بدأ الرئيس الصيني جيانج زيمين أمس زيارة الأولى من نوعها للأراضي الفلسطينية أحاطت بها أجواء التقارب الصيني الاسرائيلي عسكريا, وغلب عليها الطابع الاقتصادي فلسطينيا. وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في استقبال زيمين لدى وصوله بيت لحم. وعزف النشيدان الوطنيان خلال مراسم استقبال رسمية جرت بحضور اعضاء الحكومة الفلسطينية وممثلين عن المجلس التشريعي الفلسطيني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وذكرت الاذاعة الفلسطينية ان عرفات وزيمين سيعقدان اجتماعا ثنائيا فى بيت لحم يعقبه اجتماع موسع يضم عددا من كبار المسئولين الفلسطينيين والصينيين. وقالت ان المحادثات ستتناول اخر المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي بين الجانبين والمساعدات التي تقدمها الصين للسلطة الفلسطينية. واعلنت مصادر فلسطينية انه سيتم فى نهاية الاجتماع بين عرفات وزيمين توقيع اتفاقية اقتصادية بين البلدين تتضمن تقديم منحة صينية للسلطة الفلسطينية بقيمة 30 مليون يوان صيني (حوالي 75.3 ملايين دولار). وجددت الصين تأييدها لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة وحقه فى اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وتقرير المصير. ونقلت الاذاعة الفلسطينية عن نائب مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بوزارة الخارجية الصينية وو تشوان هوا ان موقف بلاده ازاء القضية الفلسطينية ثابت باعتبار هذه القضية تشكل لب الصراع فى الشرق الاوسط مشددا على وجوب الالتزام بقرارات الشرعية الدولية بهذا الشأن. واعلن المسئول الصيني رفض بلاده لاية اجراءات احادية الجانب من شأنها ان تعرقل المفاوضات الجارية للتوصل الى اتفاق سياسي دائم. واشاد مسئول التخطيط والتعاون الدولي فى السلطة الفلسطينية الدكتور نبيل شعث بالعلاقات التاريخية التي تربط الصين والفلسطينيين منذ اربعة عقود مشيرا الى ان الجانبين تبادلا السفراء كاملي الاعتماد فى اطار تعزيز هذه العلاقات. وقام عرفات بعدة زيارات للصين استقبل خلالها كرئيس دولة حتى قبل اطلاق اعلان الدولة الفلسطينية. واكد شعث فى حديث للاذاعة الفلسطينية امس ثبات الموقف السياسي الصيني الداعم للحقوق الوطنية الفلسطينية فى الاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية. وقال ان دعم بكين للنضال الفلسطيني كان دائما مميزا. ووصف شعث زيارة زيمين للاراضي الفلسطينية بأنها مهمة وتأتي بعد زيارة طويلة قام بها لاسرائيل تميزت بتصعيد وتيرة التعاون بين تل ابيب وبكين. واوضح المسئول الفلسطيني ان الصين اعترفت بفلسطين كدولة كاملة الاستقلال مشيرا الى انها ستكرر اعترافها عندما تعلن الدولة الفلسطينية على الارض. واشاد مدير دائرة آسيا والشئون الاسلامية بوزارة التخطيط والتعاون الدولي الفلسطينية الدكتور جبر ابو النجا بالعلاقات الاقتصادية والمساعدات الصينية للسلطة الفلسطينية. وقال ان الصين تساهم فى اقامة عدة مشاريع فلسطينية يجري تنفيذها منها مشروع مركز الطب الصيني فى غزة ومشروع رياض اطفال ومبنى لكلية الحقوق تابع لجامعة الازهر. كما ستقدم الصين للشرطة الفلسطينية مختبرا للطب الجنائي اضافة الى مبنى لمستشفى فى مدينة قلقيلية بسعة 120 سريرا. وقلد عرفات زيمين قلادة (بيت لحم 2000) . وبعد انتهاء زيارته لاسرائيل والمناطق الفلسطينية في الثامن عشر من إبريل الحالي, سيتوجه جيانج إلى تركيا ومنها إلى اليونان وجنوب أفريقيا قبل العودة إلى بكين. الوكالات