في أكبر محاكمة شهدتها أوروبا حكم القضاء الاسباني بالسجن لسبع سنوات على مراسل قناة الجزيرة «تيسير علوني» بعد إدانته بتهمة التعاون مع تنظيم «القاعدة» وهو ما دفع أسرته إلى قرار الاستئناف، بينما حكم على زعيم «القاعدة» في اسبانيا عماد الدين بركات جرتس «أبو دحداح» بالسجن 27 عاماً.
ونددت قناة «الجزيرة الفضائية العربية بالحكم على مراسلها في اسبانيا تيسير علوني. ووجدت المحكمة العليا في علوني (50 عاماً) مذنباً بالتعاون مع مجموعة إرهابية لكنها برأته من عضوية «القاعدة».
وقال أحمد الشيخ رئيس تحرير الأخبار في «الجزيرة» في تصريح للقناة إنه يوم أسود في تاريخ القضاء الإسباني الذي انحرف عن جميع أعراف العدالة الدولية، وأضاف من مدريد حيث حضر صدور الحكم انه حكم يستند إلى أدلة عارضة في أحسن الحالات ويعد صدمة كبرى للقناة المقتنعة تماماً ببراءة علوني.
وقال الشيخ أن أسرة علوني ستستأنف الحكم وأنه ينبغي إطلاق سراحه بكفالة لأسباب صحية انتظاراً لجلسة أخرى.
وكان علوني السوري الأصل الذي يحمل الجنسية الاسبانية ذكر للمحكمة أنه سلم 4 آلاف دولار لياركاس لكنه قال انه كان يقدم خدمة لاحد معارفه. ونفى أي علاقة وثيقة مع ياركاس.
وجاء حكم المحكمة الوطنية الاسبانية مخففا بالنسبة لمطالب الاتهام الذي طالب في مطلع يوليو بانزال عقوبة قياسية «بأبو دحداح» السوري الأصل هي السجن 74 ألفاً و377 سنة بتهمة «التآمر الفعلي» في هذه الاعتداءات.
وحكم على متهم آخر كان يواجه العقوبة ذاتها وهو المغربي إدريس شبلي بالسجن ست سنوات بتهمة «الانتماء إلى القاعدة» فيما تمت تبرئة السوري غصوب الابرش غليوني.
كما حكم على مراسل قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية تيسير علوني الذي أجرى أول مقابلة مع أسامة بن لادن في افغانستان بعد الاعتداءات على الولايات المتحدة بالسجن سبع سنوات بتهمة الانتماء إلى تنظيم «القاعدة».
وتمت تبرئة ستة من المتهمين الـ 24 بالانتماء إلى خلية «القاعدة» في اسبانيا التي تم تفكيكها في خريف 2001 أو التعاون معها.
وصدرت هذه الأحكام في ختام أكبر محاكمة عرفتها أوروبا لمشتبه في صلتهم بـ «القاعدة» وجرت بين 22 ابريل و5 يوليو في مدريد وأحيطت بإجراءات أمنية متشددة.
وكانت النيابة العامة طالبت بالحكم على المتهمين الثلاثة الرئيسيين بالسجن 25 عاما عن كل من ضحايا الاعتداءات الـ 2973 إضافة إلى السجن 12 عاما للانتماء إلى القاعدة «برتبة قيادي» ما يوازي 74377 عاما.
غير أن المحكمة العامة رأت أن أبو دحداح وحده يمكن اعتباره مشاركا بصفة المتآمر في المسؤولية عن الاعتداءات على نيويورك وواوشنطن وبنسيلفانيا، وكان متهما خصوصا بالمشاركة في اجتماع عقد في يوليو 2001 في تاراغونا شمال شرق اسبانيا حيث يعتقد ان زعيم المجموعة الانتحارية المصري محمد عطا والعضو الآخر في القاعدة رمزي بن الشيبة وضعا اللمسات الأخيرة على اعتداءات 11 سبتمبر.
ولم تكن تبرئة السوري غصوب الابرش غليون الذي كان يواجه العقوبة القصوى مفاجأة كاملة وهو كان متهما بالمساهمة في التحضير للاعتداءات من خلال تصوير عدد من المواقع السياحية بينها برجا مركز التجارة العالمي خلال إجازة أمضاها في الولايات المتحدة عام 1997.
غير أن نوعية أفلامه الرديئة التي تم عرضها خلال المحاكمة كانت شهادة على براءته، كما اعترف رئيس الوحدة المركزية للاستخبارات الخارجية (جهاز التجسس الاسباني) رافاييل غوميث مينور بعدم وجود دليل على انه سلم هذه الأشرطة إلى «القاعدة».