على الرغم من سريان الهدنة في اليمن منذ عامين إلا أن تقريراً أممياً حديثاً أكد أن ما يقرب من نصف مليون شخص قد نزحوا بسبب استمرار النزاع والكوارث الناجمة عن المناخ منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية شهر سبتمبر الماضي.
صندوق الأمم المتحدة للسكان بين إن ما مجموعه 69.935 أسرة تتكون من حوالي 489.545 شخصاً، أجبرت على النزوح من مناطقها الأصلية بسبب استمرار النزاع المسلح والأزمات المرتبطة بالتغيرات المناخية؛ بما فيها الأمطار والفيضانات ودرجات الحرارة والأعاصير، خلال الفترة بين يناير وحتى نهاية الشهر الماضي.
وطبقاً لهذه البيانات فإن 93.8% من إجمالي الأشخاص المتضررين بشدة خلال هذه الفترة نزحوا بسبب الأزمات والكوارث المتعلقة بالمناخ (الفيضانات)، وبعدد 459.347 شخصاً، فيما كان استمرار وتصاعد النزاع المسلح وراء نزوح حوالي 6.2% فقط، أي 30.198 شخصاً.
ووسط هذه الأزمات تمكنت آلية الاستجابة السريعة التي يقودها الصندوق، وبالتعاون مع شركائها من تقديم الإغاثة الطارئة المنقذة للحياة إلى 423 ألف شخص، وهو ما يمثل 86.5% من إجمالي المتضررين المسجلين للحصول على المساعدة في 20 محافظة؛ ومن بينها 22% من الأسر التي تعولها نساء، و10% من الأشخاص ذوي الإعاقة، في حين أن 21% من كبار السن.
من جهته أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا» أن الإسهال المائي الحاد/الكوليرا استمر في الانتشار في جميع أنحاء اليمن، وأن الأطفال دون سن الخامسة وكبار السن يمثلون ربع جميع الحالات.
وذكر أنه وبعد مرور ستة أشهر منذ بدء تفشي المرض تظهر بيانات وزارة الصحة العامة والسكان بإجمالي تراكمي يزيد على 186 ألف حالة مشتبه بها من الإسهال المائي الحاد/الكوليرا في جميع المحافظات الـ 22 منذ منتصف مارس، وبلغت الوفيات المرتبطة المبلغ عنها أكثر من 680 حالة.
وحسب ما جاء في التحديث الشهري للوضع الإنساني في البلاد فقد تم الإبلاغ عن أعلى حالات الإصابة بالكوليرا في المحافظات الغربية المرتفعة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، كما كشفت أحدث البيانات وجود بؤر ساخنة في محافظات الضالع والبيضاء والحديدة والجوف وعمران وحجة ومأرب وريمة ومعظم هذه المحافظات تحت سيطرة الحوثيين.