قال محللون سياسيون ان قرار حزب الله اللبناني فصل الخطيب الناري الشيخ صبحي الطفيلى من عضويته يمكن ان يفجر اعمال عنف بين انصاره المتشددين وغيرهم من الشيعة في لبنان. وقال محلل لبنانى (هذا انقسام خطير جدا يمكن ان يؤدي الى مواجهات دامية, هناك احتمال خطير) . وتفجر التوتر الاخير بين حزب الله وزعيمه الراديكالى السابق في حقبة الثمانينات المضطربة بعد ان طردته الجماعة يوم السبت الماضى بدعوى انه يعمل على شق صفوف الجماعة. وقال الطفيلى انه لا يعترف بقرار الفصل وتعهد بمواصلة نشاطه بما في ذلك (ثورة الجياع) التى يشنها تأييدا للفقراء وهو الامر الذى ندد به حزب الله ووصفه بأنه دعاية شخصية. وفى تصريحات نشرت الخميس دعا الطفيلى الى توسط ايران في الامر وحذر من العواقب الوخيمة اذا لم تحل مشكلته مع حزب الله. وفى مقابلة مع صحيفة نداء الوطن ناشد الطفيلى العقلاء في لبنان وايران ان يحولوا دون العودة الى اراقة الدماء بين الشيعة, في اشارة الى الاشتباكات التى وقعت بين جماعات شيعية متنافسة في الحرب الاهلية. ودعا الطفيلى الى تشكيل محكمة اسلامية لبحث النزاع, وقال انه يجب ان تفتح هذه المحكمة ملفات العنف في لبنان في الثمانينات مثل الهجمات التى قتل فيها 241 جنديا امريكيا في عام 1983 وخطف اجانب, ملمحا بذلك الى أنه قد يستخدم معلوماته بشأن تلك الانشطة اذا تعرض لضغوط. ولم يزعم حزب الله على الاطلاق مسؤوليته عن هذه الاعمال رغم ان دولا غربية تعتقد انه يقف وراء منظمات غامضة مثل الجهاد الاسلامى. ولم يكن الطفيلي (49 عاما) يشغل منصبا رسميا في حزب الله عندما طرده الحزب, لكنه كان لا يزال يتمتع بوضع الزعيم وتأييد عدد كبير من الانصار. وللطفيلى مكتب يخضع لحراسة مشددة مزود بكاميرات مراقبة في (ساحة الأمن) التى يسيطر عليها حزب الله في الضاحية وهى منطقة الشيعة في جنوب بيروت حيث يوجد عدد كبير من مؤيديه. كما يوجد له انصار كثيرون في مناطق سهل البقاع الشرقى حيث يوجد اشد مؤيديه وحراسه المسلحين تعصبا وبعضهم اعضاء في حزب الله. واظهر الطفيلى تحديا وما زال يرى في نفسه زعيما لحزب الله وقال ان القيادة الحالية ضلت عن قيم حزب الله عند تأسيسه. وفى تحرك تسبب في طرده من حزب الله نظم الشيخ الطفيلى احتفالات منفصلة يوم 23 يناير بمناسبة اليوم العالمى للقدس وهى مناسبة دعت اليها ايران لاظهار مطالبة الاسلام بالمدينة المقدسة, وقام اكثر من الف شخص من مؤيدى الطفيلى بمسيرة في بعلبك مما اجبر حزب الله على التخلى عن منطقة لهم. وبعد طرد الطفيلى نظم اتباعه احتجاجا صغيرا لكنه مهم رمزيا امام مقر حزب الله في الضاحية قائلين انه مايزال زعيم الجماعة. وكان الشيعة ظلوا مستبعدين طويلا من السلطة في لبنان على الرغم من انهم يعدون اكبر طائفة ويقدر عددهم بنحو 3ر1 مليون نسمة من اجمالى عدد السكان البالغ 5ر3 ملايين نسمة. وقال محللون ان التوترات بين الطفيلى وحزب الله يمكن ان تتسع لتشمل شيعة آخرين, ودخل بالفعل الى ساحة الجدل الشيخ محمد مهدي شمس الدين الذى يعد اعلى زعيم روحى للشيعة في لبنان. واعلن الشيخ شمس الدين رئيس المجلس الاعلى للشيعة المعترف به رسميا في لبنان والذى ينظر اليه على انه معتدل ان طرد الطفيلى نهاية طبيعة تأخرت عن موعدها كثيرا. واثارت تصريحات شمس الدين غضب الطفيلى الذى اتهمه بأنه انما يهاجمه لينال رضا السياسيين ويحتفظ بمنصبه. وعاد الشيخ الطفيلى للظهور على الساحة السياسية في لبنان عندما اطلق ثورة الجياع في الصيف الماضي, وفى ذلك الوقت كان شوكة في جنب الحكومة اللبنانية التى اتهمها بتجاهل احتياجات الفقراء. لكن هذه الحملة غطت عليها الآن معركة الطفيلى من اجل حياته السياسية في بلد مازال يتعافى من الحرب الاهلية التى استمرت 15 عاما. وأفلت الطفيلى من حكمين بالاعدام صدرا في بداية حياته احدهما في العراق في عام 1974 بتهمة التخريب والثانى من محكمة عسكرية لبنانية بسبب كمين لقافلة تابعة للجيش في عام 1983. وبعدها بسنوات قلائل برز على الساحة كزعيم لحزب الله الذى يحارب جناحه العسكرى قوات الاحتلال الاسرائيلية في جنوب لبنان. والسؤال الان الى اى مدى يمكن ان يذهب من اجل التمسك بالسلطة. قال محلل آخر (الطفيلى قادر على حشد قطاعات مؤثرة في البقاع. وحزب الله يرد بشكل يوحى بتوترهم وهذا امر خطير للغاية0 البعض يشكك في الوضع القائم داخل الطائفة الشيعية) . ــ رويتر