شكلت إيران وسوريا لجنة مشتركة للتحقيق في اغتيال عماد مغنية احد كبار قادة حزب الله الأمنيين يوم الثلاثاء الماضي في تفجير سيارته في العاصمة السورية، فيما توعدت دمشق بالرد على عقوبات واشنطن بقضايا تعويضات لضحايا الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو 2006.

ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إلى وكيل وزارة الخارجية الإيرانية علي رضا شيخ عطار إن قرار تشكيل لجنة إيرانية سورية مشتركة للتحقيق اتخذ خلال المباحثات بين وزير الخارجية منوشهر متقي والمسؤولين السوريين.

وقال شيخ عطار، قبل خطبة الجمعة في طهران، إن هذه الهيئة ستدرس جذور وأبعاد اغتيال مغنية للكشف عن مرتكبي «العمل الإجرامي». ونقلت قناة «برس.تي.في» الإخبارية الإيرانية عنه قوله إن فريق التحقيق الإيراني السوري سوف يواصل مهامه إلى أن يتم التوصل إلى الكشف عن«المتورطين في هذه الجريمة ومن وراءهم».

وعلى صلة، ذكرت مصادر في بيروت أن فريقا من حزب الله توجه إلى دمشق للوقوف على سير التحقيق في اغتيال مغنية. من جانبه، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن سوريا «ستثبت بالدليل القاطع» من كان وراء اغتيال مغنية.

وأضاف المعلم قائلا للصحافيين بعد اجتماع مع متقي: «نحن كدولة سوف نثبت بالدليل القاطع الجهة المتورطة في هذه الجريمة ومن يقف وراءها. الأجهزة الأمنية السورية تواصل عمليات التحقيق في تلك الجريمة الإرهابية». وأعرب عن أمله «في أن يسمع الجميع قريبا نتائج هذا الجهد».

وردا على سؤال هل قتل مغنية في تفجير في حي بالعاصمة السورية يعج بقوات الأمن قد يقوض فرص السلام مع إسرائيل بقوله «من اغتال عماد مغنية اغتال أي جهد للسلام»، مشدداً على أن «من يريد السلام لا يرتكب الإرهاب ومن يريد السلام لا يحاصر غزة وهناك مليون ونصف مليون فلسطيني يحتاجون إلى أبسط الأشياء في حياتهم اليومية».

وامتنع المعلم عن القول هل اعتقلت السلطات السورية أي شخص في ما يتصل بالهجوم أو هل حدث اختراق في أجهزة الأمن السورية. وقال إنه لا يمكنه أن يدلي بتعقيب حفاظا على سرية التحقيقات. وردا على العقوبات الأميركية قال المعلم إنها «ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها الولايات المتحدة إجراءات ضد سوريا، لكننا في هذه المرة سنعاقب الولايات المتحدة».

وشدد المعلم على أن «هناك العشرات من المواطنين السوريين الذين راحوا ضحايا خلال الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان، سيرفع أهلهم دعاوى لمقاضاة الولايات المتحدة، حيث استخدمت إسرائيل السلاح الأميركي في قتلهم». ونفى الوزير السوري وجود صلة بين مقتل مغنية ومقتل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري إلا من حيث التوقيت.

دمشق ـ «البيان» والوكالات