حقبة ترامب.. إسرائيل تنعى الدولة الفلسطينية

ترامب وعباس في لقاء سابق
ترامب وعباس في لقاء سابق

يتخوف عدد من المراقبين والمحللين من حقبة الرئيس الأمريكي المنتخب مرة أخرى، دونالد ترامب فيما يتعلق بملف الشرق الأوسط ومحوره القضية الفلسطينية.

هذا التخوف مشحون بتقييم مبني على ولاية ترامب الأولى، ويتجاهل حقيقة أو احتمال أن نكون أمام نسخة جديدة لرئيس نضج أكثر وبات متحرراً أكثر من الضغوط، حيث سيمضي ولاية ثانية وأخيرة.

في إسرائيل يمكن ملاحظة نوع من الحذر، ويمكن قراءة مواقف لخبراء وازنين يذهبون إلى درجة القول إن حقبة ترامب الثانية ربما تكون على النقيض من ولايته الأولى، في الحد الأدنى بالنظر إلى تصريحاته المختلفة خلال حملته الانتخابية، وإن كان التعويل على ما يصدر خلال الحملات الانتخابية وصفة لضلال الطريق. أياً يكن الأمر، فإن حجراً تحت الدجاجة لا يُنجب الصوص، ولا بد من بيضة.

العامل الذاتي هو الأساس، والمعادلات في أية منطقة صراع ترسمها مفاعيل داخلية تملي على الخارج أن يأخذها بعين الاعتبار. في هذه المرحلة ثمة نيران مشتعلة تحتاج إطفاء، وثمة قتل ودم ودمار، والكلام تحت ظلال الصخب ليس ذا جدوى.

إسرائيل تحاول قطع الطريق على ما يمكن أن تكون سيناريوهات في يوم ما مقبل، وعنوانها «دولة فلسطينية» أو «حل الدولتين»، وقبل ذلك ربما «اليوم التالي في غزة». مؤشرات الغد تحاول إسرائيل، عبر حكومتها الأشد تطرفاً في تاريخها، أن ترسمها اليوم.

لذلك يقول وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد جدعون ساعر إن إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة «ليس أمراً واقعياً»، قبل أن يقطع الطريق على احتمال فهمه كمن يفتح باباً موارباً، ليقول «بكلمة واحدة: لا»، معتبراً أن أي دولة فلسطينية مستقبلية ستكون «دولة حماس».

وينضم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى ساعر ليعلن عن خطة لضم الضفة الغربية بحلول عام 2025 المقبل الذي أعلنه، في بيان، عام «الضم الرسمي والسيادة»، مطالباً إدارة ترامب بدعم فرض سيادة الأمر الواقع على الضفة.

هذه المواقف ليست جديدة بطبيعة الحال، فالمواقف السابقة لمختلف الأحزاب والحكومات الإسرائيلية ليست بعيدة عنه، لكن الأمر يتعلق بالتوقيت. هذا في الضفة، أما في غزة، فيَظهر بين الحين والآخر كلام عن اليوم التالي (بعد الحرب)، قبل أن ينقضي اليوم الحالي.

وهذا ما تحدثت عنه القناة 12 العبرية حيث نشرت ما وصفتها بـ «خطة أمريكية لإدارة مؤقتة في غزة»، وقالت إنها عرضت على السلطة الفلسطينية، وتشمل إنشاء قوة دولية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وإقامة إدارة انتقالية.

وتقول القناة إن واشنطن قدمت الخطة لرئيس السلطة محمود عباس عبر مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، خلال لقاء مع عباس في رام الله، إلا أن مصادر مقربة منه ذكرت أنه ليس متحمساً للخطة، ولم يقدم رداً نهائياً عليها.

جوهر الخطة يتمثل في تشكيل «بعثة دولية مؤقتة» لفترة محدودة، لتتولى إدارة القطاع، ثم يصار إلى إنشاء إدارة مدنية في غزة.