في خضم المعركة الانتخابية التي اشتد لهيبها في الأيام الأخيرة خاصة بعد اقتراب موعد السباق الرئاسي الأمريكي في الخامس من نوفمبر المقبل بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، يبرز مصطلح "الولايات المتأرجحة" ، فما هي هذه الولايات وما مدى أهميتها وتأثيرها في الانتخابات الأمريكية؟
الولايات المتأرجحة هي ولايات لا تتبع حزبًا سياسيًا معينًا، وتتميز بأن نتيجة الانتخابات فيها غالبًا ما تكون غير محسومة أو متقاربة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، نظرًا لأهميتها الكبيرة في تحديد نتيجة الانتخابات الرئاسية.
ويولي المرشحون اهتمامًا خاصًا بها، حيث إن التصويت في هذه الولايات يمكن أن يحسم الانتخابات.
نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكية يعتمد على "المجمع الانتخابي"، حيث تُخصص كل ولاية عددًا معينًا من الأصوات في المجمع بناءً على حجم سكانها. والفوز في ولاية ما يعني الحصول على جميع أصواتها في المجمع الانتخابي، بغض النظر عن الفارق بين المرشحين، ما عدا ولايتي ماين ونبراسكا، حيث يُعتمد النظام النسبي التقليدي. ولذلك فإن الولايات التي لا يكون فيها الفارق بين المرشحين كبيراً تلعب دوراً حاسماً.
وبسبب الأهمية الكبيرة لهذه الولايات في المجمع الانتخابي، فإن نتيجتها تؤدي إلى ترجيح كفة مرشح على آخر. ففي انتخابات 2020، كانت نتيجة الولايات المتأرجحة مثل أريزونا، جورجيا، ونيفادا حاسمة في فوز جو بايدن.
بالتالي، يبقى التركيز على الولايات المتأرجحة أمرًا حاسمًا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث إن تغييراً بسيطاً في توجهات الناخبين في هذه الولايات يمكن أن يكون له تأثير كبير على النتائج النهائية للانتخابات.
بنسلفانيا
تمتلك 20 صوتًا في المجمع الانتخابي، وهي ولاية صناعية، حيث يتركز الصراع بين المناطق الريفية التي تميل للجمهوريين والمدن الكبرى مثل فيلادلفيا وبيتسبرغ التي تميل للديمقراطيين. فاز بها ترامب في 2016، بينما استعادها جو بايدن في 2020. غالبًا ما تشكل هذه الولاية ميدانًا مهمًا في النقاش حول الوظائف والصناعة والتجارة.
ميشيغان
تحوي 16 صوتًا انتخابيًا، وهي ولاية كانت تقليديًا تميل للديمقراطيين حتى صدمة فوز ترامب بها في 2016. لكن في 2020، عادت لتأييد بايدن. تضم عددًا كبيرًا من الناخبين من الطبقة العاملة، ولذلك تعتبر القضايا الاقتصادية والصناعية حساسة جدًا في الحملة الانتخابية فيها.
وتعد ولاية ميتشغان موطناً لنسبة كبيرة من المهاجرين العرب والمسلمين ويبلغ عدد العرب الأمريكيين الذين يصوتون في ميتشغان حوالي 310 آلاف ناخب، وهو ما يمنحها دورا حاسما في الانتخابات المرتقبة.
وكان دونالد ترامب قد فاز فيها بفارق حوالي عشرة آلاف صوت فقط في عام 2016، فيما فاز فيها بايدن بفارق نحو 150 ألف صوت في عام 2020.
جورجيا
تشكل جورجيا مثالاً على كيفية اختلاف مجموعة الولايات المتأرجحة، وكان فوز بايدن الكبير هناك في عام 2020 بمثابة المرة الأولى التي يفوز فيها مرشح رئاسي ديمقراطي بالولاية منذ بيل كلينتون في عام 1992.
ولقد لعب إقبال الناخبين السود وحماسهم في عام 2020 دورًا مهمًا في فوز بايدن، وقد يثبت تكتل التصويت مرة أخرى أنه محوري في نوفمبر، وتمتلك جورجيا 16 صوتاً في المجمع الانتخابي.
كارولاينا الشمالية
تمتلك 15 صوتًا انتخابيًا وكانت تميل بشكل طفيف نحو الجمهوريين، لكن الديمقراطيين أظهروا فيها قوة متزايدة. الساحة الانتخابية فيها متقاربة للغاية، مع وجود تركيبة ديمغرافية متنوعة تشمل المدن الكبرى والمناطق الريفية.
أريزونا
تاريخيًا تميل نحو الحزب الجمهوري، لكن التحولات الديموغرافية والزيادات في عدد السكان من الأقليات جعلتها ساحة منافسة متزايدة في السنوات الأخيرة. لديها 11 صوتًا في المجمع الانتخابي.
ويسكنسن
تملك 10 أصوات انتخابية، وكانت جزءًا من "الجدار الأزرق" الديمقراطي الذي انهار لصالح ترامب في 2016. غير أن بايدن تمكن من استعادتها في 2020. مثل ميشيغان وبنسلفانيا، تعتبر قضايا الصناعة والتجارة والاقتصاد محورًا مهمًا في النقاشات الانتخابية.
نيفادا
تحوي 6 أصوات انتخابية، وهي ولاية تميل إلى الديمقراطيين في السنوات الأخيرة لكنها لا تزال متقاربة بما يكفي لتكون متأرجحة. تضم عددًا كبيرًا من الناخبين اللاتينيين والعاملين في قطاع الخدمات، ولذلك تكون القضايا الاقتصادية والصحية ذات أهمية قصوى.