تتالى تداعيات "فضيحة سيغنال" على الإدارة الأمريكية بعد ضم جيفري غولدبرغ رئيس تحرير مجلة "ذي أتلانتك" بالخطأ لمجموعة سرية تناقش خطط ضرب الحوثيين.
هناك العديد من المحاور والنقاط الملفتة في التسريبات نفسها، وليس فقط مسألة إشراك صحافي في محادثة عسكرية سرية، ولعل النقطة التي تعكس التحولات الأميركية هو مداخلة لنائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس الذي تحفظ على خطة ضرب الحوثيين رغم اتفاقه على أنهم جماعة إرهابية. فلماذا تحفظ جي دي فانس على ضرب الحوثيين رغم موافقته من حيث المبدأ أنهم جماعة تضر بالتجارة العالمية والملاحة في البحر الأحمر؟
حسابات فانس في التحفظ لا تعود إلى أدنى تعاطف مع الحوثيين، إنما من إجابته على السؤال: من هو المتضرر أساساً منهم في تعطيل الملاحة والتجارة في البحر الأحمر؟
وفق فانس فإن التجارة الأمريكية غير متضررة بشكل كبير من استهداف الحوثي للملاحة، إنما الضرر الأكبر يعود على أوروبا.
وبحسب مقال غولدبرغ فقد قال فانس في 14 مارس عبر مجموعة المراسلة إنّ شنّ هذه الغارات سيكون "خطأ" لأنّه يكره "إنقاذ أوروبا مرة أخرى" كون دولها أكثر تضررا من بلاده من هجمات الحوثيين على السفن.
وتعليقا على موقف فانس قال مستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الدفاع بيت هيغسيث إنّ واشنطن وحدها قادرة على تنفيذ المهمة.
ووفقا للمقال فقد كتب نائب الرئيس مخاطبا وزير الدفاع "إذا كنت تعتقد أنّ الأمر ضروري، فلنفعله. أنا أكره أن أساعد الأوروبيين مرة أخرى"، ليجيب هيغسيث "أوافقك الرأي تماما. أكره سلوك الأوروبيين الاستغلالي. إنه أمرٌ مثير للشفقة"، قبل أن يبرّر ضرورة شنّ الهجوم بوجوب "إعادة فتح الممرّات البحرية".
وبرز دي فانس في المشادة الكلامية الشهيرة مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي حين وبخه بشدة أمام ترامب، كما عبر مسؤولون أوروبيون عن خشيتهم من تأثير دي فانس السلبي على ترامب للضغط على أوروبا.
وضمت مجموعة المراسلة على سيغنال ما مجموعه 18 مسؤولا كبيرا جدا، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ونائب الرئيس جاي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف.
وقال غولدبرغ إنّ القصة بدأت في 11 مارس بمبادرة من مستشار الأمن القومي مايك والتز الذي أضافه إلى هذه الدردشة الجماعية عبر تطبيق سيغنال الذي يُعتبر استخدامه شائعا بين المراسلين والسياسيين بفضل السريّة التي يتمتّع بها.