إشارات متضاربة من واشنطن بشأن وقف إطلاق النار بأوكرانيا

أعطى مسؤولون في إدارة دونالد ترامب إشارات متضاربة "الجمعة" بشأن آفاق التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، في حين أكدت روسيا أن الأمر بعدم استهداف منشآت الطاقة الاوكرانية الذي دخل حيز التنفيذ في مارس لمدة 30 يوما "انتهت صلاحيته".

وأكد نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس "الجمعة" في روما أنه "متفائل" بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وأبلغ رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بأنه سيطلعها على تطورات المفاوضات.

وقال فانس "أود إطلاع رئيسة الوزراء على بعض المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك على بعض الأمور التي حدثت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية".

وأضاف "لن أصدر أحكاما مسبقة ولكن نشعر بالتفاؤل بأننا قادرون على أنهاء هذه الحرب الوحشية".

وتأتي تصريحات فانس على النقيض من تصريحات أدلى بها الجمعة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي قال إنه من الضروري أن "نحدد في الأيام المقبلة" إن كان السلام "قابلا للتحقيق" في أوكرانيا، مشددا على أن "الولايات المتحدة لديها أولويات أخرى.

وجاءت تصريحات روبيو بعد اجتماع في باريس مع الأوروبيين والأوكرانيين في محاولة لتنسيق موقفهم حيال موسكو للسماح بإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا المتواصل منذ فبراير 2023.

وعبر روبيو "الجمعة" عن نفاد صبر واشنطن بقوله "يجب أن نحدد في الأيام المقبلة إذا كان (السلام) قابلا للتحقيق أم لا".

من جانبه، قال الكرملين إنه يعتبر أمر عدم استهداف منشآت الطاقة الاوكرانية الذي دخل حيز التنفيذ في مارس لمدة 30 يوما "انتهت صلاحيته" مما يزيد من ضبابية التوصل لوقف إطلاق النار الذي يريده دونالد ترامب لتحقيق السلام بين كييف وموسكو في أسرع وقت.

في الأثناء خلفت ضربات روسية جديدة ليلا ما لا يقل عن قتيلين ونحو مئة جريح في مدينتي خاركيف وسومي، بحسب السلطات الأوكرانية.

وأعرب البيت الأبيض في مارس عن ارتياحه للحصول بشكل منفصل على موافقة موسكو وكييف لوقف الهجمات التي تستهدف منشآت الطاقة في المعسكر المعارض.

وبعد حوالى شهر أعلن الكرملين انتهاء صلاحيته.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي  "المهلة انتهت. وفي الوقت الحالي، ليست هناك تعليمات أخرى من القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس بوتين".

وأعلنت روسيا الهدنة في 18 مارس الماضي عقب اتصال هاتفي بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن موسكو وكييف تبادلتا الاتهامات بخرقها مرارا.

 اجتماع في لندن

وقبل الإعلان عن هذه الهدنة التي تقتصر على منشآت الطاقة، كان دونالد ترامب اقترح في البداية وقفا كاملا وغير مشروط لإطلاق النار قبلت كييف بمبدأه، لكن فلاديمير بوتين رفضه.

والخميس، اجتمع الأمريكيون والأوروبيون والأوكرانيون في باريس في محاولة لتنسيق موقفهم حيال موسكو للسماح بإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا المتواصل منذ فبراير 2023.

واتفق الأمريكيون والأوروبيون والأوكرانيون على الاجتماع الأسبوع المقبل في لندن بعد اجتماعات باريس الخميس.

وقبل شهرين، غيّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ وجذري الموقف من روسيا مستخدما مرات عدة حجج موسكو ولا سيما حول أسباب اندلاع النزاع ما أثار مخاوف لدى كييف حيال الدعم الأمريكي العسكري الأساسي لها. واستُبعد الأوروبيون عن المفاوضات التي بادرت إليها بمبادرة من واشنطن.

ويدعو البعض وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى إنشاء وحدة عسكرية أوروبية في أوكرانيا بمجرد التوصل إلى وقف محتمل لإطلاق النار. لكن هذا الخيار يثير انقسامات بين حلفاء كييف ويشكل خطا أحمر بالنسبة لموسكو.

عقوبات ضد الصين

وفرضت أوكرانيا عقوبات على ثلاث شركات صينية "الجمعة" دون تفصيل الأسباب.

لكن هذه الإجراءات تأتي بعد أن اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الصين  بتزويد روسيا بالأسلحة ومساعدتها في إنتاجها.

وهو اتهام نفته بكين "الجمعة" وردت بأنها لم تسلم "أبدا" أسلحة فتاكة إلى موسكو في إطار الحرب في أوكرانيا منتقدة "الاتهامات التعسفية" التي وجهها زيلينسكي.

وفي ضوء الخطوات الدبلوماسية، تتواصل الهجمات الروسية، فقد قُتل شخص وأصيب ما لا يقل عن 103 في هجوم صاروخي على خاركيف "الجمعة"، وفقا لرئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف.

وفي سومي، حيث قضى 35 شخصا "الأحد" في ضربتين متتاليتين للجيش الروسي، أدى هجوم جديد بمسيرة إلى سقوط قتيل وجريح بحسب الإدارة العسكرية المحلية.

وقال الجيش الروسي في بيان "الجمعة" إن هذه الضربات استهدفت مواقع "عسكرية أوكرانية".

وبموازاة ذلك، وقع الأمريكيون والأوكرانيون "الخميس" "كتاب نوايا" يشكل المرحلة الأولى لإبرام اتفاق حول استغلال أمريكي للموارد الطبيعية والمعادن الأوكرانية.

ونشرت كييف "الجمعة"  الوثيقة التي أشارت إلى أن رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال سيزور واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء مفاوضات بهذا الشأن، وإلى أن الأمريكيين والأوكرانيين يريدون انجاز المفاوضات بحلول 26 أبريل. عشية ذلك قال دونالد ترامب إن الاتفاق الثنائي سيوقع "الخميس المقبل".

وكان يفترض أن يوقع الاتفاق خلال زيارة زيلينسكي للبيت الأبيض نهاية فبراير إلا ان المشادة غير المسبوقة مع الرئيس الأمريكي يومها أدت إلى مغادرته على وجه السرعة من دون التوقيع.