استمرت معارك الكر والفر بين الجيشين، الحر والنظامي، في أحياء مدينة حلب السورية أمس للأسبوع الثالث، حيث أعلن المنشقون استعادة «مواقع استراتيجية» في حي صلاح الدين، مع تقهقر قوات الرئيس بشار الأسد عن حي الحمدانية، قبل ان ترتكب ما وصف بأنه «مذبحة خبز» باستهداف فرن آلي اصطف سوريون أمامه، ليلقى سبعة حتفهم بالقصف، في وقت عادت العاصمة دمشق للاشتعال مع تحول وسطها التجاري إلى ساحة حرب شهدتها أحياء الصالحية والشعلان والسبع بحرات والحمراء والمرجة.
وقال قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد التابع للجيش السوري الحر عبدالقادر الصالح، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» أمس، إن الجيش الحر «تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في حي صلاح الدين في حلب»، من دون أن يحدد هذه المواقع، مضيفاً القول: إن «هناك معارك ضارية لم تتوقف للحظة منذ 24 ساعة مع جيش النظام»، ومشيراً في الوقت ذاته إلى «قصف على كل أحياء حلب بالطيران». وأوضح الصالح أن معظم سكان أحياء حلب «نزحوا خصوصاً إلى مناطق في ريف المحافظة».
بدوره، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن حي السكري القريب من صلاح الدين تعرض إلى «قصف عنيف من القوات النظامية التي يعتقد انها تتحضر لتنفذ عملية عسكرية واسعة في الحي الذي يعتبر اهم معاقل الكتائب الثائرة في حلب»، مشيراً إلى سقوط قذائف على حي سيف الدولة المتاخم لصلاح الدين من جهة الشرق.
اجتماع ميداني
وفي السياق ذاته، ذكر الجيش الحر في حلب في بيان أن اجتماعاً موسعاً للقيادة الميدانية لكافة الكتائب المقاتلة في حلب وريفها عقد فجر أمس تم بحث كل القضايا والأمور العسكرية والميدانية ومناقشة آخر المستجدات في «معركة الفرقان»، وهي التسمية التي يطلقها عناصر لواء التوحيد التابع للمنشقين على عملياتهم في المدينة.
وأكد الاجتماع «التأهب والاستعداد للجزء الثاني من معركة الفرقان والاستعداد لمعركة الحسم الأخير وإعداد العدة لردة فعل قد يقدم عليها النظام بعد أن فقد السيطرة على اكثر من 70 في المئة من حلب». كما تم التأكيد على «الحفاظ على الهدف الأساسي لمعركة الفرقان ووضع الضوابط والقوانين لمنع أي تجاوزات قد ترتكب والتأكيد على مبدأ المحاسبة».
اشتباكات دمشق
وفي تطور لافت، عادت العاصمة دمشق الى تصدر المشهد الميداني باشتباكات عنيفة حولت وسطها التجاري الى ساحة حرب، وتحديدا احياء بوابة الصالحية والشعلان والسبع بحرات وجسر فكتوريا والمصرف المركزي، فيما تحدث الناشطون عن سماع انفجارات قوية في ساحة المحافظة والمرجة، حيث مقر وزارة الداخلية.
كما ذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان أن «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وجيش النظام في حي التضامن». وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى اطلاق نار كثيف يسمع في معظم حي جوبر.
ولفتت الهيئة إلى «حصول قصف مروحي على أحياء القدم ونهر عيشة والحجر الأسود، ترافق مع اشتباكات عنيفة على طريق دمشق- درعا الدولي». وأفاد المرصد السوري من جهته بـ«أصوات إطلاق نار وانفجارات في حي القابون».
وقال المرصد: إن قصفاً استهدف بلدة حرستا في ريف دمشق، فيما قتل ثلاثة سوريين بينهم طفل من جراء قصف بالدبابات على بلدة دير العصافير في ريف العاصمة، وآخران بينهما أمرأة في سقوط قذائف على الغوطة الشرقية. كما تعرضت مدينة التل منذ الصباح إلى «قصف عنيف مصدره القوات النظامية»، بحسب المرصد.
لاجئون
أعلنت اللجنة الحكومية العليا المكلفة الإشراف على عودة العراقيين من سوريا وإيواء اللاجئين السوريين في العراق عن مباشرتها بنقل دفعة أولى من اللاجئين السوريين ضمت 300 شخص الى مخيم أقيم حديثا في قضاء القائم غرب العراق. ونقلت شبكة الإعلام العراقية الحكومية عن وكيل وزارة الهجرة والمهاجرين سلام الخفاجي قوله: إنه «كان من المفترض أن تتم عملية نقل هذه الوجبة قبل يومين، ولكنها تأجلت إلى اليوم بسبب عدم وجود ممثل الأمم المتحدة». واضاف الخفاجي: «سيتم خلال اليومين القادمين نقل 1250 لاجئاً سورياً الى المخيم الجديد»
مذبحة الخبز
قتل سبعة أشخاص وجرح آخرون بعد سقوط قذيفة مدفعية على فرن في حي الشيخ سعيد في حلب صباح أمس. وذكر ناشطون أن القذيفة سقطت بالقرب من طابور للمواطنين الذين كانوا ينتظرون دورهم للحصول على الخبر الذي شحت كمياته بعد منع السلطات النظامية دخول المواد التموينية إلى المدينة.