الولايات المتأرجحة جسر الوصول للرئاسة الأمريكية

هاريس في مطار شارلوت دوغلاس الدولي بولاية نورث كارولينا
هاريس في مطار شارلوت دوغلاس الدولي بولاية نورث كارولينا
ترامب في تجمع انتخابي بجرينسبورو في ولاية نورث كارولينا
ترامب في تجمع انتخابي بجرينسبورو في ولاية نورث كارولينا

لا تزال المنافسة محتدمة بين المرشحين، الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، في الولايات الأمريكية السبع الحاسمة قبل «الثلاثاء الكبير»، حيث يبدو واضحاً أن هذه الولايات المتأرجحة هي جسر وصول أحد المرشحين إلى البيت الأبيض. أحدث استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز أظهر تقدماً طفيفاً لهاريس في نيفادا ونورث كارولاينا وويسكونسن، بينما يتقدم ترامب في أريزونا.

ويتنافس الاثنان بشكل متقارب في ميشيغان وجورجيا وبنسلفانيا، وفقاً لما أوردت وكالة فرانس برس. الصحيفة الأمريكية ذكرت أن شدة المنافسة بين المرشحين في بنسلفانيا تظهر أن ترامب يكتسب زخماً في ولاية تقدمت بها هاريس بأربع نقاط مئوية في جميع استطلاعات الرأي السابقة.

الولايات السبع «المتأرجحة» ستحدد نتيجة الاستحقاق الانتخابي، إذ إنها لا تصوّت بشكل واضح لأحد الحزبين، بخلاف الولايات المؤيدة لهاريس مثل كاليفورنيا ونيويورك، أو لترامب مثل كنتاكي أو أوكلاهوما.

نظام فريد

الانتخابات الرئاسية الأمريكية تتبنى نظام اقتراع غير مباشر فريداً، يعتمد على أصوات كبار الناخبين في المجمع الانتخابي. ويتعين على مرشح رئاسي أن يحصل على 270 من 538 صوتاً في المجمع، للفوز. وبهذا المعنى فإنه ليس بالضرورة أن يكون الفائز هو الحاصل على أصوات شعبية أكثر.

وفي تحليل نشره موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، تنقل وكالة الأنباء الألمانية عن جيمس إم ليندساي أستاذ العلوم السياسية الأمريكي والنائب الأول لرئيس مجلس العلاقات الخارجية ومدير الدراسات وكرسي موريس آر غرينبرغ في المجلس، إن الإحباط الشعبي إزاء الوضع الاقتصادي يساعد على تفسير سبب استمرار حدة التنافس.. فالجمهوريون يبدون واثقين بأن السباق المتقارب هو في الواقع خبر جيد لمرشحهم ترامب، حيث كانت استطلاعات الرأي في انتخابات عامي 2016 و2020 لا تعكس مستويات شعبيته الكبيرة الحقيقية.

أضف إلى ذلك حقيقة أن الناخبين المتأرجحين غالباً ما يصوتون لمصلحة المنافس في الأيام الأخيرة من الانتخابات، لذلك يعتقد فريق ترامب بأنه سيصبح أول رئيس منذ غروفر كليفلاند قبل 132 عاماً يفوز بفترتين غير متتاليتين بالمنصب.

ويشير ليندساي إلى أن نتائج استطلاعات الرأي تأتي دائماً بهامش خطأ، وأن كل أرقام استطلاعات الرأي الحالية في الولايات المتأرجحة تقع ضمن هامش الخطأ. ونظراً لأن نظام المجمع الانتخابي يعطي الفائز بالأغلبية المطلقة في أي ولاية بكل أصواتها في المجمع الانتخابي باستثناء ولايتين فقط، فإنه حتى الأخطاء الطفيفة في استطلاعات الرأي قد تعني نتيجة انتخابية غير متوازنة.

يعني هذا أن كل شيء وارد في الانتخابات المقبلة. فقد يسفر التصويت عن فوز هاريس أو ترامب بكل الولايات المتأرجحة وبالتالي يصبح فوز أحدهما واضحاً ومقنعاً في المجمع الانتخابي. وقد تكون الأصوات متقاربة بشدة بحيث تكون عمليات إعادة حصر الأصوات أو اللجوء للقضاء حتمياً لحسم النتيجة، وبالتالي يمكن أن تجد أمريكا نفسها في نزاع سياسي وقانوني مستمر وأكثر حدة عما حدث في 2020.

تأهب للطعن

ويبدو أنصار ترامب متأهبين للطعن في عمليات تزوير في حال هزيمته. وقضى ترامب الحملة بكاملها يشكك في نزاهة الانتخابات، وهو ما يردده منذ هزيمته قبل أربع سنوات أمام بايدن مؤكداً أن الانتخابات سرقت منه. وبلغت هذه الاتهامات ذروتها في السادس من يناير 2021 عندما اقتحم حشد من أنصاره الغاضبين مبنى الكابيتول في واشنطن فيما كان الكونغرس يصادق على فوز بايدن.

ومنذ ذلك الحين، لا يزال قسم من الجمهوريين يؤمنون بأن انتخابات 2020 «سلبت» منهم. بعضهم يقول «ستصبح كامالا رئيسة، لكن ترامب سيكون الفائز» إذا ما كان فرز الأصوات نزيهاً.