تصدر بين الحين والآخر تصريحات عن مسؤول روسي، أو مسؤول من إحدى دول الساحل الأفريقي، تتحدث عن محاولة أوكرانية للعب دور ما في هذه أو تلك من دول المنطقة، وقد توّج الحديث باتهامات قادت مالي والنيجر، في أغسطس الماضي، إلى قطع علاقاتهما الدبلوماسية مع أوكرانيا، بعد اتهامها بدعم جماعات انفصالية. لكن كييف التي أقرت في أغسطس بتقديم دعم لهذه الجماعات، نفت ذلك قبل بضعة أيام.
الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تحدثت، قبل بضعة أيام عن «تعاون وثيق بين أجهزة المخابرات الأوكرانية والجماعات الإرهابية في أفريقيا».
وكانت صحيفة «لوموند» الفرنسية ذكرت في العاشر من الشهر الجاري أن متمردين في مالي استخدموا طائرات من دون طيار حصلوا عليها من أوكرانيا، في المعارك ضد الجيش ومجموعة فاغنر الروسية. «لوموند» نقلت عن مصادر رسمية لتحالف دول الساحل (مالي وبوركينافاسو والنيجر) تأكيدهم أن المسلحين سافروا إلى أوكرانيا عبر مولدوفا في سبتمبر لتلقي مزيد من التدريب.
وكشفت أن خبراء أوكرانيين بدؤوا تدريب الأزواد في مالي لمواجهة القوات الحكومية. ونقلت كذلك عن مصدر مقرب من مديرية المخابرات العامة في وزارة الدفاع الأوكرانية قوله لها: «وصلت مجموعة من CSP المتطرفة لتلقي التدريبات معنا في أوكرانيا، وقد ذهبت مجموعة أكبر من مدربينا... (إلى منطقة الساحل) وما زالوا متواجدين هناك».
في الـ20 من أغسطس الماضي، تحدث وزير خارجية بوركينافاسو كاراموكو جان ماري تراوري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن «أدلة كثيرة تظهر تورط أوكرانيا المباشر» في دعم جماعات متطرفة في منطقة الساحل.
وفي يوليو الماضي، أعلن الجيش المالي عن تعرضه وقوات «فاغنر» لخسائر كبيرة نتيجة اشتباكات مع مسلحين من «الطوارق» و«الأزواديين» في منطقة تين زاوتين. بعد هذه الأحداث التي كان نطاقها غير مسبوق، ألمح مسؤول الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندريه يوسوف إلى أن كييف قدمت معلومات إلى المتمردين لكي يتمكنوا من إنجاز هجومهم. وأثارت هذه التصريحات غضب سلطات مالي التي قالت إن تصريحات يوسوف بمثابة «اعتراف بضلوع أوكرانيا في الهجوم». وعلى الأثر، أعلنت مالي ثم النيجر قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا.
جبهة ثانية
وقالت زاخاروفا إن كييف بسبب عدم قدرتها على هزم روسيا في ميدان المعركة، قررت فتح «جبهة ثانية» في أفريقيا من خلال «دعم جماعات إرهابية في دول في القارة مؤيدة لموسكو».
وكان المجلس العسكري الحاكم في مالي قطع في 2022 تحالفه السابق مع فرنسا وشركائها الأوروبيين واتجه عسكرياً وسياسياً نحو روسيا التي كثفت جهودها الدبلوماسية في أفريقيا للوقوف في وجه نفوذ الغرب في دول تعد تقليدياً حليفة له. لكن قبل بضعة أيام، نفت أوكرانيا التقارير عن مشاركتها في تزويد المتمردين في شمالي مالي بطائرات مسيرة.