شنت القوات الاسرائيلية المعززة بالمروحيات وطائرات إف 16 والدبابات والمدفعية هجوماً وحشياً لا مثيل له في تاريخ أشد الحروب بربرية، وقصفت بالصواريخ والقذائف، مخيم جنين الباسل الذي فضح عجز جنود الاحتلال، بعد أن نجحت المقاومة للمرة الثانية وفي أقل من 24 ساعة من قتل وجرح 12 من الوحدات الخاصة في كمين جديد للموت وأسرت عسكريين ليلاً. وعربدت قوات الاحتلال في هجومها الوحشي وحفرت مقابر جماعية للتغطية على مذابحها، ونقلت جثث الباقين لمكان مجهول ونفذت اعدامات للمدنيين. فقد شنت المروحيات الاسرائيلية الليلة قبل الماضية هجوما عنيفا بعشرات الصواريخ وقذائف الدبابات الحارقة لتهديم واحراق ما تبقى من المخيم بعد ان سوت القذائف والجرافات الجزء الاعظم من المخيم بالارض وقد اشتعلت النيران فى المخيم وارتفعت السنة اللهب والدخان فى سماء المخيم. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال هددت بهدم مبنى يضم ستين مواطنا من الاطفال والنساء والشيوخ فيما تواصل الجرافات تجريف المخيم. واعترف قائد الضفة الجنرال اسحق ايتان انه دفع بأفضل قواته للمخيم ولكن لم تحسم الموقف وتكبدت خسائر فادحة لكنه يبدو ان ال24 ساعة المقبلة ستكون حاسمة. وقصفت طائرات اسرائيلية من طراز اف 16 مخيم جنين بعد ظهر أمس وقد دمرت احدى القذائف التى اسقطتها احد المنازل تدميرا كاملا. وذكرت الفضائية الفلسطينية ان الوضع خطير فى مخيم جنين حيث تحاصر القوات الاسرائيلية عددا من المقاتلين الفلسطينيين كما تقوم فى الوقت نفسه بحملة اعدامات وحشية بحق المواطنين فى وسط ساحة المخيم الرئيسية بعد ان استمرت طيلة الساعات الماضية بتدمير وتجريف المخيم عن بكرة ابيه. واضافت الفضائية ان خمسة عشر الف مواطن فى المخيم اجبروا جميعا على الخروج من مخيم جنين نهائيا فيما تقوم خمسين جرافة اسرائيلية بتدمير جميع منازل المخيم وتشاهد جثث مئات الشهداء فى الشوارع ولايسمح لسيارات الصليب الاحمر بالدخول من اجل انقاذ الجرحى واسعاف المصابين ونقل جثث الشهداء من الشوارع. وقد اخلى مخيم جنين بالكامل من مكانه وسط اوضاع ماساوية تتمثل فى عدم توفر الماء والكهرباء والحليب والادوية فيما تقوم العائلات بالبحث عن ابنائها الذين هم يبحثون بدورهم عن امهاتهم. وقال الناطق بلسان القيادة الفلسطينية ان وزير الدفاع ورئيس الأركان الاسرائيليين بنيامين بن اليعازر وشاؤول موفاز يشرفان على عملية القصف التي توالت ضد مخيم جنين بمختلف الأسلحة. وأشار الى انهما يدفعان بأعداد هائلة من الدبابات والجرافات العسكرية الاسرائيلية الاحتلالية بهدف القضاء على صمود المخيم ومقاومته باستخدام الطائرات وقذائف حارقة لاشعال النيران فيه. وأكد مقاتل فلسطيني من مخيم جنين ان رجال المقاومة تمكنوا من أسر عسكريين اسرائيليين أصيبوا بجروح في معارك بالمخيم. وفي عملية جديدة أمس للمقاومة الباسلة قتل جندي وأصيب 12 آخرون. وأعلنت مصادر أمنية وطبية أسرائيلية عن مقتل جندى أسرائيلى وجرح 12 اخرين فى مخيم جنين في مواجهات ضارية مع المدافعين عن المخيم فى الساعات القليلة الماضية. وذكر ناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلى ان الخسائر الاخيرة رفعت الى 14عدد القتلى فى صفوف القوات المهاجمة فى الساعات ال24 الماضية. وقال الناطق ان المواجهات مستمرة فى مخيم جنين حيث تدور معارك بين المقاتلين الفلسطينيين المدافعين عن المخيم والجيش الاسرائيلي. وقالت الاذاعة العبرية ان الجندى القتيل من لواء جولانى الذى يضم نخبة القوات الخاصة والذى عمل فى جنوب لبنان على مدى حوالى عشر سنوات. وأشارت الى ان 12 ضابطا وجنديا أصيبوا بجروح خلال المواجهات التى جرت خلال الليلة الماضية وفى كمائن أعدها المقاومون الفلسطينيون. وكان 13 ضابطا وجنديا أسرائيليا قتلوا فى المخيم أمس الأول فى كمين آخر. واعترفت اسرائيل حتى الآن بمقتل 23 عسكريا فى المواجهات داخل المخيم منذ بدء عملية اقتحامه الاسبوع الماضى فيما لم يعرف بعد عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بسبب منع قوات الاحتلال عمليات الاسعاف وان قدرت مصادر فلسطينية عددهم بحوالى 200 شهيد غالبيتهم العظمى من المدنيين. الوكالات