تحول قطار ركاب الصعيد في رحلة العيد إلى مقبرة جماعية لأكثر من 350 راكباً كانوا يأملون في قضاء عطلة عيد الأضحى مع عائلاتهم، عندما احترقت بهم سبع عربات مكدسة بالركاب المتجهة من القاهرة إلى الأقصر، وفاقم من حجم الكارثة الأسوأ في تاريخ حوادث القطارات عدم توقف سائقه الى ان احترقت العربات السبعة، على مسافة تسعة كيلو مترات بالقرب من العياط قبل أن يفصل العربات التسع الأخرى ويكمل رحلته حتى اسيوط، ونشب الحريق داخل القطار بسبب استخدام اسطوانات البوتاجاز لتسخين أطعمة الركاب واعداد المشروبات الساخنة. وانتقل الى مكان الحادث ظهر أمس في قرية البرغوتي الدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل والمواصلات ابراهيم الدميري لمتابعة استخراج الجثث والاطمئنان على المصابين في المستشفيات. وفي مشاهد مأساوية للكارثة التي وقعت الساعة الواحدة قبل فجر أمس الأربعاء ألقى العشرات من الركاب بأنفسهم مشتعلين هربا من النيران والقطار يسير بسرعة مئة كيلو متر في الساعة، حيث لقى بعضهم مصرعه، وأصيب البعض الآخر بكسور متفرقة بينما حاصرت النيران البعض من الركاب داخل عربات القطار السبع، حيث تفحمت جثثهم تماما، وتدلت الجماجم من نوافذ القطار. تبين أن سبب الحريق جاء بانفجار موقد بوتاجاز يستخدمه بعض الباعة الجائلين داخل القطار في اعداد المشروبات الساخنة، وتبين أن عشرة مواقد غاز انفجرت، وساعدت سرعة الرياح والكراسي الخشبية بالقطار على امتداد الحريق، وسرعة انتشاره وتم استخراج 237 جثة حتى الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح أمس الأربعاء وانقاذ 74 مصابا تم نقلهم الى مستشفيات العياط والبدرشين والحوامدية، وانتقل الى مكان الحادث الدكتور اسماعيل سلام وزير الصحة الذي أعلن حالة الطوارئ بجميع المستشفيات في محافظة الجيزة، وقال: إن القطار بدأت النيران فيه من منطقة كفر عمار في مركز العياط التابع لمحافظة الجيزة، وسار القطار مشتعلا لمسافة 9 كم حتى تم ايقافه في قرية البرغوتي بالعياط، وتم فصل 9 عربات منه قبل امتداد النيران اليها وأمرت النيابة بالتحفظ على المواقد التي تم استخراجها من القطار، وتعطلت حركة القطارات المتجهة الى محافظات الصعيد. كما انتقل الى موقع حادث احتراق قطار الصعيد فريق من نيابة العياط ضم كلاً من أشرف خلاف مدير نيابة العياط وعلي لبيب والريدي فايز وكيل النيابة لمعاينة القطار والجثث المتفحمة على الطبيعة. وعثرت النيابة على عدد من مواقد الكيروسين التي كان يستخدمها الباعة الجائلون في القطاع لاعداد المشروبات الساخنة للركاب. على صعيد متصل سارع أكثر من 20 نائبا من نواب الصعيد في مقدمتهم أحمد أبوحجي وأبوالنجا المحرزي وناريمان الدرمللي الى تقديم بيانات عاجلة وأسئلة وطلبات احاطة الى الدكتور عاطف عبيد رئيس الحكومة المصرية والدكتور ابراهيم الدميري وزير النقل عن الحادث في الوقت الذي خيمت فيه أجواء الحزن أمس داخل أروقة البرلمان على الضحايا. في الوقت نفسه اتشحت العديد من محافظات الصعيد بالسواد قبل بدء عيد الأضحى المبارك ب24 ساعة وانقلبت أفراح عائلات الصعيد الى أحزان وهرع العديد من أبناء العائلات الى موقع الضحايا لاستطلاع الموقف والاطمئنان على أقاربهم من الناجين والذين كانوا يستقلون القطار المشئوم.