القبيلة في اليمن لا تزال تشكل أساس البنية الاجتماعية ولا تزال بالتالي تنتج أشكال التعبير السياسي فيه والقبيلة في اليمن نشأت في مجتمع تقليدي في تكوينه وسلوكه لاسيما في المناطق التي حافظت على عزلتها ولم تتلاقح مع الخارج المستحدث هجرة كتلاقح مناطق جنوب الشمال أو اختلاطا بالوافد إلى الداخل كما هو الحال في عدن وبعض مناطق الجنوب ومما عزز من محافظتها على كيانها القبلي استنادها إلى الدين كوظيفة حامية لاخلاقه وعاداته من غزو الحداثة والعصرنة التي ستأتي على القبيلة مستعيضة عنها بكيانات لا تقوم على أساس الدين والأصالة وهو ما تدعيه القبيلة لنفسها وبالإضافة إلى ذلك فان الزعامات القبلية أدركت منذ البداية تركيبة المجتمعات العربية العشائرية وبشكل أساسي في اليمن فجعلت من القبيلة عصبية, وهذا الإدراك الواقعي دفعها لنقل الثروة والقوة إلى ساحتها لتكون المصدر الأول للسلطة فحافظت بذلك على تأسسها في مفاصل الحكم, وفي مسألة القبيلة وعلاقتها بالمجتمع المدني يبرز بوضوح التفاوت الكبير في طبيعة القبيلة في اليمن على عدة مستويات ففي جنوب اليمن الشمالي (سابقا) (اليمن الأسفل) بدأت القبيلة تندمج في المجتمع المدني وتفقد ارتباطها بالقبيلة ولهذا شهدت هذه المنطقة الولادة الأولى لغالبية الأحزاب اليمنية و في اليمن الجنوبي(سابقا) القبيلة تلاشت في التشكيلات التنظيمية لتتوحد داخل الحزب الحاكم حتى إذا نشبت الصراعات داخل السلطة برزت أجنحتها في صورة فرز قبلي وعشائري, وقد كانت الأعوام الأولى للوحدة اليمنية الفرصة المواتية لتشكل المجتمع المدني وانحياز الأحزاب إلى مقاييس التنظيمات المدنية بدلا من بقائها مجرد شكل حزبي بمحتوى قبلي لكن حرب صيف 1994 أعادت بنتائجها الأحزاب والمنظمات إلى أحضان الكيانات التقليدية بتعبيرها الأساس القبيلة وهذا الانكفاء على القبيلة يعزى إلى امتلاك القبيلة القدرة على توفير إطار الحماية للأفراد وتحقيق الامتيازات لهم بالإضافة إلى تقوية شعور الانتماء في ظل عجز النخب عن طرح البدائل الحديثة. ولا شك ان القبيلة اصبحت الآن في تركيبة الدولة والبناء السياسي عموما في اليمن. لكن هذا الوجود اثار الكثير من الجدل حول مدى جدوى ودور القبيلة في البناء السياسي وموقع القبيلة وتوظيفه في التطور الديمقراطي. عقدت (البيان) بالتعاون مع مركز دراسات المستقبل بصنعاء ندوة بعنوان (القبيلة والدولة في اليمن) وشارك في الندوة التي طرحت العديد من الاسئلة: الدكتور فضل ابو غانم نائب رئيس جامعة صنعاء والشيخ حميد الاحمر عضو مجلس النواب والشيخ حمود هاشم الذراحي عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للاصلاح والدكتور حمود العودي استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء والباحث والكاتب السياسي عبدالرحيم محسن. تناول المشاركون في الندوة تجربة القبيلة في الشمال والجنوب سابقا ووضع القبيلة بعد الوحدة في الجنوب. كان اول المتحدثين الدكتور فضل ابو غانم: بداية لابد من القول ان لكل مجتمع خصائصه التي ينفرد بها دون غيره من سائر المجتمعات وان تشابه مع بعضها في جزء من هذه الخصائص ومن ثم فللمجتمع اليمني سماته الخاصة به فيما يتعلق بتركيبته القبلية التي ارتبطت تاريخيا بشخصيته السياسية لدرجة توحد القبيلة بالدولة وهو ما يعادل اختصارا لمعادلة (الكل في واحد) ومن هنا يصبح الدفاع عن القبيلة دفاعا عن الدولة وليس دفاعا عن خطأ يراد تصحيحه كما قد يتوهم البعض ومن هنا أيضا ينبغي أن ندرك أبعاد المحاولات الرامية إلى التشكيك في سوية التقاليد القبلية الأصيلة عبر ربطها قسرا بتلك الظواهر الاجتماعية الدخيلة التي طرأت على مجتمعاتنا العربية ككل, فعندما ننظر إلى البناء القبلي كظاهرة اجتماعية عريقة نجد أن هذا البناء الاجتماعي المتماسك إنما يمثل اللبنة الأساسية لتكوين المجتمع والدولة منذ القدم, فلم تكن الدولة المعينية أو السبئية على سبيل المثال سوى اتحاد قبلي وعندما كانت تنهار هذه الدولة أو تلك بفعل الصراعات الاستثنائية العارضة ويتلاشى هذا الاتحاد كانت تنشأ دولة غيرها بينما تظل القبيلة قائمة بمعنى أن الدولة ولدت في أحشاء القبيلة وليس العكس ولا أدل على ذلك من أن القبيلة في اليمن لا تزال تحتفظ بأنظمتها الاجتماعية والقانونية التي نشأت عليها وكذلك بعلاقات الإنتاج السائدة فيها, كما استطاعت القبيلة في اليمن أن تحمي وجودها عبر مراحل التاريخ المتعاقبة بل واحتفظت لنفسها بذات السمات القديمة والمتوارثة وحتى في تلك الفترات التي عاشت فيها اليمن بدون دولة ذلك أن هناك تحديدا ثابتا للحقوق والواجبات بالاضافة إلى توزيع السلطة كما هو الحال في حالة قيام الدولة كما أن النظام القبلي ديمقراطي بطبيعته ولا يجوز وفقا لما هو معمول به أن يفرض أحد نفسه شيخا على الآخرين إلا بعد إجماع هؤلاء الآخرين عليه وهو ما يشبه نظام الحكم المحلي إلى حد كبير, وإذا كانت القبيلة في اليمن قد تميزت بدورها الوطني على مر العصور فقد تعزز هذا الدور أكثر وأكثر بتضحياتها اللامحدودة في معارك الدفاع عن الثورة اليمنية وحمايتها وتثبيت أركانها بالإضافة إلى دفاعها المستميت عن وحدة الثاني والعشرين من مايو 1990 في مواجهة المتآمرين عليها, وإجمالا يمكن القول بان التجمعات القبلية اليمنية التي تمكن النظام الملكي والامامي في مراحل حكمه الأخيرة من عزلها واضعاف قوتها وتجاهل أثرها وتأثيرها في الحياة السياسية العامة عادت بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962 لاستعادة دورها السياسي بقوة أكبر وأساليب جديدة تتناغم في مجملها مع طبيعة هذا المتغير التاريخي كما اكتسب رموزها ووجهاؤها خبرات سياسية واسعة ولم يكن انتهاج التجمعات القبلية هذه لتلك السياسات سوى تعبير منطقي لحقيقة أن البناء القبلي قادر على تأكيد حضوره كقوة فاعلة ومؤثرة في شتى مناحي الحياة كما شارك رجال القبائل في مختلف المؤسسات الدستورية للدولة ومن ثم في الأحزاب السياسية فيما بعد انخرطوا كذلك في مؤسسات الدولة المركزية تفاعلا معها بعدما اصبح اختيار الأفراد للعمل في الدوائر الحكومية يعتمد أولا وأخيرا على مدى الكفاءة الشخصية وليس على أساس الانتماء القبلي وهو ما يؤكد حقيقة أن النظام القبلي قادر دوما على اكتساب خصائص جديدة تتلاءم مع ما يطرأ على المجتمع من تغيرات وبما يخدم المصلحة الوطنية العليا, وبالمقابل فانه حينما حاولت الدولة بعد قيام الثورة إلغاء بعض النظم التي كانت تحد من إمكانية التفاعل بينها وبين التجمعات القبلية الرئيسية بغية تقليص نفوذها أدى ذلك إلى ازدياد قوة النفوذ القبلي عبر إبداع هذه التجمعات أساليبها المتطورة لمواكبة روح التحديث التي شهدتها البلاد حينها واعتبرت القبيلة نفسها شكلا من أشكال التنظيمات الاجتماعية وفريقا من الفرقاء السياسيين في المجتمع وعلى الرغم من معارضتها لبعض الإصلاحات الإدارية في بداية الأمر الا انها استطاعت أن تكيف نفسها تدريجيا مع تلك النظم الجديدة وهو ما يؤكد حقيقة أن أي تغير جديد في مسار أي مجتمع كان إنما يتأثر تلقائيا بخصوصية هذا المجتمع وتركيبته, وحتى حينما سعت الدولة بعدها إلى استحداث إصلاحات سياسية في النسق الاجتماعي والتنموي بحيث تشمل هذه الإصلاحات المستحدثة كافة التجمعات القبلية فقد كان من أهم أسباب النجاح الذي حققته المجالس المشكلة لهذا الغرض إحساس أبناء القبائل بأن هذه المجالس جزء لا يتجزأ منهم وأنهم أنفسهم الذين شكلوها الأمر الذي أدى إلى تعميق أواصر التفاعل بين القبيلة والدولة آنذاك ومن ثم تحمل رموزها ووجهاؤها مسئوليات كبيرة في تمثيل مناطقهم واداء مهامهم وفقا لسلطاتهم التقليدية المعتادة وغالبا ما تستعين الدوائر الحكومية الرسمية بهم في كثير من الأمور المتعلقة بشؤون الدولة في المناطق القبلية وخارج نطاق المناطق القبلية كما تعتمد على إسهامهم الجاد في تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع الوطن, وكما تعرفون أن الجماعات القبلية الفاعلة والمؤثرة قبل الثورة اقتصرت في تفاعلها السياسي مع الدولة على تمثيل مشايخها لها أما بعد قيام الثورة فقد اصبح من المعتاد وتحديدا منذ نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات أن تعقد هذه التجمعات مؤتمراتها الدورية ليس فقط لتسوية خلافاتها الخاصة وحل النزاعات القائمة بين بعضها البعض بل لمناقشة سياسة الدولة وتحديد شكل وأسلوب الحكم السياسي فيها ومن ثم طرح أفكارها ورؤاها على السلطات الرسمية في صيغة ما توصلت إليه من قرارات وتوصيات ذات مضمون وطني وبأسلوب سياسي معاصر بحيث اصبح من العسير الفصل بين سياسة الدولة وسياسة التجمعات القبلية هذه, وفي السنوات الأخيرة تطورت أنماط العلاقة بين القبيلة والدولة وبات رموز القبائل ووجهاؤها يشغلون العديد من المناصب الحكومية ويتم استشارتهم في شئون البلاد واصبح التواصل بين السلطة ورجال القبائل من ضرورات العمل الوطني بقدر ما اصبح الاتصال بين الجانبين اكثر وضوحا. الدكتور فارس السقاف الذي ادار الندوة سأل د. حمود العودي عن وجهة نظره في ما قاله د. ابو غانم واين يتفق ويختلف معه؟ فقال د. العودي: (اولا لدي بعض الملاحظات على ما جاء في ورقة زميلي الدكتور فضل أبو غانم, ماذا تعني القبيلة والدولة, بالنسبة لوجهة نظري أنا لم أسجل جميع الملاحظات التي وردت في ورقة الدكتور فضل ولكن أذكر على سبيل المثال بعض القضايا التي قد نهتم فيها في هذه المسألة وقد لا نتفق في القرارات التي أوردها فقد لا يكون بالضرورة التأكيد عليها معك وبالذات حول الدفاع عن الثورة والجمهورية حيث قال الدكتور فضل بأن القبائل هي التي اضطلعت بهذه المهمة بالكامل ودافعت عن الثورة والجمهورية, وهذا حكم في اعتقادي فيه نوع من التجاوز والخطأ والعهد قريب فالحقيقة يعرفها الكثير لأن الذين قاتلوا ضد الثورة قبائل والذين دافعوا عن الثورة أيضا قبائل فلم يكن هناك قبائل مع الثورة والجمهورية, وإنما كان هناك صف جمهوري وصف ملكي, صف جمهوري فيه قبائل وفيه مواطنون وجنود وطلاب وعمال وتجار ويوجد صف ملكي فيه قبائل بل غالبيته قبلية والملاحظة الثانية هو يقول أنه بعد قيام الثورة تعزز دور القبيلة وأصبح لها دور أكبر في سياق الدولة والسلطة والمجتمع, أنا أعتب على الزميل فضل لأنه شخص متخصص في علم الاجتماع وكان يفترض أن يتذكر رؤية مؤسس علم الاجتماع في هذه المسألة بأن القبيلة عندما تندمج في الدولة لا يتعزز دورها بل هي تفقد خواصها والتي سوف أذكرها فيما بعد ماذا تعني القبيلة بالضبط؟ فالقبيلة اندمجت في الدولة وزاد دورها بعد الثورة بالفعل لأنها جزء من المجتمع ولكن دورها كقبيلة تراجع بالفعل لأن القبيلة كما يقال تذوب في الدولة كما يذوب الملح في الماء ولا يوجد من يفضل أن يكون رجل قبيلة بدلا من أن يكون رجل دولة, المقارنة صعبة بين رجل الدولة وهي مرحلة متطورة, وهو يذكر أيضا أن المشاركة هذه بنيت على الكفاءة الشخصية وليس الانتماء القبلي أنا اختلف معه جملة في هذه المسألة ولا أدخل في التفاصيل نحن نعاني من هذه المشكلة حتى الآن وهي مشكلة من ضمن مشاكل اللغط السياسي والإداري وهذا يؤكد بأن القبيلة هي جزء من مكونات المجتمع وليس المجتمع مكون من القبيلة أو قبائل متحدة أو منفصلة وإنما ظاهرة القبيلة ظاهرة جزئية وتعتبر مكونة من المكون العام وسأوضح هذه الجزئية وما هي خواصها وطبيعتها وحدودها, هو يقول بأن النظام القبلي ديمقراطي, أتفق معه 100 % في هذه المسألة بأن الظاهرة القبلية بحقيقتها وخواصها الجوهرية ظاهرة جماعية غير ديمقراطية فقط بل هي ظاهرة جماعية, الناس فيها متساوون وديمقراطيون وحياتهم فيها جماعية يعيشون ببساطة العيش في طبيعة ظروفهم وأخيرا في عبار ته في أن القبيلة هي ترجمة لمعادلة الكل في واحد مع الدولة نوع من المبالغة هذا إجحاف في حق الشعب وحق الملايين من المزارعين والفلاحين والذين يشكلون المكون الجوهري للمجتمع بوجوهه الاجتماعية السياسية. القبيلة نقيض الدولة. هنا سأله دكتور السقاف عن رؤيته لدور القبيلة في البناء السياسي. فاجاب د. حمود العودي: أقول باختصار شديد بالاستناد إلى حيثيات ومعاني القبيلة, انها تعني أن خواصها تعتمد على التاريخ أولا, والقبيلة ليست في اليمن بل بشكل عام وفي أي مكان تعيش في بيئة فقيرة لا تسمح بإنتاج فائض اقتصادي وهي بالتالي تعتمد على التنقل وعدم الاستقرار, القبيلة تعيش ضمن مفهوم الشخصية الجماعية والمسئولية الجماعية وليس المسئولية الفردية, تحكمها العادات والأعراف والتقاليد وليس القانون والنظام, القبيلة تنتمي إلى مفهوم الأب أو السلالة أو الجد الواحد سواء كان عن حق أو غيره, القبيلة لا تستطيع أن تتعايش مع مفهوم الدولة وهي نقيض لدولة الكل ولا يمكن أن نقول دولة وقبيلة في آن واحد, فإما بيئة صحراوية رعوية بدوية فيها قبيلة وهذا ما كانت تعيشه الجزيرة العربية بالكامل وإما مجتمع دولة لأن فيه استقرار وفيه إنتاج فائض وهو ما كان الوضع عليه ولا يزال بالنسبة لليمن وعلاقة اليمن بالقبيلة علاقة قوية جدا لأسباب موضوعية تتعلق بتداخل بيئة القبيلة مع بيئة الدولة, الأصل في اليمن الدولة لأن اليمن ذا موقع حضاري لا يقل عن موقع وادي النيل أو دجلة والفرات أو أي مكان من التاريخ القديم والحديث والقبيلة هي هامش بحكم التداخل, والبيئة المتداخلة معها في مد وجزر فبالتالي علاقة القبيلة وتأثيرها فعال ونسبي ولكنه يظل في حدود الاستثناء وليس القانون وأؤكد على هذا وأثبته إذا نظرنا إلى المكون الديموغرافي للسكان في اليمن والمساحة الجغرافية سنلاحظ أن المناطق التي يسكن فيها المفهوم الاجتماعي الذي حددناه للقبيلة وهو مفهوم لم أستحدثه من عندي وإنما يتعارف عليه كل الباحثين ينطبق على ما لا يتجاوز 20% من مساحة الأرض والسكان على الإطلاق وننظر إلى هذه المسألة, الشيء الآخر إن القائد في اليمن هو الدولة, أؤكد هذه المسألة برؤية ابن خلدون وهو مؤسس علم الاجتماع وهو مفكر عربي وإسلامي وليس من الغرب, هو يقول إن العلاقة بين الدولة والقبيلة تنبني على الآتي, القبيلة تعيش في مناطق فقر فتفتقر إلى المعاش وتظل تغزو مناطق الخصب وإما أن تعتاش إذا كانت الدولة قوية فتعيش على هامش هذه المعيشة كما كان في جزيرة العرب يعيش الغساسنة والمناذرة والحيرة في تدمر وتدمر على هامش بيزنطة وفارس والقبيلة اذا هجمت وانتصرت عسكريا تسقط الدولة وتتحول هذه إلى قبيلة لكن هذا التحول هو ما حدث وما هو موجود عندنا, هذا التحول يفقد القبيلة كل خواصها القديمة لأنها لا تستطيع أن تعيش في مجتمع المساواة لأنه في الفائض تتحول سلطة الرمز القائد الذي يرمز للقبيلة بشكل قائد الفريق إلى رجل طبقة وبالتالي تتحول العلاقات إلى علاقات حاكم ومحكوم وليس قائد وفريق, نحن لدينا الآن تطور في وضع القبيلة بحكم تطور النظام الجمهوري وتحسن الأوضاع الاقتصادية واندماج البيئات القبلية الهامشية التي كانت موجودة في سياق الدولة, تغيرت أوضاع هؤلاء الناس فهم بالتالي يتحولون إلى نظام الدولة ونظام المجتمع ويفقدون الكثير من خواصهم التقليدية التي يمكن أن تنطبق على المفهوم الفعلي للقبيلة مع حاسة البيئة وتداخلها بشكل أو بآخر فنحن في خير والقبيلة هي مكون مثل ما قلت من مكونات عامة المجتمع. وحول نفس الموضوع تحدث في الندوة الشيخ حميد الاحمر فقال: تؤخذ القبيلة كمعنى من ثلاثة جوانب وانا كفرد من افراد المجتمع اليمني افهم ما معنى التداخل بين القبيلة والدولة, ويمكنني أن أضع ثلاث تعريفات للقبيلة, إذا أخذناها من جانب الأفراد فهي الشعب, وإذا كنا نؤمن بأن أبناء اليمن كلهم ينتمون إلى عرق واحد هو أصل العروبة نسبة إلى يعرب بن قحطان ومن يسكن اليمن هو من أبناء الجدود اليمنيين, والجدود اليمنيون في النهاية ينتسبون إلى مجموعة جدود هم الذين يمثلون جدود القبائل اليمنية ولا يوجد أي شخص يمني إلا وهو ابن أحد هؤلاء الجدود ولذلك فالقبيلة هي الشعب إذا أخذناها من ناحية الأفراد, والمعنى الثاني للقبيلة هي السلطة, القبيلة كسلطة, فالقبيلة كسلطة مكمل للدولة من وجهة نظري ومكون من مكوناتها, أما المعنى الأول لها ـ الأفراد ـ فهي المكون الأساسي للدولة لأن الدولة تقوم على سلطة وشعب وأرض وسيادة, فالأفراد هم المكون الأساسي للدولة الذين هم القبائل, والمعنى الثاني السلطة أو الدولة, فالقبيلة كأفراد وكسلطة مكون ومكمل, والجانب الثالث القبيلة كعادات, وفي هذا تصبح القبيلة مكمل للقانون وليس مكون له, ومعناه أن القبيلة تكمل القانون عن طريق العرف وليس من مكونات القانون لأن القانون لا يقنن العادات, لأن القانون في اليمن يقنن الشرع, وجانب من جوانب الشرع أتاح الصلح بين الناس وأتاح السعي بالشيء الذي لا يتناقض ولا يتعارض مع الشرع نهائيا فأعتقد أنها مكمل وليست مكونا له, فهذه ثلاثة جوانب للقبيلة في اليمن. وحول تنزيل هذا على الواقع تحدث حميد الاحمر فقال: اذا تحدثنا عن السلطة, فكما ذكر الدكتور حمود العودي ان القبيلة شوروية وانا معه في هذا, ما معنى الدولة ؟ أن يتنازل مجموع الأفراد عن جزء من حقوقهم لصالح الحاكم, من أجل الحصول على مميزات من هذا الحاكم, من ضمنها الحماية, من ضمنها تحقيق الخدمات, هذا الذي أفهمه من تكوين الدولة, ما هي الدولة؟ هي عقد بين الحاكم والمحكوم يتنازل بموجبه المحكوم عن جزء من حرياته وحقوقه يدفع زكاة وضرائب, يخضع لقوانين يسير وفقا لرؤى الدولة مقابل ماذا ؟ مقابل احتلال الحاكم للرقعة الجغرافية التي يعيش فيها المحكوم, ولكنها مقابل خدمات عقد حماية. القبيلة مكون من مكونات الدولة وسابقة لها, إذا كان أول تكوين للدولة هو الفرد وثاني مكون لها هو الأسرة وهذا من تعريف الاجتماعيين والسياسيين فأنا ارى أن القبيلة هي الأسرة الكبيرة, التي تمثل الأسرة وتجمع الأسر وإذا كنا نقول أن الدول تتكون من مجموع الأسر وبالتالي تتكون من مجموع الأفراد فهي إذا تتكون من مجموع القبائل, لأن القبيلة هي حلقة من حلقات الوصل بين الفرد وبين الدولة, وهي التي يرتضي الأفراد من خلالها أن يتنازلوا عن جزء من حقوقهم للشيخ أو للقبيلة مقابل الخدمة, وهذه لا يتناقض مع أهداف الدولة وهي جزء من مكوناتها, وتناقضها يأتي من مدى قدرة الحاكم على التفاهم, والتفاهم ليس معلق مع القبيلة ولكنه معلق مع أفراد الشعب, إذا لم يستطع الحاكم التفاهم معهم فهو يدخل في نزاع, إذا أردت أن تحكمني فحدد لي مصلحة, وإذا لم تحدد لي مصلحة واستطعت أن أقاومك فسأقاوم, ومقاومتي لك تدخل في المعنى الثاني من معاني القبيلة وهي السلطة, هل تمتلك القبيلة السلطة أن تقاوم ما لم تتحقق لها المصلحة ؟ لا أعتقد أن القبيلة ستقاوم ضد الدولة إذا تحقق لها الخير من ورائها وهذا هو معنى وأساس تكوين الدولة. سألناه اذا كان مثل هذا قد حدث بين القبيلة والدولة في اليمن فقال الأحمر: سوف آخذ إجابة من إجابات والدي, أن دور القبيلة في السلطة وهو المعنى الثاني من معانيها, يزداد كلما ضعفت الدولة, كلما قلت الدولة وضعفت كلما زادت قوة القبيلة, وهذا معناه كلما ضعف وجود المكون النهائي للدولة زادت حاجة الناس لمن يحقق رغباتهم وحاجاتهم, فتقوى سلطة القبيلة, لأنه يغيب الراعي الأكبر فينوب الراعي الأصغر, وهذا شيء طبيعي, فهي ليست نقيضا ولكنها مكون. * البيان: طيب ما ذا عن شكوى بعض الناس الذين يقولون ان القبيلة تتغوّل في السلطة وهي المتنفذة وهي دولة داخل دولة, هل صحيح هذا الكلام أم لا ؟ ـ حميد الأحمر: أوليس الحكم الديمقراطي اليوم يقوم على مجالس نيابية ؟ أوليس أعضاء مجلس النواب من نخب المجتمع المنتخبين؟ أوليس من حق المشائخ أن يكونوا من النخب طالما وهم موجودون ومستشارون وطالما القبيلة مكون من مكونات الدولة وممثل من الممثلين الشرعيين لهذا الشعب؟ فهم نخبة, اختارهم الناس, ليس فيها أي تناقض ولم تصل اليمن إلى مرحلة التعامل الرسمي بين الدولة وبين القبيلة, لم نصل إلى مرحلة اعتراف الدولة, بوجود القبيلة كمكون من مكوناتها, وهنا يكون الخطأ من وجهة نظري والأسباب في الوقت الحاضر أسباب خارجية, وأستغرب للهجمة الكبيرة التي يشنها الغرب على القبيلة في اليمن, قد يكون مرجعها إلى أن القبيلة تمثل أفراد الشعب في المعنى الثاني وهو السلطة والتي قد تقف في الوقت الحالي أمام مخططات الغرب في اليمن, كسلطة إذا ما كان هناك انحلال والدولة رضيت عنه فالقبيلة تقاومه وهي مكون من مكوناتها, إذا الدولة يربطها بالفرد عقد تمثل الشعب في تحقيق رغباته الحقيقية وحاولت أن تسير في غير هذا الاتجاه قد يضطر الفرد أن يستخدم القبيلة لثني الدولة عن السير في هذا المجال. * البيان: العامل الخارجي قد يستغل ظواهر سلبية تنسب إلى القبيلة من خلال تعدي القبيلة على سلطات الدولة والنظام والقانون مثل قضية الاختطافات, ووجود القبيلة في الجيش بوحدات عسكرية, هل سيكون انتماؤها أكبر للدولة أم للقبيلة في ظل الوضع الحالي ؟ ـ حميد الأحمر: الانتماءات لا أعتقد أن فيها تضاربا, الإنسان من وجهة نظري متعدد الانتماءات غير المتضاربة, فأنتمي إلى ديني, أنتمي إلى بلدي, أنتمي إلى أسرتي, أنتمي إلى قبيلتي, انتماءات غير متضاربة, هي جزئيات وانتماءات تدخل في بعضها البعض, والذي لا ينتمي إلى أسرته لا يمكن أن ينتمي إلى بلده, الذي لا يشعر بالانتماء لأسرة, لا يستطيع أن ينتمي لبلد وهو جزء منه, إذا فقد الانتماء للشيء المباشر, فكيف سينتمي للشيء غير المباشر. * البيان: لكن لماذا نحتكم لأعراف القبيلة عند حل مشكلة كالاختطافات وغيرها مع وجود الدولة ؟ هذه تدخل في إطار المعنى الثالث للقبيلة وهو العادة, وهي مكمل لسلطة الدولة وليست متناقضة, فلم تحرم الدولة ولا القانون الأعراف القبلية ولا الصلح ولم يحرمها الشرع, وعلينا أن نهذبها, وما ذكره الدكتور فارس عن الاختطافات, أعتقد أنه خلل في تكوين الدولة وليس في تكوين القبيلة, إذا كانت الدولة عقد بين الحاكم والمحكوم, وإذا كانت القبيلة جزء من المحكوم وتكوين من مكوناته فالخلل يكمن ـ حتى لو كانت القبيلة هي الخاطئة ـ في أن الدولة لم تستوعب هذا العقد, فإذا كانت القبيلة خارجة عن طاعتها بدون سبب حقيقي فيجب أن تحرمها من خدماتها, وهذا هو الذي سيردها إلى بيت الطاعة, ولا يوجد في مجتمع اليوم شخص يستطيع أن يستغني بالقبيلة عن الدولة, لأن القبيلة لا يمكن أن توفر ما توفره الدولة. *البيان: الشيخ حميد استطعتم فعلا أن تؤصلوا لهذه المسألة بشكل جيد, لكن بقي نقطة نأمل توضيحها وهي مسألة تداخل الدولة والقبيلة في العمل التجاري, وأنتم أحد رجال الأعمال, حيث يشير البعض إلى أن النفوذ القبلي الرسمي يستخدم من أجل تسيير النشاط التجاري, ما رأيكم ؟ ـ حميد الأحمر: لو أخذنا القبيلة من المعنى الأول وهو الأفراد, فأنا كفرد في القبيلة فرد في المجتمع, وهذا لا تناقض فيه ولي حق المواطنة, من ضمنها الحق في ممارسة أي عمل أريده بغض النظر عن انتمائي, وإذا أخذت المعنى الثاني وهو معنى السلطة للقبيلة فإذا استغليت وجودي في قبيلة قوية لتحقيق مآرب شخصية فهو من منطلق أن يستغل المسئول وجوده في الدولة لتحقيق مآرب غير صحيحة, وهذا يعني وجود خلل في تكوين الدولة, وليس في تكوين القبيلة, لأن القانون يجب أن يسري على الجميع, وأنا لا أستخدم القبيلة في إخراج حقوقي من الجمارك مثلا, ربما استخدم الرشوة في ذلك إذا أردت استخراجها بطريقة غير صحيحة, وهي علامة خلل في الدولة وليست القبيلة, لم يستخدم رجل القبيلة قبيلته في حماية تجارته لكنه يمكن أن يستخدم التهديد لعنصر الدولة في حالة عدم تسيير أموره بالشكل المطلوب "انتبه.. أنا سآتي بقبيلتي " وما إلى ذلك, لكن هذا لا يعني سوى الخلل في الدولة, وأنا أعتقد أن السلبيات القبلية إذا وجدت فهي في سلطة القبيلة وليست في وجود القبيلة, لأن وجودها يعني وجود الشعب, لأن القبيلة هي الأفراد, لكن سلبيات سلطة القبيلة تأتي في سلبيات وخلل تكوين الدولة, فإذا ما نظمت الدولة وجودها استطاعت أن تخفف من هذه المشكلة. عندي إضافة أخيرة وأعتقد أنها مهمة وهي المثقف والقبيلة, لماذا ينظر المثقفون الى انفسهم على أنهم فئة غير قبلية؟ لا يوجد شخص إلا وهو ينتمي إلى قبيلة, الشعب اليمني كله ينتمي إلى قبائل بما فيهم الهاشميون هم أبناء قبيلة علي بن أبي طالب مثلما نحن أبناء قبيلة حاشد, نحن نقول أن جدنا حاشد, وجدهم عبد المطلب بن هاشم, كل واحد ينتمي إلى جده, فاليمن كلها عبارة عن قبائل, لأن القبيلة معناها جد واحد, فما سبب نظرة المثقف للقبيلة إلى أنها تمارس أشياء أصبحت ـ من خلال رؤيته ـ غير لائقة بأن ينتمي إليها, ويشعر بالعزوف, هذا هو المعنى الآخر للقبيلة وهي العادات أو السلطة وعلينا أن ننظم وجوده من أجل يكون للمثقفين دور كبير, فضل أبو غانم أحد رجال القبائل اليوم يفتخر بها, فضل أبو غانم يؤصل وجود القبيلة ويكتب فيها وقد يكون مرجع ما كتبه لتهذيب بعض التصرفات القبلية في الجانبين الآخرين في القبيلة وهما العادات والسلطة. القبيلة والاسلاميون * البيان: ربما ينظر المثقفون للمسألة بأنه لا يمكن في عصر المدنية والحداثة وغيرها الانتماء للقبيلة ولا يمكن أن تواجه العصر وأنت معه, إن مساحة الهامش الذي تتحرك فيه القبيلة هو مساحة محدودة ومسألة الانتماء والأعراف والعادات كالانتماء للأسرة والعشيرة والقبيلة, لكن هذا لا يمتد إلى الدولة ويصبح هو الثقافة وهي المرجعية وهي هوية بديل عنه ولهذا سنتكلم عن علاقة القبيلة بالإسلام, بالهوية وهل القبيلة البديل عن الهوية, وهل تختلط وتندمج وتتداخل مع العقيدة الإسلامية لأن القبيلة تقول دائما أنها تستند للشريعة الإسلامية والأعراف الإسلامية وتحتمي بها وتتحصن بإطارها, يطرح هذا السؤال حول التحالف بين القبيلة والإسلاميين في اليمن ومع الشيخ حمود الذارحي. ـ حمود هاشم الذارحي: إن القبيلة في تصوري هي تكوين أساسي لكل مجتمع وخيرها خير وشرها شر والله تعالى يذكرها في القرآن ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) هو والشعب ينقسم إلى قبائل سواء هنا أو في فرنسا أو في أوروبا أو في أي مجتمع أو في أي مكان في العالم, القبيلة في اليمن كانت في الخط الإيجابي على مر التاريخ مع المبادئ فاتحين ما أمكن إن تشبع افرادها بالمباديء فهي تجمعهم وتوحد صفهم وينطلقون حماة لها وإن علقوا في المصالح هنا بدأت تدرك الفرقة والخلاف والنزاع ولذلك عبر التاريخ عندما مارسوا الشورى بنوا حضارة وأنا لست مع الدكتور حمود بأنهم في مساحة لا تسمح بالفائض وأين ذهب بحضارة سبأ ( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال) وهذه لا تحكي عن بقعة بسيطة تفتقد الى الفائض وحينما مارسوا الشورى بنوا حضارة وحينما تركوا الشورى تفرقوا (ومزقناهم كل ممزق) هذه سنة من سنن الله عز وجل فأقول على مر التاريخ كانوا على المبادئ وكانوا فاتحين كانوا مع الدولة والأمر ليس فيه كل واحد يريد أن يسيطر على الأرض, فالملكة بلقيس استشارت ورد عليها قومها ( نحن أولوا قوة والأمر إليك....) وهذه هي القبائل, وأقول إن ابناء القبائل اليمنية وبالأخص حينما تشبعوا بالدين أصبحوا أداة لتكوين الدولة وأداة لأن يكونوا في صف المبادئ وأداة مكملة لجهد الدولة ولذا سموا بعد الثورة بأداة الضبط القضائي وعندما كانت الدولة تريد شخص تستدعيه عبر الشيخ وكان للشيخ مخصصات معينة من الزكاة لكن عليه أن يتابع وعليه أن يأتي بالفاسد أو العاصي فهم أداة من أدوات الدولة وليسوا بديلا عنها كما ذكر الدكتور العودي وإيجاد العرف لحل المشاكل في غياب الدولة حتى عندما يتخاطب الأئمة عندما فتحوا لهم باب الاجتهاد عليهم أن يدعوا ويخالفوا النص الإسلامي أقول حينما تصارع الأئمة بفعل الاجتهاد البعيد على النص الإسلامي حول حق الادعاء مع إنه في الإسلام (إنا لا نعطي أمرنا أحدا سأله أو حرص عليه) لكن أصحاب المذهب هذا عملوا لهم اجتهادا وعندما وصل إلى مرحلة معينة عليه أن يدعي وبعدها كل واحد يعلن أمامه هذا الصراع يؤدى إلى غياب الدولة المركزية وبالتالي إلى ضعف التواجد عند القبائل أو القبائل لأنهم حضاريون ولأنهم شاعرون بأهمية وجود التشريع ووجود ما يضبط علاقاتهم بالدولة وفي غياب الدولة وفي غياب الحاكم الشرعي عملوا الاعراف. * البيان: ما علاقة هذه الأعراف بالدين؟ ـ حمود الذارحي: منها ما هو مستقيم لا يتنافى مع نصوص الشرع وهذا لا إشكال فيه ومنها ما يحتاج إلى تهذيب ومراجعة مع النصوص الشرعية وأقول المشائخ أداة الضبط القضائي ووجه مكمل للدولة وليسوا بديلا عنها لأن الدولة اتجهت للمبادئ فالقبيلة لديها القابلية والفتوحات والدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة كانت ابرز مثال على ذلك, والقيادة إذا اتجهت مع المبادئ فالقبائل كشعب ـ كما ذكر الأخ / حميد ـ عندهم التكيف وعندهم القابلية والناس على دين ملوكهم. *البيان: هذا يعطي انطباعا بأنه ليس هناك أي مضمون للقبيلة, من الجانب السلوكي التربوي, بمعنى أنهم بعد القائد عصبية كيفما كان, لو قادهم إلى الهلاك لاتبعوه, لا يسألون لماذا يقاتلون, وما هو هدفهم؟ ـ حمود الذارحي: هذه قبيلة الجاهلية, لكن بعد الإسلام وبعد ان تشبعت القبيلة بالمبادئ أصبحت تنحاز للمبادئ أكثر من الرئيس أو الإمام أو المصالح والدليل على ذلك أنهم قاوموا ظلم الإمام واستبداده, من منطلق أنه مخالف للشرع, وقوموا وصححوا مسار الثورة من منطلق أن الذين قاموا بالثورة من العصريين " لابسي البنطلونات " لم يزيدوا شيئا إلى الواقع على ما كان عليه في عهد الأئمة التقليديين" لابسي العمائم", وقالوا: والحكم بالغصب رجعي نقاومه حتى وإن لبس الحكام ما لبسوا. وقالوا لا تفرق معنا عمامة الإمام أو بنطال الثوريين, لأن قتل الناس وإبادتهم غلط, وهذا ما قاومته القبيلة. *البيان: وهل هذا الذي أدى إلى التحالف بين الإسلاميين والقبيلة ؟ ـ حمود الذارحي: لا شك أن القبيلة آوت الأحرار وفي مقدمتهم الشهيد محمد محمود الزبيري وانطلق رجال الحركة الإسلامية يصححوا مسار الثورة والجمهورية,, هذا ما حصل, وأوجدوا مسودة للدستور في مؤتمر عمران وخَـمِر ومن خلاله وجد الدستور ومن خلاله بدأت اليمن تسير في الخط الدستوري الشوروي الذي ضحى من اجله الشهداء من ثورة عام 1948 وما بعدها, وفوتوا الفرصة على انقلاب أغسطس وما كان يراد منه من إقامة دولة ماركسية لينينية في اليمن, وفوتوا الفرصة على الناصريين وزوبعتهم, وفوتوا الفرصة على البعث ومشاكله, هذا هو التحالف بين المبدئيين, ولا فرق بين القبيلة ورجال الحركة الإسلامية لأن أبناء الحركة من القبيلة وهم من الشعب, إلا أن الثوريين تعلموا بنسبة معينة وهؤلاء كان نصيبهم من التعليم ربما أقل. *البيان: ما هو القاسم المشترك بين الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر والإخوان المسلمين والرئيس علي عبد الله صالح رغم ان من خارج حزب الإصلاح؟ ـ حمود الذارحي: المبادئ, المبادئ تربط بين الجميع, المبادئ على أساس أنه عشرين سنة من التجربة في الوقوف والتصدي للتخريب وضد تسميم الآبار وللوقف ضد أي فكر دخيل يستهدف عقيدة الأمة وأخلاقها وقيمها وتمثل ذلك في الميثاق الوطني, والالتفاف حوله, وتفويت الفرصة على التيار العلماني بشقيه الشرقي والغربي والتحالف في الأخير لتحقيق الوحدة ثم الحفاظ عليها, وهذه كلها في تصوري قبل أن تكون مصالح ذاتية أو آنية هي مصالح عليا للوطن . * البيان: ما دام أنك تكلمت عن الدين, ماذا عن الهاشميين, وما هو الخلاف بين القبائل والهاشميين, وهل ينضوون تحت إطار القبيلة بحكم أنهم موزعين على مناطق قبلية, أم أنهم يشكلون تيارا منفصلا عنها وما الخلاف بينهم وبين القبيلة و"الإخوان" المبدئيين كما عبرت عنهم ؟ ـ حمود الذارحي: حينما جاء الإسلام حررهم من الانتماءات العنصرية من الانتماء للقبلية للهاشمية للعرقية للوطنية للقومية وجمع الناس حول المبادئ, وكانت هذه المبادئ بنفس الفاعلية التي عملها عالميا عملها إقليميا ومحليا, الهاشمي تفكك من هذا وأصبح مع المبادئ وهو قد ينتمي إلى القبيلة, فالفجوة المفتعلة الآن بين القبلية وبين المثقفين, الفجوة المفتعلة بين الوطنية والعروبة والقومية والإسلام ليست فجوة, أنا يمني وهذا وطني وأنا عربي وهذه قوميتي وأنا مسلم, الأوس والخزرج عرب وهم أنصار شرع الله, ليس هناك فجوة وهذه مفتعلة والناس بعد الإسلام وبعد التنور به ينبغي أن يتزحزحوا عن العنصرية وعن الانتماءات العصبية وان يسعوا للقواسم التي تجمعهم مبدئيا وليس مصلحيا فإن اتجهت الدولة للمبادئ فالقبيلة سند لها وإن اتجهت للمصالح وتخريب النفوس ستجد لها منفذا لتفسد الدولة والقبيلة والمجتمع معا, المواكبة والمستجدات هذه ميزة للقبيلة اليمنية حيث جاءت التعددية وإذا هم بالأحزاب وجاءت مؤسسات المجتمع المدني وإذا هم في النقابات, جاءت التعاونيات وإذا هم في المقدمة. * البيان: أليس هذا محاولة للسيطرة عليها ؟ ـ حمود الذارحي: من حقهم وهو حق مشروع مادام يوجد مناخ ديمقراطي, فمواكبة المستجدات ميزة وبالأخص القبيلة الكبيرة, أنا لا أقول بأن قبائل اليمن مثل قبائل الهوتو الأفريقية, اليمن بلد حضارة والقبلية فيها حضارية والمبادئ جزء من الدولة ومكمل لها وعندها القابلية للتكيف مع كل المتغيرات والمستجدات, هذه خلاصة الموضوع. * البيان: ما هو وضع القبيلة في الجنوب, وكيف كانت قبل الوحدة وفي الوقت الحالي, هذا ما نريد أن يوضحها الأخ عبد الرحيم محسن ؟ ـ عبد الرحيم محسن: أولا الأستاذ حميد الأحمر ذكر أن الانتماء إلى عرق واحد وقال أن أفراد القبيلة هم الشعب بأكمله ونفى وجود التنوع العرقي والاجتماعي والثقافي في اليمن وبالتالي لم يميز بين المسارح الجغرافية وتطورها والمفارقات التي حصلت عبر التاريخ أي أن المسرح التاريخي الذي تنتمي إليه القبيلة في اليمن محدد ومحدود جغرافيا وهذا المسرح يختلف تماما عن المسرح في اليمن الأسفل والمناطق الساحلية وبالتالي ظهرت أنماط أخرى معيشية واقتصادية وثقافية وسلوكية في المسرحين وتعارضت. فيما يتعلق بورقة الدكتور فضل أبو غانم ومداخلة الشيخ حميد الأحمر أعتقد أنه كان هناك نوع من التطابق أو المقاربة النظرية وخاصة عندما لخص الدكتور قضية دور القبيلة وإشكالية وجودها في اليمن, واعتبر أنها ترجمة منطقية لمعادلة الكل في الواحد وهنا لم يتمكن من بلورة المفهوم التاريخي والاجتماعي للقبيلة والتي أصبحت الآن في العالم عبارة عن قضية متحفية وليست موضوعا للنقاش في العالم الآخر لأنه طرأت عليه تغييرات جوهرية أودت بالقبيلة إلى خارج التاريخ إلى خارج العصر, أما في اليمن مازالت لديها التكوينات الصلبة ولا تزال تصارع الحداثة سواء في تكوين الدولة أو في تكوين الثقافة وأنا أعتقد أن القبيلة بتكوينها الصلب لم تغير من مسار تطورها ونشاطها إلا من الناحية الشكلية, مثلا كيف دخلت القبيلة في صراع دامٍ مع تكوين الدولة أو مع تكوين السلطة الملكية ؟ أعتقد أن النظام الملكي الذي ظهر عام 1918 اتخذ سياسة منقسمة إلى قسمين, الفتن والثاني التهديد ولهذ ظل الصراع بين السلطة الملكية والقبيلة واستطاعت القبيلة مقابل تحجيم قادتها وتخفيف حدة الفتن فيها أن تنتزع من النظام الملكي مكانة مميزة في السيطرة وإخضاع المناطق الأخرى الحضرية التي تخلعت فيها القبيلة سواء في المناطق الزراعية أو الساحلية هذا الصراع أدى إلى أن تفقد وضعها التاريخي والاجتماعي الصلب في المناطق القبلية المعروفة إنما كيف ظهر نظام القبيلة داخل النظام السياسي بعد الجمهورية ؟ القبيلة التي نتحدث عنها الآن في مسرحها الجغرافي عندما استشعرت الخطر بوجود دولة حديثة المتمثلة بالنظام الجمهوري,وقفت في اتجاه آخر بنسبة عالية ليس فيها مناصفة وكان هذا النشاط او التشبث بمصلحة القبيلة تجلى في مجموعة من المظاهر, أولا المظهر المسلح الذي انتقل إلى الصف الملكي وكانت القبيلة هي المتصدرة والمتقدم في المعارك ضد النواة الجديدة للجيش اليمني وأيضا للجيش المصري وتجلى المظهر الثاني بالمؤتمرات القبلية التي كانت في جوهرها الأصلية مناهضة للدولة التحديثية ومنعها من إرساء دعائمها الأساسية ولو أعدنا قراءة محتويات وقرارات هذه المؤتمرات لوصلنا إلى هذه الصيغة, صيغة الصراع المستمر من أجل الابقاء على سلطة القبيلة, ونصل إلى استخلاص أساسي هو أن القبيلة شأنها ودورها التاريخي هي مكون معاد للدولة, مكون أساسي في معاداة الدولة إلى جانب التخلف ولهذا مسار الصراع لم يخرج عن هذا الإطار الذي هو الوفاق بين بقاء القبيلة وإمكانياتها والحفاظ على مسرحها الجغرافي وأيضا على مصالحها وبين استمرارية وجود الدولة الحديثة. *البيان: لكن ماذا عن وضع القبيلة في الجنوب ؟ - عبد الرحيم محسن: سنأتي الى هذ الامر بعد ان نوضح كيف استطاعت هذه القبيلة ان تنتزع زمام المبادرة في 11 اكتوبر 1977 والسيطرة على هذا الجهاز المتآكل للدولة الرخوة والتي لم يستقر بناؤها بسبب الصراع الاساسي بين القبيلة والدولة بحكم ان القبيلة ضد المجتمع الحديث واستطاعت منذ ذلك التاريخ اثبات الدور الاساسي للقبيلة وافراغ الدولة التحديثية من محتواها والنتيجة النهائية لهذا الامر هي ان انتقال شيخ القبيلة الى المجال التجاري او المجال العسكري لايغير من صلابة دفاعه عن القبيلة وهذا ما يحدث الان وحينما نتكلم عن الجانب التجاري لابد من التطرق الى التراكم الذي نشأ وكيف حصل هذا الشخص على هذه الاموال وما هو التراكم الرأسمالي له, أما بالنسبة للقبيلة في مناطق الجنوب فمعروف ان منطقة الجنوب مرتبطة ارتباطا مسرحيا بالمناطق السفلى والساحلية من اليمن فهي كلها تمثل مسرحا زراعيا واحدا ومنذ بداية القرن بدأ الانجليز يقومون بعملية تخليع فأولا عزلوا المناطق القبلية في الجنوب عن المناطق الشمالية وفك ارتباطها بها ثم قاموا بعملية ربط للادارة الانجليزية بالجانب القبلي في الجنوب وربطه بمسألة الحماية وتم الدمج بالادارة الانجليزية عندما اسسوا الاتحاد العربي الفدرالي وكونوا من هذه القبائل الكتائب العسكرية وعناصر حكم محلي اضافة الى ان هذه القبائل ولنأخذ قبائل شبوة على سبيل المثال ليست كقبائل حاشد او بكيل في شمال الشمال فلم تكن معزولة عن عملية التحديث التي تجري الى الجنوب منها في عدن وعلى يد الانجليز وقد كان هذا الامر العامل الاساسي في تخليع هذه القبائل من أي ارتباط بالملكية في الشمال اضافة الى ان هذا الامر كان هدفا انجليزيا كانت هذه القبائل تخاف النظام الملكي في الشمال ونظام الجباية الذي اتسم به اضافة الى الجانب المذهبي الذي كان له تأثيره في عدم قبولهم الاندماج مع النظام الملكي في صنعاء, وبعد الاستقلال استطاع النظام الجديد في الجنوب رغم هذا الموروث الثقافي والاداري توحيد الكيانات القبلية ولم تقم الجبهة القومية في حقيقة الامر بعمل عبقري كما يتصور البعض ذلك ان الاسس كانت موجودة ومتوفرة لاندماج هذه المناطق فقد نجح الانجليز بالفعل في تقريب هذه المناطق من بعضها بأحداث تقارب فيما بينها من حيث الوعي الحضاري وربطها بادارة واحدة بتكوين دولة للجنوب العربي او ما كان يسمى باتحاد الجنوب العربي اضافة الى استشعار هذه القبائل والمناطق بخطر الالتهام من قبل الطرف الشمالي وقد تمكن النظام الجديد بسبب هذه العوامل من تفريغ ماتبقى من الثقافة القبلية باتجاه هوية واحدة هي هوية اليمن الجنوبي, وما يجري الان في هذه المناطق من محاولات لاعادة النظام القبلي من المستحيل ان تنجح وهو ما يتبدى من اشكال المواجهة والمقاومة لهذه المحاولات وهي مواجهات لاتتخذ طابعا قبليا. * البيان: وماذا لو نجح اسلوب ربط هذه المحاولات بتحقيق المصالح من خلال الايحاء بأن هذه المصالح لاتتحقق الا من خلال القبيلة ؟ عبد الرحيم محسن: اعتقد انه لا توجد الاسس الاقتصادية والاجتماعية لنجاح ذلك اضافة الى وجود هوية مميزة وارتباط هذه المناطق وتفاعلها مع الخارج فهي ليست محاصرة كالقبائل الشمالية. مشائخ الجنوب ومشائخ الشمال * البيان: من الملاحظ ان المشائخ في المناطق الشمالية يصرفون على القبائل ويحصلون على دعم من الدولة وفي المناطق الجنوبية المشائخ يقتاتون من الاتاوات التي يفرضونها على المزارعين فلماذا لا يحصل هؤلاء على سند من الدولة كنظرائهم في المناطق الشمالية لاحياء دورهم من جديد ؟ عبد الرحيم محسن: الدولة التحديثية التي حكمت هذه المناطق كانت مهمتها الرئيسية والمركزية تحطيم السلسلة القبلية وتخليع النظم الاقطاعية بما فيها النظم القبلية وتحطيمها أي انه كان هناك صراع مستميت بين الدولة والقبيلة في المناطق الجنوبية ونحن قلنا سابقا ان القبيلة استطاعت ان تنتزع السلطة في المناطق الشمالية في اكتوبر 1977 وبدأت تهاجم مواطن الدولة الحديثة وبالتالي تقوم بعملية استيلاء فلم تعد سلطة موازية بل اصبحت مصدر السلطة ومكوناتها تشكل هذه السلطة ومن ثم فأن عملية انتاج شيوخ جدد في المناطق الجنوبية لن تنجح لأن سير التطور في هذه المناطق وحتى فيما عرف بمناطق اليمن الاسفل من الشمال سابقا لا يساعد على ذلك. * البيان: ماذا عن الخريطة القبلية في المناطق الجنوبية ؟ عبد الرحيم محسن: أنا لم اتكلم عن القبائل وانما تحدثت عن مسارح جغرافية ووفقا للتعريف الذي اورده الدكتور العودي للقبيلة فأنه في اطار اليمن ككل يوجد مسرحين جغرافيين لايوجد فيهما قبائل هما المسرح الساحلي والمسرح الزراعي فلا توجد فيهما قبائل.. *البيان: وكيف ترد على ما قاله الشيخ حمود الذارحي من ان احداث 13 يناير 1986 كشفت مايمكن تسميته بصراع القبائل الماركسية ؟ عبد الرحيم محسن: لابد من التفريق بين القراءة الدعائية لاحداث يناير في عدن وبين القراءة الموضوعية, القراءة الموضوعية تتحدث عن هوية تكاملت وهي بعد الوحدة ظهرت بأشكال خطيرة, وعندما نقرأ بشكل صحيح احداث يناير لابد ان نقرأ التركيب السكاني في الجنوب وفي داخل الحزب الواحد الذي كان يلم الجميع بمستوياتهم التعليمية وانماط عيشهم. * البيان: تريد ان تقول انه لم يكن هناك تقسيم قبلي بل تقسيم مناطقي ؟ عبد الرحيم محسن: أنا اتحدث عن هوية واحدة في المناطق الجنوبية وأنا اريد أن اسأل هل توجد في المناطق الشمالية هوية واحدة ؟ الاجابة هي انه حتى الان لا توجد هذه الهوية الواحدة ولا توجد شخصية موحدة يمكن الحديث عنها في هذه المناطق. *البيان: من زاوية علم الاجتماع ومن الناحية الواقعية كيف تقيم د. حمود التعريف الذي اورده الشيخ حميد للقبيلة وقوله ان الجميع ابناء قبائل وبماذا تعلق على مقولة الدكتور فضل بأن القبيلة والدولة كل في واحد ؟ د. حمود العودي: الشيخ حميد اثار في حديثه امورا جيدة وامورا فيها رأي ووجهة نظر فقوله ان المكون الاساسي للقبيلة هم الافراد والافراد هم الشعب ولكل شخص ان يقول او يرى ما يشاء لكن ارى ان هذا الطرح فيه عبث في العلم والتفكير وخطأ في الفهم فكيف يمكن في هذه الحالة تصنيف سكان سويسرا او مصر؟ وهو يعزز كلامه بأن الجميع ينتمي الى جد واحد ومجرد التفكير بهكذا امر شيء معيب, لان الجميع في العالم الان يحاربون العرقية والتعصب العرقي ناهيك عن ان هذه المسألة خرافية بكل معنى الكلمة, فالقول ان هذا جده قحطان وذاك جده كهلان قول معيب اخلاقيا ودينيا لان الاسلام ساوى بين الجميع فالناس سواسية كأسنان المشط ولا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى, وجاء الاسلام ليخاطب الامة لا القبيلة او النسب " لا تأتوني بأنسابكم حينما يأتني الناس بأفعالهم ", والقبيلة في علم الاجتماع جماعة من الناس خارج نطاق الاستقرار ومن يستقر على ارض ويبني عليها بيتا فليس بقبلي بل فلاح والفلاح جدليا يوجد له دولة لا قبيلة.. * البيان: ماذا عن دوائر الانتماء او التسلسل الذي يبدأ بالفرد ثم الاسرة ثم العشيرة ثم القبيلة فالمجتمع...؟ د. حمود العودي: خطأ..خطأ يمكن بعد الاسرة تأتي قبيلة في مناطق مجدبة لا تنتج فائضا ولا تعرف الدولة او النظام والقانون وفيها مساواة وديمقراطية لانه لايوجد فائض, فكيف اساوي بين فلاحين يزرعون الارض في وادي سردد وجماعة تقطع الطريق في المكان الفلاني اوفي عرض الصحراء واقول الجميع قبائل, هذا غير ممكن, الشيخ حميد تاجر من الطراز الاول ونحن نعتز بذلك وهو شيء عظيم ونقلة كبيرة جدا, وتعرفون جميعا ان التجارة عيب لدى القبيلة في اليمن والزراعة عيب ايضا, وفي رأيي ان القبيلة في اليمن تحتضر امام التغيير.. * البيان: اذن كيف ترى مستقبل القبيلة ؟ د. حمود العودي: مستقبل القبيلة هو الدولة, الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر نعتز به كثيرا فهو رجل حارب الامامة, وكانت القبيلة التي ناصرت الثورة والجمهورية وهو الان يقف في قمة الدولة, وهو يحكم دولة هل بعد ذلك سيبحث عن القبيلة ؟, هو الان رجل دولة لكن الوعي القديم هو