استمراراً لتكتيك ضرب القدرة الجوية لقوات الرئيس السوري بشار الأسد، أعلن الجيش الحر أمس إسقاط طائرة ميغ 23 قرب إدلب، بالتوازي مع تأكيدهم سيطرتهم على مطار الحمدان العسكري في مدينة البوكمال قرب الحدود العراقية، في وقت لقي 19 مدنياً، بينهم سبعة أطفال، حتفهم بقصف هو الأعنف على مدينة حلب من قبل الجيش النظامي، الذي شن حملة دامية على ريف دمشق، لينتهي اليوم بمقتل أكثر من 120 في مختلف أنحاء سوريا.


وأفاد الجيش السوري الحر أمس بأنه أسقط مقاتلة من طراز ميغ23 تابعة لقوات النظام السوري قرب مطار أبوالضهور العسكري في محافظة ادلب شمال غربي سوريا.


وبث على موقع «يوتيوب» تسجيلا مصورا يحمل شعار: «كتيبة وألوية شهداء سوريا»، تظهر فيه عناصر مسلحة، يشير أحد أفرادها بالزي العسكري إلى حطام طائرة تحمل العلم السوري والرقم 2271. وقال المسؤول عن المجموعة في التسجيل إن الكتيبة تمكنت من إسقاط الطائرة الحربية في أبو الضهور، فيما ظهرت جثة رجل قرب الحطام بملابس طيار. وقال مقاتلو الجيش الحر إنهم أسقطوا الطائرة بنيران مدافع آلية كثيفة وهي تقلع مستخدمين مدافع آلية مضادة للطائرات عيار 14.5 ملليميترا. وأضافوا أن الكتيبة «حاصرت المطار».


مطار الحمدان
وبالتوازي، نقلت تقارير إعلامية عن ناشطين أن الجيش الحر اقتحم مطار الحمدان العسكري في مدينة البوكمال الواقعة في محافظة دير الزور قرب الحدود العراقية، دون ذكر المزيد.


وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ «اشتباكات عنيفة دارت داخل مطار الحمدان العسكري بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين سيطروا على اجزاء كبيرة من المطار». واضاف انه في دير الزور ايضا «دارت اشتباكات في محيط مفرزة الامن العسكري وحاجز الجسر اسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن ستة من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة كما سقط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية».
 

وضع حلب
ميدانياً أيضاً، قتل 19 شخصا بينهم سبعة اطفال على الاقل في قصف ليلي شنته قوات النظام على احياء يسيطر عليها الثوار في مدينة حلب.


وقال المرصد في بيان ان «تسعة شهداء سقطوا بينهم سبعة اطفال جراء القصف على احياء المرجة وهنانو وبعيدين، كما وردت انباء عن استشهاد عشرة مواطنين جراء القصف على حي بستان الباشا». واضاف ان القصف ادى ايضا الى «سقوط عدد كبير من الجرحى بعضهم بحالة خطرة».


من جهته، قال الناشط بسام الحلبي لوكالة الانباء الألمانية ان حلب «تحترق»، مضيفا أن القصف الحكومي للمناطق التي يسيطر عليها الثوار جرى منذ الساعات الاولى لصباح أمس.
وكان الجيش الحر اقتحم مقر «فرع المداهمة» الأمني في حي الميدان بحلب في وقت سابق.


ريف دمشق
إلى ذلك، أفاد المركز الاعلامي السوري أن مروحيات جيش النظام قصفت بلدتي يلدا وببيلا في ريف دمشق. كما أعلن أن الزبداني، في ريف دمشق، قصفت من سبعة مواقع لقوات بشار الأسد بحيث دمر ثلث منازلها.


وفي حي جوبر بدمشق، عثر على جثث تسعة أشخاص تم اعدامهم ميدانيا على يد قوات الاسد. كما تعرضت عدة بلدات بريف دمشق الجنوبي للقصف الذي طال ايضا حي التضامن في قلب دمشق الذي شهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة.


شقاء السوريين
اتهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الدول التي تزود «طرفي النزاع» الدائر في سوريا بالاسلحة بانها «تزيد شقاء».


وقال كي مون في كلمة امام الجمعية العمومية للامم المتحدة الليلة قبل الماضية ان «اولئك الذين يزودون بالسلاح ايا من الجانبين لا يساهمون الا في المزيد من الشقاء، وفي خطر الوصول الى نتائج لا يمكن توقعها مع اشتداد القتال واتساع رقعته». وأردف: «الصراع يحتدم. كلما طال أمده، زادت صعوبة احتوائه وصعوبة التوصل لحل سياسي وصعوبة إعادة بناء البلاد والاقتصاد».


وتساءل كي مون: «كم طفل سيحضر جنازة والديه وكم من الآباء سينتحبون في جنازات أطفالهم قبل اتفاق كل الأطراف على إنهاء العنف والدمار؟»، على حد وصفه.