكتب المدعي العام الإقليمي الذي قال إن الهجوم «ألحق أضراراً بشقق ومنشأة تعليمية، فيما أفاد رئيس البلدية بالإنابة في وقت سابق عن تضرر مستشفى».

وأعلنت شركة السكك الحديد الأوكرانية أنها تتعرض لهجوم إلكتروني متطور منذ الأحد. ولم تُفصح عن هوية الجهة المسؤولة عن الهجوم أو من يقف وراءه، لكنها قالت إن خدماتها مستمرة في حين تعطلت منذ يومين مبيعات التذاكر عبر الإنترنت.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان أمس، أن الجيش الروسي يواصل استهداف القوات الأوكرانية في المنطقة الحدودية لمقاطعة كورسك الروسية، وكبدها خسائر بلغت أكثر من 190 عسكرياً، إضافة إلى معدات عسكرية شملت مركبات قتالية ومحطة حرب إلكترونية، خلال الـ 24 الساعة الماضية. كما أعلنت الوزارة أن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت 227 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.