مع تمكن المقاتلات الأمريكية من الوصول إلى بعض المخابئ ومخازن الأسلحة الحوثية في اليمن، بدأت الميليشيا تواجه حالة ارتباك، وشرعت في إحالة العشرات من السكان إلى المحاكم المتخصصة بقضايا الإرهاب، كما صعدت من حملة الملاحقة لكل من يتناول هذه الضربات في مواقع التواصل الاجتماعي.
وبخلاف إعلان قادة الميليشيا بأن خسائرهم جراء هذه الضربات لا تذكر، أطلق جهاز الأمن والمخابرات وجهاز استخبارات الشرطة حملة ملاحقة جديدة لمن يشتبه بولائه، وأولئك الذين يسكنون في مواقع مجاورة لمخابئ قادة الحوثيين أو بالقرب من مخازن الأسلحة السرية، خصوصاً في محافظات صعدة والحديدة وصنعاء. وشملت هذه الحملة خلال اليومين الماضيين أكثر من خمسين شخصاً وفق مصادر أمنية وناشطين حقوقيين.
اعتقالات
وبالتزامن مع حملة الاعتقالات الجديدة أقر الحوثيون بإحالة أكثر من 70 معتقلاً سابقاً غالبيتهم من محافظة صعدة إلى المحكمة المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة، بتهمة إرسال إحداثيات بمواقع اختباء قادة الحوثي أو عن مخازن أسلحة سرية تم استحداثها في محافظة صعدة.
كما سيحال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في صنعاء والحديدة بتهمة نشر أو تصوير المواقع التي استهدفت بالغارات الأمريكية، لأن ذلك حسب زعمهم يساعد الجانب الأمريكي على تحديد وتصويب أهدافه.
وفي تأكيد على حالة الارتباك التي تعيشها ميليشيا الحوثي، قال مسؤول إعلامها إنه عندما تقتل الضربات الأمريكية: هناك «منافق عميل يرفع الإحداثية ومنافق آخر يبرر الغارات»، وجزم بأن الحل هو في «إنزال أشد عقوبة».
ورغم التعتيم الشديد الذي يفرضه الحوثيون على المواقع المستهدفة والقول غالباً إنها مواقع مدنية، إلا أن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي كانوا يكشفون عن حقيقة تلك المواقع، ولهذا أطلقت الجماعة حملة اعتقالات طالت الكثير من النشطاء، وهددت بعقوبات قاسية تصل إلى الإعدام في حق من يخالف توجيهاتهم ويكتب أو يصور أي موقع تم استهدافه أو عدد القتلى وهوياتهم.