أعلن نزار خزرجي الضابط العراقي الفار في الدنمارك أمس عن بدء تشكيل مجلس أعلى ل«الخلاص الوطني» يضم 14 عضواً في مقدمتهم عز الدين المجيد، ابن عم صدام حسين الرئيس العراقي ووفيق السامرائي المسئول السابق للمخابرات العسكرية العراقية، فيما رأى ناجي صبري وزير الخارجية العراقي ان اجتماع الفصائل الستة للمعارضة في واشنطن الشهر المقبل مجرد بيزنس علاقات عامة ودعاية مضادة يطلقها متآمرون بهدف الحاق الضرر بالعراق، ويعملون لحساب المخابرات الأميركية والبريطانية. وصرح مصدر قريب من الفريق الاول نزار خزرجي الذي لجأ الى الدنمارك لوكالة «فرانس برس» ان «مجلسا اعلى للخلاص الوطني سيشكل في الايام المقبلة في الدنمارك». واضاف المصدر في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة فرانس برس من دبي ان خزرجي ووفيق السامرائي المسئول السابق في الاستخبارات العسكرية العراقية الذي لجأ في 1997 الى لندن بين «الاعضاء ال24» الذين سيضمهم المجلس. وردا على سؤال لوكالة «فرانس برس» حول مشروع انشاء المجلس الاعلى للخلاص الوطني قال خزرجي انه «من المبكر الكلام عن تفاصيل في هذا الخصوص. وان كل شيء يصدر في حينه ويجب انتظار الايام المقبلة». ولم يشارك كل من خزرجي والسامرائي في الاجتماع الاخير الذي عقده في لندن ضباط سابقون وممثلون عن المعارضة العراقية في المنفى اعلنوا في 14 يوليو انشاء «مجلس عسكري» لاطاحة الرئيس صدام حسين وطلبوا من الجيش العراقي الانضمام الى جهودهم. واعقب تشكيل «المجلس العسكري» الاعلان الجمعة عن تأجيل انشاء «حكومة مؤقتة»، تتطلب بحسب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتخذ من لندن مقرا له، نقاشات معمقة داخل صفوف المعارضة. وتشهد المعارضة العراقية التي تضم تيارات مختلفة انشقاقات عميقة وتعجز عن تشكيل صف واحد لمواجهة الرئيس العراقي الذي تهدد الولايات المتحدة باطاحته. وصرح خزرجي لوكالة «فرانس برس» ان «العراقيين هم القادرون على احداث تغيير (النظام) في العراق». واضاف خزرجي الذي اعتبرته وسائل الاعلام الغربية انه الخلف المحتمل للرئيس العراقي «نحن موقفنا واضح. اننا مع اي عمل عراقي وطني. ان العراقيين هم القادرون على احداث التغيير. ان اي تغيير يجب ان يكون وطنيا». وكان خزرجي (63 عاما) دعا في 1996 من الاردن الذي غادره في 1999 لأسباب امنية الى اطاحة الرئيس العراقي. وتوجه لاحقا الى الدنمارك حيث طلب اللجوء السياسي في يونيو 1999 وحصل على «ترخيص اقامة» لأنه قد يتعرض لعقوبة الاعدام في العراق. الا ان لاجئين اكرادا في الدنمارك اتهموه بالوقوف وراء عمليات القصف بالاسلحة الكيميائية التي تعرضت لها قرى ومدن كردية في شمال العراق واوقعت خمسة آلاف قتيل. وفتحت الشرطة الدنماركية تحقيقا حول نشاطاته بين عامي 1986 و1990 للتحقق من هذه هذه الاتهامات التي نفاها خزرجي. وبحسب المصدر ذاته في اوساط الضابط السابق فإن «المجلس الاعلى للخلاص الوطني برئاسة الفريق الاول نزار خزرجي سيضم عناصر مؤثرة داخل السلطة الحاكمة». وذكر المصدر ان من بين هذه العناصر اللواء وفيق السامرائي وعز الدين المجيد ابن عم الرئيس صدام حسين الذي كان قد فر مع ابن عمه حسين كامل، وحامد علوان الجبوري من قبيلة نافذة عرفت بولائها سابقا الى الرئيس صدام حسين وبدورها في الحرب العراقية الايرانية شغل منصب وزير الاعلام سابقا ووزير الدولة للشئون الخارجية ورئيس مكتب الرئيس صدام حسين، وصلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة سابقا من مدينة تكريت التي يتحدر منها اغلب رموز السلطة العراقية، والدكتور عبدالحسين شعبان رجل القانون والشخصية السياسية الشيعية المعروفة ويشغل حاليا منصب رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان في بريطانيا وصفاء الفلكي العضو السابق في القيادة القطرية لحزب البعث وسفير العراق في هولندا سابقا. واختتم المصدر بالقول ان «العناصر ال24 ينتمون الى مناطق نفوذ مهمة عشائريا وجغرافيا. وسيكون هذا التجمع السياسي مؤثرا على مؤسسة الحكم وربما يشجع المقربين من صدام حسين على ارغامه على التنحي عن السلطة وبالتالي تجنيب العراق الضربة الاميركية المحتملة». من جانبه صرح ناجي صبري لوكالة أنباء «الاسوشيتدبرس» ان المؤتمر المعلن عقده في واشنطن الشهر المقبل ليس لمعارضين بل لعملاء لحساب المخابرات المركزية الأميركية والبريطانية. وقال صبري ان مؤتمر اغسطس مجرد «بيزنس» علاقات عامة ودعاية مضادة. وجاءت تصريحات صبري تعليقاً على دعوة ستة فصائل معارضة للاجتماع في واشنطن الشهر المقبل (أ.ب ـ أ.ف.ب)