تبدي الولايات المتحدة قلقاً من تصاعد القدرات العسكرية والإلكترونية الصينية، ومن وصول القدرات الصاروخية الروسية مستويات متقدمة جداً، بخاصة الصاروخ الملقب بـ«الشيطان».
وذكر تقرير نشرته وكالات المخابرات الأمريكية، أمس، أن الصين لا تزال تشكل أكبر تهديد عسكري وإلكتروني للولايات المتحدة. وأضاف التقرير، وهو تقييم سنوي للتهديدات صادر عن أجهزة المخابرات الأمريكية، أن الصين تمتلك القدرة على ضرب الولايات المتحدة بأسلحة تقليدية واختراق بنيتها التحتية من خلال هجمات إلكترونية، واستهداف أصولها الفضائية، وتسعى إلى إزاحة الولايات المتحدة عن عرش الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
وقال التقرير إن روسيا، ومعها إيران وكوريا الشمالية والصين، تسعى إلى تحدي الولايات المتحدة من خلال حملات مدروسة لتحقيق تفوق عسكري، وإن حرب موسكو في أوكرانيا قد منحتها «دروساً قيمة في مواجهة الأسلحة والمخابرات الغربية في حرب واسعة النطاق».
«الشيطان الروسي»
ورغم تركيز إدارة الرئيس دونالد ترامب على الصين، فإن روسيا لا تغيب عن حسابات المستويات السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة، التي ترى أن روسيا تطور أسلحتها بهدف الحفاظ على تكافؤ استراتيجي معها، لا سيما من خلال الاحتفاظ بقوة صواريخ باليستية حديثة عابرة للقارات، ويعد صاروخ «ر إس - 28 سارمات» الملقب بـ«الشيطان الثاني» أحد أبرز تلك الأسلحة القادرة على تدمير العالم، بسبب مواصفاته الهائلة.
ينقل موقع «سكاي نيوز عربية» عن المحلل السياسي والعسكري الأمريكي براندون وايكيرت، الكاتب البارز في شؤون الأمن القومي، في تقرير نشرته مجلة «ناشونال إنترست» الأمريكية، قوله إن ترسانة الأسلحة النووية الروسية ليست الأكبر في العالم فحسب، بل هي الأكثر تقدماً أيضاً بفضل القيود المفروضة على الولايات المتحدة بموجب معاهدة «ستارت» الجديدة لتخفيض الأسلحة النووية المبرمة في 2010.
وحاز صاروخ «ر إس - 28 سارمات»، الذي أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة في 2018، اهتماماً دولياً بسبب إمكاناته المتقدمة وسعة حمولته الضخمة ودوره الرئيسي في الاستراتيجية النووية الروسية الشاملة.
يبلغ مدى هذا الصاروخ، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود السائل، مستوى استثنائياً يصل لنحو 11185 ميلاً، ما يتيح له ضرب أهداف في أي مكان على سطح الأرض عملياً.
يمكن للصاروخ الواحد أن يحمل ما يصل وزنه إلى 10 أطنان من الرؤوس الحربية بفارق كبير عن معظم الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المعاصرة، ويتيح هذا للصاروخ أن يحمل تكوينات متنوعة قد تصل إلى 15 من مركبات إعادة الدخول القابلة للاستهداف بشكل مستقل، كل منها مزود برأس نووي أو حتى عدد صغير من الرؤوس الحربية ذات القوة التفجيرية التي تتجاوز قوة انفجار تعادل 10 ملايين طن من مادة «تي إن تي».
وبمجرد دخول «ر إس - 28 سارمات» في الترسانة النووية الروسية في 2022 أصبح الصاروخ حجر الزاوية لاستراتيجية الردع النووي للقوات المسلحة الروسية، التي تهدف إلى وجود قدرة موثوقة على توجيه الضربة الثانية في حالة اندلاع صراع نووي.