البطش: الاغتيال ضربة قوية للمقاومة الفلسطينية

الآلاف يشيّعون جثمان أبو سمهدانة ويطالبون بردّ موجع في عمق إسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

شيّع آلاف الفلسطينيين أمس في رفح بجنوب قطاع غزة، جثمان الشهيد جمال ابو سمهدانة الملقب «أبو عطايا» المراقب العام في وزارة الداخلية الفلسطينية وقائد «لجان المقاومة الشعبية»، إلى جانب ثلاثة من رفاقه، مرددين هتافات مطالبة برد موجع في قلب إسرائيل، في حين أكد مسؤول الجهاد الإسلامي في فلسطين خالد البطش على أن العملية الاسرائيلية تعد ضربة قوية للمقاومة الفلسطينية متوعدا الاحتلال برد قاس.

وشارك آلاف الفلسطينيين في رفح جنوب قطاع غزة في تشييع الشهيد جمال ابو سمهدانة ورفاقه الثلاثة، وسار الفلسطينيون الذين قدّر مراسل وكالة «فرانس برس» عددهم بقرابة 20 ألفا من منزل ابو سمهدانة الى مقبرة الشهداء في رفح، وسار نحو ألف مسلح من الفصائل المختلفة في التشييع الذي شارك في جزء منه وزير الداخلية سعيد صيام.

وأوضح مدير مستشفى ابو يوسف النجار في رفح الطبيب علي موسى ان جمال ابو سمهدانة استشهد مع ثلاثة مقاومين آخرين في الغارة الاسرائيلية، كما أصيب اثنان آخران على الأقل، والشهداء الثلاثة هم نضال موسى من «سرايا القدس» ومحمد عسلية من كتائب «شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» واحمد ابو مرجان من «لجان المقاومة الشعبية».

وتوعدت لجان المقاومة «برد قاس على جريمة اغتيال قائدها العام»، وأكد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية ابو مجاهد «مقتل ابو سمهدانة الملقب بأبي عطايا وثلاثة من مساعديه في الغارة الجوية»، وأطلقت طائرات إسرائيلية أربعة صواريخ على الموقع التابع للجان المقاومة والذي كان تعرض في شهر ابريل الماضي لعملية قصف جوية إسرائيلية مماثلة استشهد فيها خمسة فلسطينيين في غرب رفح.

وتقيم لجان المقاومة احد مواقعها للتدريبات العسكرية على مساحة من الأرض داخل مستوطنة رفيح يام السابقة التي أخلاها المستوطنون الإسرائيليون في سبتمبر الماضي لدى الانسحاب من قطاع غزة.

وذكر شهود عيان ان مروحية هجومية على الأغلب هي «التي نفذت الغارة على الموقع»، في حين أكد ناطق باسم الجيش الإسرائيلي على أن «الهجوم استهدف مجموعة مسلحة تطلق بانتظام صواريخ باتجاه إسرائيل»، وأفادت مصادر أمنية إسرائيلية أخرى، ان أبو سمهدانة كان ضالعا أيضا في كمين استهدف موكبا دبلوماسيا أميركيا أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى العام 2003 في قطاع غزة.

وتجمع المئات من الفلسطينيين بينهم عشرات المسلحين أمام مبنى المستشفى وهم يرددون هتافات تندد بمقتل ابو سمهدانة وتدعو الى الثأر والانتقام، وردد هؤلاء الغاضبون الذين أطلق بعضهم الرصاص في الهواء «يا ابو عطايا يا حبيب الرد الرد في تل أبيب»، واصطف المئات لطبع قبلة على جبينه ومنهم من يراه لأول مرة، قبل أن يوضع في ثلاجة الموتى.

من جانبها، حملت الحكومة الفلسطينية إسرائيل مسؤولية تبعات عملية اغتيال أبو سمهدانة، وقال الناطق باسمها غازي حمد في بيان له وزّع على وسائل الإعلام بعد عملية الاغتيال مباشرة «تنعى الحكومة الفلسطينية إلى شعبنا المرابط الشهيد القائد البطل جمال أبو سمهدانة المراقب العام لوزارة الداخلية الفلسطينية والشهداء الإبطال الذين استشهدوا في القصف».

وأضاف «إن الحكومة تدين هذا العمل الإجرامي والنهج الدموي الذي تتبعه حكومة الاحتلال واستمرارها في عمليات القتل والاغتيال في الأراضي الفلسطينية وخصوصا في قطاع غزة».

وأوضح البيان «ان الحكومة الفلسطينية تؤكد أن الحكومة الاسرائيلية تتحمل تبعات هذه المجزرة البشعة وما يترتب عليها من ردود أفعال، وتعد هذه الجريمة استهدافاً لأحد مسؤولي الحكومة الفلسطينية مما يؤكد حالة الاستهداف الواضح والمقصود للحكومة ولكل أبناء شعبنا الفلسطيني».

من جهة أخرى، أكد القيادي البارز في حركة «الجهاد الإسلامي» في غزة خالد البطش في وقت مبكر من صباح أمس على أن «استهداف القائد العام لألوية( الناصر صلاح الدين) الجناح العسكري للجان (المقاومة الشعبية) جمال أبو سمهدانة يعد ضربة قوية للمقاومة في فلسطين».

وقال «إن استهداف القائد المجاهد أبو سمهدانة يعد ضربة قوية للمقاومة في فلسطين، وهو استمرار للعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني ويأتي في إطار التصعيد الصهيوني على شعبنا الأعزل»، وأضاف «إن العدو الصهيوني يتحمل المسؤولية الكاملة عن عملية الاغتيال، ويتحمل ردات الفعل من قبل المقاومة الفلسطينية».

وأوضح «أن استهداف القائد أبو عطايا سيدفع بالمقاومة للانتقام لدمائه الزكية مؤكدا أن استهدافه لن ينال من عزيمة المجاهدين الإبطال» وأدان البطش عملية الاغتيال، وقال «نحمل العدو الصهيوني تداعيات الرد عليها من قبل كافة عناصر المقاومة في فلسطين، ودماء (ابو عطايا) الزكية تدفع المجاهدين للاستمرار في طريق المقاومة.

والتي صار فيه القادة خالد الدحدوح و مقلد حميد ومحمد الشيخ خليل وعماد عقل ويحيى عياش» إلى ذلك، أكد مصدر مسؤول في كتائب «سرايا القدس» التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي» على أن «ابو سمهدانة الذي اغتيل عندما كان يقوم بتوديع مقاومين في السرايا قبل انطلاقهم للقيام بعملية عسكرية».

من جانبه، أدان رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عملية اغتيال القائد العام للجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية بقطاع غزة جمال ابو سمهدانة ووصفها بالنكراء.

وقال في تصريحات للصحافيين تعقيباً على عملية الاغتيال «ان هذه الجريمة ستزيد من حالة العنف والتطرف في المنطقة ولن توفر الأمن والاستقرار لأحد»، وأضاف « من الضروري تعزيز الوحدة الوطنية والنظر بجدية إلى ما قدمه لنا أسرانا الأبطال واعتبار وثيقتهم الركيزة الأساسية لمقاومة الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية كونها أكدت على البرنامج السياسي الموحد لشعبنا والمستند إلى إزاحة الاحتلال».

Email