افتتح الرئيس المصري حسني مبارك أمس اول جسر معلق في منطقة الشرق الاوسط يربط بين قارتي أفريقيا وآسيا ضمن منظومة من المشروعات التي تستهدف تنمية شبه جزيرة سيناء. ويأتي (كوبري مبارك السلام) القريب من مدينة الاسماعيلية الى جانب جسر خاص بخط السكك الحديدية الى سيناء للتغلب على واحدة من أهم معوقات التنمية في شبه الجزيرة. وكانت مصر قد بدأت شق قناة لتوصيل مياه النيل الى مناطق في شمال ووسط سيناء للزراعة واقامة تجمعات عمرانية كبيرة. ويرتفع الجسر المؤلف من اربع حارات نحو 70 مترا فوق قناة السويس للسماح بحرية مرور السفن في القناة. وقال مسؤولون مصريون ان الجسر الذي استغرق بناؤه اربع سنوات تكلف نحو 670 مليون جنيه ساهمت اليابان بحوالي 60 في المئة منها بمنحة. وقامت شركات يابانية ببناء الجزء المعلق الذي يصل طوله بين ضفتي القناة الى 730 مترا.ويستوعب الجسر عبور 50 ألف سيارة يوميا. ويمثل الجسر ثاني وسيلة رئيسية لعبور القناة الان بعد نفق احمد حمدي الذي شق قبل سنوات في جنوب القناة ويستوعب نحو 20 الف سيارة يوميا. وقالت صحيفة الاهرام اليومية ان مشروع جسر الفردان للسكك الحديدية والمرحلة الاولى من الخط الحديدي بين الفردان شمالي الاسماعيلية وبين رفح في اقصى شمال شرق سيناء تكلف 1.5 مليار جنيه. وتتكامل مشروعات النقل مع مشروع الري في سيناء ومشروع اخر في توشكى في استراتيجية الحكومة الرامية الى تخفيف الضغط السكاني عن الوادي والدلتا حيث يعيش نحو 95 في المئة من السكان البالغ عددهم 67 مليون نسمة. وقال وزير النقل والمواصلات ابراهيم الدميري في حفل الافتتاح ان هذه المشروعات «ستغير الحياة على الجانبين حيث يبدأ السكان الجدد في هذه المنطقة في استغلال مواردها الطبيعية التي ظل في انتظارها جيل جديد من المصريين». واضاف قائلا ان المشروعات «تتيح زيادة السكان في سيناء لتصل الى 3.2 ملايين نسمة في سنة الهدف (2017)». وتظهر احصاءات رسمية ان عدد السكان حاليا يصل الى 340 الف نسمة.وقال محللون ان مصر تهدف ايضا من تنمية سيناء الى ملء الفراغ بينها وبين اسرائيل بتجمعات سكانية كبيرة. ووصف ريوتارو هاشيموتو رئيس الوزراء الياباني السابق الجسر بأنه ثمرة للعمل المشترك بين البلدين وعلامة مهمة في علاقات الصداقة. وقام مبارك خلال الحفل بمنح المهندس سليمان متولي وزير النقل والمواصلات السابق وسام النيل تقديراً لجهوده في هذا المجال. رويترز ـ أ.ش.أ