تحرك حكومي يمني لتضييق الخناق على الحوثيين

مع تكثيف الولايات المتحدة من ضرباتها على مواقع اختباء قادة الحوثيين ومخازن أسلحتهم ومنظومة الاتصالات، كثفت الحكومة اليمنية، من اتصالاتها مع واشنطن والدول الفاعلة في اليمن لتأكيد جاهزيتها للمشاركة في عملية عسكرية برية تنزع من الحوثيين آخر مواقع تواجدهم على ساحل البحر الأحمر. وفيما تجاوزت الغارات الأمريكية خلال الـ 20 يوماً الماضية 350 غارة، وفقاً لمصادر يمنية، واستهدفت مخازن سرية للأسلحة في أنفاق جبلية ومخابئ للقيادات الحوثية، حض مسؤولون يمنيون، الولايات المتحدة على التنسيق مع القوات الحكومية لتنفيذ عملية برية لانتزاع مدينة الحديدة والبلدات المجاورة لها من سيطرة الحوثيين لأنها المنفذ الوحيد المتبقي تحت سيطرتهم على ساحل البحر الأحمر، قائلين إن من شأن ذلك تأمين حركة الملاحة في مضيق باب المندب وخليج عدن.

وأكدت مصادر عسكرية لـ «البيان»، أن القوات الحكومية على أهبة الاستعداد لتنفيذ العملية، وأن لديها من الأسلحة والقدرات ما يمكنها من إدارة المعركة بنجاح وبالتنسيق مع الجانب الأمريكي. وأبانت المصادر ذاتها، أن هذا الموقف أُبلغ به سفير الولايات المتحدة خلال اللقاءات التي عقدها مع كبار المسؤولين اليمنيين، إذ أُكد له أن الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية للقضاء على قدرات الحوثيين، إلا أن الجانب الأمريكي لم يحسم قراره حتى الآن في انتظار نتائج التحركات الدبلوماسية، وفق المصادر.

لقاءات

واستبق سفراء من دول الاتحاد الأوروبي التحركات الحكومية والتقوا بمسؤولين يمنيين، مستفسرين عما إذا كان لدى الجيش القدرة على القيام بعملية عسكرية في الحديدة، وتلقوا تأكيدات بجاهزية القوات واستعداداتها للقيام بالمهمة. ورافق هذه التطورات إعلان القوات البحرية في الساحل الغربي عن تمكنها من تسيير زوارق غير مأهولة قرب باب المندب للمرة الأولى في تاريخ القوات المسلحة اليمنية، وتحدثت عن نجاح عمليات استطلاع ومراقبة نفذت عبر هذه الزوارق وبهدف تأمين حركة الملاحة في هذا الممر الحيوي الذي تعبر منه 20 % من التجارة العالمية.

جاهزية

ورغم سعي الحوثيين للهروب من آثار الضربات الأمريكية إلى تفجير الموقف في محافظة مأرب النفطية، إلا أن الجانب الحكومي أكد جاهزيته للتعامل مع الموقف، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية في المحافظة ضبطت خليه تابعة للحوثيين كانت تخطط لاغتيال قيادات عسكرية ووجهاء في مدينة مأرب مركز المحافظة. ووفق المصادر الرسمية، فإن القبض على أحد عناصر الخلية الذي كان مكلفاً باغتيال قائد اللواء 312، قاد الأجهزة الأمنية للقبض على بقية عناصر الخلية التي سيحال أفرادها إلى القضاء بعد استكمال التحقيق معهم.