تسببت في وفاة الكثير من الشباب خلال العام 2019 وحده في مختلف المحافظات المصرية، وسط تحذيرات مُتكررة من تداولها وتناولها، ومطالب بتقنين عملية بيعها، فما هي «حبة الغلة القاتلة» التي تثير لغطاً في مصر، والتي تسببت في وفاة ثلاث فتيات بالشرقية (شرق القاهرة)؟
«حبة الغلة القاتلة» هي حبة يعرفها الفلاحون في مصر، وتبدو على هيئة أقراص، وتُستخدم كمبيد حشري، من أجل حفظ الغلال المختلفة من التسوس، وهي شديدة الخطورة على الإنسان لدى لمسها أو استنشاقها أو تناولها.
تتكون الحبة -طبقاً لنقيب الفلاحين المصريين- من فوسفيد الألمنيوم، ومعروف أثرها الخطير على الإنسان، ولا يتم التعامل معها عادة بالحذر المطلوب، وقد استُخدمت من قبل الكثير من الأطفال والشباب في عمليات انتحار متفرقة بعدد من المحافظات المصرية خلال العام 2019، طبقاً لبيان صادر عن نقيب الفلاحين حسين أبو صدام.
ووفق أبو صدام، فإن هناك العديد من حالات الانتحار باستخدام تلك الحبة في 2019. ولفت إلى قرار سابق صادر عن وزارة الزراعة المصرية بمنع تداول تلك الحبة بالأسواق، لكن لا يتم الالتزام بهذا القرار، في الوقت الذي حذرت فيه أيضاً نقابة الفلاحين من انتشارها وسهولة الحصول عليها.
وطبقاً لنقيب الفلاحين، فإنه «لا يمكن منع حبة الغلال نهائياً، ولكن يمكن تقنين أوضاعها بحيث يتم بيعها فقط في الأماكن الحكومية للمزارعين مع إصدار فاتورة بيع باسم المزارع، إذ إن لها العديد من الفوائد مثل القضاء على سوسة النخيل».
ودشن نشطاء حملة «أرواحنا مش رخيصة.. لا لبيع حبة الغلة القاتلة». وقال مؤسس الحملة، محمد عبد الغني شادي، إن «حبة الغلة القاتلة» يروح ضحيتها ويموت كل يوم بسببها «العديد من أبنائنا في جميع أنحاء محافظات مصر خاصة في المحافظات الريفية».
وشدد على أن «هذه الحبة يستخدمها معظم أهالينا لتخزين الغلة وحمايتها من التسوس، ولكن ظهر لها استخدام آخر وهو أنه أثناء غضب طفل أو شاب أو بنت أو طفل من أسرته فيلجأ لاستخدام تلك الحبة كتهديد لأسرته بالانتحار، تلك الحبة القاتلة شديدة المفعول ومعظم الحالات التي أقدمت على تناولها لم ينج منها أحد بسبب سرعة زيادة السموم في الجسم». وأوضح أن سعر تلك الحبة يبدأ من جنيه واحد.
مركز علاج التسمم والإدمان بمستشفيات جامعة المنوفية (شمال القاهرة)، قال، في بيان، إنه استقبل 24 حالة تسمم بتناول حبة الغلة السامة خلال شهر فبراير (13 إناثاً و11 ذكوراً) من مراكز المحافظة. وطبقاً للمركز، فإن 116 حالة توفوا خلال العام 2019 بسبب «حبة الغلة» التي تحتوي على 3 أضعاف الجرعة المميتة من فوسفيد الألمنيوم.
وكان نواب برلمانيون قد طالبوا بمنع تداول تلك الحبة، بسبب خطورتها. وطالب النائب محمد عمارة، الحكومة، بـ«إعلان سياستها بشأن تشديد الرقابة على عمليات بيع وتداول قرص حفظ القمح من التسوس (حبوب الغلة)»، مطالباً بمنعها.