صدام يدعو الاكراد للحوار وطرد «الجواسيس»، «الديمقراطي» الكردستاني يرفض أي محادثات خارج الرعاية الدولية

دعا الرئيس العراقي صدام حسين الاكراد العراقيين إلى طرد الاجانب «والجواسيس» من منطقة كردستان للحكم الذاتي في شمال العراق والى إجراء حوار مع الحكومة المركزية في بغداد، مؤكدا على مقدرة القيادة العراقية على استرجاع السيطرة على كردستان. جاءت ملاحظات الرئيس العراقي، التي رفضها على الفور الحزب الديمقراطي الكردستاني في احتفال بثته قناة العراق الفضائية حضره كبار مساعديه من أعضاء مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية لحزب البعث الحاكم جرى فيه تقليده «وشاح الجهاد وترس الجهاد لتحرير فلسطين وتاجها القدس» من قبل المجلس التشريعي لمنطقة كردستان للحكم الذاتي. وقال صدام أن القيادة العراقية آثرت إبقاء الوضع على ما هو عليه الان خارج السيطرة المركزية «كي ينضج موقف واحد وفكر واحد يصلح للعراقيين .. ويلتزمون به على مدى الزمن القادم مثلما التزموا بوحدتهم عبر آلاف السنين». وتساءل الرئيس العراقي «لماذا ترك الوضع على ما هو عليه حتى الان من قبل القيادة؟ هل لانها عاجزة عن تصحيح أمر ترى بأنه الافضل أم لاسباب أخرى؟ الجواب لاسباب أخرى». وقال صدام «لقد أردنا في ما يتعلق بشعبنا في منطقة كردستان للحكم الذاتي أن يتعامل مع الاحداث والظروف تعاملا تفصيليا، حسنها وسيئها، لكي يستقر بعده على قناعة اختياره الحقيقية، ونحن نفهم أن اختياره لا يمكن أن يكون إلا اختيارا وطنيا عراقيا أصيلا». وأضاف «الاساس أن تنشأ قناعات خيرة صميمة عند الخيرين الوطنيين المسيسين تحت أي عنوان كان والاهم عند شعبنا كاملا وبعد ذلك الحل هو الذي سيهدي الناس إليه، ليس هنالك مستحيل، بعد الاتكال على الله، أمام قيادتكم وأمام شعبكم، ولكن نريد أي حل بأقل ما يمكن من الخسائر». وكانت الحكومة المركزية العراقية قد فقدت السيطرة على منطقة كردستان العراقية كإحدى نتائج حرب الخليج الثانية التي خاضها تحالف عسكري دولي بزعامة الولايات المتحدة وانتهت في أواخر فبراير عام 1991 بإخراج القوات العراقية من الكويت بعد احتلال دام سبعة شهور. وتسيطر على الاوضاع في شمال العراق الان ميليشيات كردية متنافسة بإشراف قوات التحالف. ودعا صدام الاكراد العراقيين من خلال أعضاء المجلس التشريعي الكردي الموالي للعراق إلى طرد الاجانب «والجواسيس» من الاقليم وإجراء حوار مع بغداد «توطئة لعودة الامور إلى نصابها»، في إشارة واضحة إلى عودة تمتع كردستان بالحكم الذاتي في نطاق الدولة العراقية. وقال «قولوا لهم عندما تنضح قناعتكم بأنكم أصبحتم مهيأين وأن من تعتقدون أنه يمثلكم أصبح مهيأ ليتحاور كشعب واحد وليس شعبين وفريق واحد وليس فريقين، لنصل إلى ما ينبغي أن يكون أفضل، نحن على استعداد، وعندما نعجز عن إمكانية هذا فلكل حادث حديث». وأضاف «ليس خطأ وليس تحريضا وليس خروجا عن العادة أن نقول على كل كردي شريف أن يطرد كل أجنبي يراه من منطقة الحكم الذاتي». وأظهرت قناة العراق الفضائية الترس والوشاح وبه صورة نبوخذ نصر على متن عربة حربية «يقود الاسرى اليهود إلى بابل» وأخرى لصلاح الدين الايوبي محرر القدس ونجمة «ثمانية» وشعار الشعب العراقي شعب واحد، عربه وكرده ومقولة شهيرة لصدام يتعهد فيها بتحرير «فلسطين من البحر إلى النهر». وكرر المجلس التشريعي لمنطقة كردستان للحكم الذاتي منح صدام هذا الوشاح لانه القادر على تحرير فلسطين من النهر إلى البحر «من الصهاينة..» من جانبه أكد رئيس المجلس بهاء الدين أحمد فرج على وحدة العراق «عربه وكرده» معربا عن أمله في تحرير «كامل التراب الفلسطيني».وإظهارا لوحدة شعب العراق الواحد ذكر صدام الحاضرين بقراره في بداية حرب الخليج الثانية الخاص بمرابطة ألوية كاملة من الاكراد لحماية المراكز الاستراتيجية في بغداد. وقال صدام «اخترت لواء كله من الاكراد حتى يحمي القصر الجمهوري ولواء آخر ليحمي المجلس الوطني، القصرين الرئيسيين، لواءي مشاة كلهم من الاكراد» وأضاف «نتحاور كشعب واحد وليس شعبين .. البصرة كردية مثلما السليمانية شيعية، لا بديل عن الشعب الواحد..». وبعد ساعات من خطاب صدام رفض مسئول عراقي كردي عرض الرئيس العراقي باجراء حوار مع الادارة الكردية الانفصالية في شمال العراق قائلا ان اي محادثات يجب ان تجرى تحت رعاية الامم المتحدة. وقال مسئول من الحزب الديمقراطي الكردستاني في انقرة «يستحيل ان نكون مستعدين لزيارة صدام دون وجود كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة، صدام حر فيما يقوله وما يريده ولكن ليس لدينا رد على دعوته». والحزب الديمقراطي الكردستاني ومنافسه الاتحاد الوطني الكردستاني يسيطران على المنطقة الجبلية بشمال العراق منذ عام 1992.وتوحد الحزبان مع احزاب عراقية معارضة وتعهدوا بالاطاحة بنظام صدام.وتقوم طائرات امريكية وبريطانية بدوريات فوق منطقة الحظر الجوي في شمال العراق من قاعدة جوية في جنوب تركيا. الوكالات

الأكثر مشاركة