تنظر محكمة «ميتز» - شمال شرقي فرنسا - أغرب قضية «تزييف واحتيال» في تاريخ المنطقة، ارتكبها شاب في منتصف العقد الرابع، إذ تخصص في تزوير الأوراق الشخصية الثبوتية له بأسماء متعددة، والزواج بعجائز فرنسيات والنصب عليهن والاستيلاء على أموالهن وممتلكاتهم قبل أن يلوذ بالفرار مختفياً إلى الأبد، والمفاجأة التي اكتشفتها نيابة «ميتز» أن المتهم الشاب أو «دنجوان ميتز» سبق أن تزوج بهذه الطريقة أكثر من 7 مرات، ووصل إجمالي المبالغ التي استولى عليها نحو 23 مليون يورو، بحسب بلاغات الضحايا.
وقال لوكاس فاران، محامي الضحية، «كوليت.س»: أواخر عام 2018، تزوجت موكلتي، البالغة من العمر 65 عاماً، بشاب يُدعى «ريفي. جركوف»، 34 عاماً، كان وسيماً وهادئاً ومحباً، كان حلو اللسان ساحر العبارات، بحسب ما أكدته كوليت في أقوالها أمام سلطات التحقيق، تعرفت إليه في «ميتز»، كان يرتاد المطعم نفسه الذي تعودت أن تتناول الغداء فيه، وذات مرة تقرب منها بطريقة «العاشق المحترف» أو «الدنجوان»، أخذ عقلها بشكله وأسلوبه، ولم يمضِ وقت طويل إلا وتزوجها رسمياً في نوفمبر 2018، وعاش معها في منزلها كعاشق ولهان، ينثر عبارات الغزل على مسامعها ليل نهار، حتى سحرها وسلب عقلها، ثم استولى على أرصدتها البنكية خلال شهرين فقط، بإجمالي أموال نقدية «760 ألف يورو»، ولاذ بالفرار، ما دفع موكلتي إلى الإبلاغ عنه، وكانت المفاجأة أن جميع أوراقه الثبوتية كانت مزيفة، ولا يوجد شخص يدعى ريفي جركوف. انطلقت الشرطة خلال الثمانية أشهر الماضية في مهمة الوصول إليه من أوصافه وصور الوثائق التي بحوزتها، لكن المحاولات باءت بالفشل، وبالمصادفة قرأت موكلتي قبل أسبوعين خبر القبض على شخص في مرسيليا في اتهام مشابه «تزييف أوراق ثبوتية وانتحال اسم مزيف، واستخدامها في الزواج من عجوز، 69 عاماً، والاستيلاء على ممتلكاتها البالغة مليوناً و100 ألف يورو» عام 2017، وبالبحث والاستفسار اتضح أنه زوجها ريفي، لكنه يحمل اسماً مختلفاً.
7 ضحايا
وأضاف فاران: تقدمت موكلتي كوليت ببلاغ إلى شرطة «ميتز» التي وسّعت البحث في جميع البلاغات المشابهة على مستوى فرنسا، فتبين أن المتهم واسمه الحقيقي «مارك.ل»، 35 عاماً، تخصص منذ عشر سنوات في الزواج بالعجائز، وأنه استغل وسامته وقدرته الفائقة على التمثيل والكذب والخداع، ومعرفته بمزيفين وثائق ثبوتية ساعده على امتهان «الاحتيال»، والزواج بـ7 سيدات بالطريقة نفسها خلال السنوات الماضية، والغريب أن المتهم لم يسقط أبداً في قبضة العدالة، ولم تدلِ أي من الضحايا ببيانات دقيقة تُمكّن من الإيقاع به، وأن المرة الوحيدة التي سقط فيها في مرسيليا كانت بسبب حظه السيئ، حيث عثرت عليه إحدى ضحاياه بالمصادفة في أحد الفنادق أثناء إمضائه شهر العسل مع ضحية جديدة، فأبلغت الشرطة عنه، وتم تقديمه للنيابة العامة التي أمرت بحبسه، وما زالت التحقيقات مستمرة أمام محكمة «ميتز» بشكل منفصل، لإتمام جميع الإجراءات ومخاطبة شرطة مرسيليا بملف الدعوى، لضم المتهم إليها وضم بقية البلاغات.