طائرات النظام تقصف أحياء المعارضة .. و100 دبابة لخوض «المعركة الكبرى»

الجيش الحر يصد أولى هجمات النظام على حلب

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت مدينة حلب أمس بدء المعركة الكبرى بين الجيش الحر والقوات الموالية للنظام، التي بدأت هجوماً كبيراً على المدينة، واستخدم الطيران المروحي والدبابات وسط معارك عنيفة، فيما قال الجيش الحر إنه صد هجومين للقوات النظامية في المدينة ودمر عددا من الدبابات المتجهة إلى أحد الأحياء، والتي يبلغ عددها 100 دبابة، في وقت بلغ عدد القتلى نحو 70 شخصاً سقطوا في العمليات العسكرية للنظام.

وشهد حي صلاح الدين في مدينة حلب معارك عنيفة مع الفجر، حيث اشتعلت النيران في اربعة مبان، في وقت تمركز الجيش الحر في الشوارع وبعض الأبنية خلال تصديهم للهجوم.

 وافاد مراسل فرانس برس في المدينة ان الهجوم «بدأ الساعة الرابعة فجرا. وبعد ثماني ساعات لا يزال القصف واطلاق النار غزيرا. هذا جنون». واضاف ان اربع طائرات مروحية كانت تطلق الصواريخ ونيران رشاشاتها، مع سقوط قذائف المدفعية والدبابات، على الحي المحاصر من كافة الجهات.

صد هجومين

من جانبه، افاد قائد المجلس العسكري للجيش السوري الحر في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي وكالة «فرانس برس» ان «جيش النظام حاول الهجوم على صلاح الدين، لكن الحمدلله؛ إن ابطال الجيش الحر صدوا الهجوم ودمروا ثماني آليات ومدرعات». واشار العكيدي إلى «وجود نحو 100 دبابة لجيش النظام خارج صلاح الدين تم استقدامها من الجهة الغربية».

واكد ان معركة حلب «ستكون قاسية لغياب التكافؤ، لكن لدينا ثقة بالله ولدينا التصميم». كذلك تصدى الجيش الحر لهجوم شنته القوات النظامية على حي الحمدانية، حيث كان يتواجد مراسل «فرانس برس».

وعلى الطريق شوهدت ثلاث دبابات وآليتان مدرعتان للقوات النظامية دمرها المعارضون، بالإضافة الى جثث خمسة او ستة من القوات النظامية، مقابل اربعة من المنشقين.وافادت معلومات جمعها مراسل «فرانس برس» ان المنشقين لم يشنوا اي هجوم كبير منذ يومين بهدف الإبقاء على ذخائرهم من القذائف المضادة للدروع (آر بي جي).

أعنف الاشتباكات

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن بعد اعلان بدء الهجوم على حلب، ان «اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة احياء» في المدينة. واشار الى استقدام القوات الموالية للرئيس بشار الأسد «تعزيزات عسكرية الى حي صلاح الدين» الذي يضم العدد الأكبر من الثوار.

وتحدث عن «طائرات حوامة تشارك في الاشتباكات على مداخل الحي الذي يتعرض للقصف»، مشيرا الى «مشاهدة دبابات في حي سيف الدولة واشتباكات عنيفة على مداخل حي الصاخور واحياء اخرى». واشار الى «سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح».

وفي أحد الاحياء جنوب غرب مدينة حلب، اظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت مقاتلين معارضين، وقد ثبتوا مدفعا رشاشا على شاحنة صغيرة حمراء اللون، رشت على جانبها عبارة «لواء التوحيد»، حيث كانوا يطلقون النيران بشكل كثيف باتجاه الطائرات المروحية، وسط صيحات تكبير اطلقها مقاتلون محتشدون الى جنب الطريق.وفي فيديو آخر، تظهر بناية تحترق وتسمع اصوات اطلاق نار بالتزامن مع سماع صوت المؤذن يتلو آيات قرآنية من جامع قريب.

وافاد عامر، وهو ناطق باسم ناشطين في حلب، ان «آلاف الناس خرجوا الى الشوارع هربا من القصف، وهم في حالة ذعر من قصف المروحيات التي كانت تحلق على علو منخفض».

ولفت الى ان «عددا كبيرا من المدنيين لجأوا الى الحدائق العامة، ومعظمهم احتمى في المدارس»، موضحا ان هؤلاء «لا يمكنهم مغادرة المنطقة، كما انه لم يتبق لهم اي مكان آمن في سوريا». واعتبرت دمشق وحلب حتى وقت قريب من الأماكن الآمنة في سوريا.

معارك المحافظات

وفي حين تتركز الأنظار على حلب، وردت انباء عن وقوع قتال في بلدات في انحاء سوريا، حيث سقط نحو 70 قتيلاً، منهم أكثر من 20 في حلب. وقال المرصد ان ما لا يقل عن عشرة اشخاص قتلوا عندما اقتحمت قوات الأمن معضمية الشام قرب دمشق. واشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى ان حي كفرسوسة يشهد «حملة دهم واعتقالات في منطقة القاري من قبل قوات الأمن والشبيحة».

وفي حمص، قال المرصد ان احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية بحسب المرصد، الذي اشار الى اشتباكات في مدينة دير الزور، حيث يتعرض حيا الحميدية والشيخ ياسين للقصف. وأفادت تقارير بوقوع مجزرة عندما استهدفت القوات الموالية للنظامية حافلة تقل نازحين في دير الزور ، مما أسفر عن مقتل 20 على الأقل.

 

القصف العشوائي يجبر المدنيين على النزوح غرباً

 

يتوافد سوريون هاربون من حلب، مكدسون في حافلة صغيرة او في عربة تجرها سيارة او في سيارات، ويتحدث الرجال بصوت خافت والى جانبهم نساء واطفال مرعوبون، وليس على لسانهم سوى كلمة واحدة: القصف.وعلى مدخل مدينة الأتارب التي غمرها الغبار على مسافة 30 كيلومترا غرب حلب، يصل النازحون بدون انقطاع منذ الجمعة، مرعوبين من هجوم وشيك يشنه الجيش السوري.

وقال احد المقاتلين وهو يتحقق من هوية الوافدين بحثا عن شرطيين محتملين او عسكريين او عناصر الشبيحة ان «اكثر من ثلاثة آلاف لاجئ عبروا» الجمعة، «لكن النزوح لم ينقطع منذ هذا الصباح، فر اكثر من الف مدني من هذا الطريق».

ودفعت شدة القصف بالآلاف من سكان حلب، المركز الاقتصادي للبلاد، الى الطرقات هربا من المعارك، الى القرى التي يسيطر عليها الثوار، او الى الجانب الآخر من الحدود في تركيا.

وقال رجل وبقربه زوجته، التي ترتدي نقابا اسود وتحمل رضيعا: «اربعة ايام بدون ماء ولا كهرباء في السكري»، احد احياء جنوب حلب، واضاف: «كانت القذائف تسقط على منازلنا وعماراتنا كل دقيقتين او ثلاث».

توجهت العائلة الى محطة الحافلات وفرت من المدينة تحت القصف، وقال الرجل منفعلا: «رأيت الطائرات تقصف والقذائف تسقط»، وتحدث عن «صخب كبير واطفال يبكون» ثم رفض قول المزيد، والمقاتلون على عجلة والحافلة يجب ان تنطلق.

ويفتش الثوار كل السيارات ووثائق كل رجل يستطيع القتال، وقال احدهم: «نطارد الشبيحة»، موضحا ان لدى قيادته «قوائم بالأسماء». واضاف: «ننظر في اي حي يسكن اللاجئون ونتأكد مع القيادة»، واعتقل الثوار هذا الصباح شرطيا واقتادوه لاستجوابه. ويصل مقاتل من الجيش الحر الى الحاجز ويتبين انه قريب الشرطي الموقوف، ويؤكد الرجل ان قريبه «مجنون» ويجب اطلاق سراحه، لكنه يعود ادراجه خائبا.

 

20 ألف قتيل

 

حصدت اعمال العنف اكثر من 20 ألف قتيل في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 15 مارس 2011، بحسب ما افاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن. واوضح عبد الرحمن انه «حتى منتصف ليل 27 يوليو الجاري بلغ عدد القتلى في سوريا نتيجة الاحتجاجات 20028 قتيلا»، مشيرا الى ان بينهم «13978 مدنيا ومقاتلا معارضا، بالإضافة الى 968 منشقا، و5082 من القوات النظامية». أ ف ب

Email