هل أطلق بايدن شرارة حرب عالمية ثالثة قبل رحيله عن البيت الأبيض؟

أعطى الرئيس الأمريكي جو بايدن الضوء الأخضر لأوكرانيا استخدام الأسلحة إلتي زودتها بها الولايات المتحدة لضرب عمق الأراضي الروسية، في تغيير كبير في السياسة الأمريكية في الصراع بين أوكرانيا وروسيا.

ويأتي هذا التحول الكبير في السياسة الامريكية قبل شهرين من تسليم الرئيس جو بايدن السلطة إلى دونالد ترامب، الذي أثار انتخابه مخاوف بشأن مستقبل الدعم الأمريكي لكييف.

وتعتزم أوكرانيا شن أول هجوم بعيد المدى في الأيام المقبلة، دون الكشف عن تفاصيل هذا الهجوم بسبب مخاوف أمنية.

وبحسب ما نقلته شبكة "بي بي سي" البريطانية، فإن التغيير في السياسة يأتي رداً على النشر الأخير للقوات الكورية الشمالية لدعم روسيا في منطقة كورسك الحدودية، حيث احتلت أوكرانيا أراضي منذ أغسطس.

ويشير بعض الخبراء إلى ذلك قد يعزز من موقف أوكرانيا عسكرياً ويمنحها نفوذاً في أي محادثات سلام قد تنتظرها.

وفي تصعيد عسكري غير مسبوق أطلقت أوكرانيا اليوم "الاثنين" صواريخ بعيدة المدى مثل أتاكمز الأمريكية التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، وصواريخ هيمارس التي يصل مداها إلى 150 كيلومترًا، مستهدفة بذلك عددًا من المنشآت العسكرية الروسية في مناطق مختلفة.

ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس، حيث تسعى أوكرانيا لاستخدام هذه الأسلحة الدقيقة لتوجيه ضربات مباشرة على المنشآت الحيوية داخل روسيا.

وكان قد رجحت مصادر أن تستخدم أوكرانيا في هجومها الأول صواريخ أتاكمز التي يصل مداها إلى 300 كيلومترات.

وعبر مسؤولون أمريكيون عن شكوكهم في أن تسهم هذه الضربات بعيدة المدى في تغيير مسار الحرب، لكن القرار يمكن أن يساعد أوكرانيا في وقت تحقق فيه القوات الروسية مكاسب. وربما يجعل هذا القرار أيضا كييف في وضع أفضل إذا ما أجرت مفاوضات على وقف إطلاق النار.

أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن سماح الرئيس الأمريكي جو بايدن لكييف باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية من شأنه أن "يصب الزيت على النار" في النزاع بأوكرانيا.

وحذر بيسكوف من أن هذا الإذن، في حال أكدته واشنطن رسمياً، سيؤدي إلى "وضع جديد تماما فيما يتعلق بضلوع الولايات المتحدة في هذا النزاع".

وفي سبتمبر، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن هذه الموافقة الغربية ستعني "ضلوع دول حلف شمال الأطلسي مباشرة في الحرب في أوكرانيا".

ونقل بيسكوف عن بوتين قوله إن الضربات على الأراضي الروسية "لن تنفذها أوكرانيا، بل الدول التي تمنح الإذن".

واتهم دونالد ترامب الابن، نجل الرئيس الأمريكي المنتخب، مجمع الصناعات العسكرية الأمريكي بالسعي إلى إشعال الحرب العالمية الثالثة على خلفية قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "أتاكمس" في ضرب العمق الروسي، محذرا من رد روسي محتمل.

وذهب نائب رئيس وزراء صربيا ألكسندر فولين إلى إن قرار جو بايدن السماح لكييف بشن ضربات في عمق الاتحاد الروسي بصواريخ أمريكية، والذي تناقلته وسائل الإعلام، سيجلب عواقب وخيمة لكل العالم، مضيفاً أنه "إذا كان الغرض من هذا القرار، هو البداية الرسمية للحرب العالمية الثالثة، فقد تم اتخاذه في الوقت المناسب".