صالح يرحب والمعارضة تقبل المبادرة الخليجية

أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس ترحيبه بالمبادرة الخليجية الجديدة «في إطار الدستور»، في وقتٍ أفادت مصادر لـ«البيان» ان تكتل «اللقاء المشترك» المعارض قبل المبادرة لكنه اعتذر عن المشاركة في الحكومة لتجنب اداء اليمين الدستورية امام صالح، في حين قتل ‬20 جندياً في هجومين منفصلين شنهما عناصر من تنظيم «القاعدة» ومسلحون قبليون.

 

وقال صالح في كلمة امام مئات الالاف من مؤيديه في «ساحة السبعين» في العاصمة صنعاء امس انه «سيواجه تحديا بتحد الا انه لا يريد اراقة الدماء».واردف انه «يرحب بالخطة الخليجية لانتقال السلطة في اطار الدستور اليمني». واستطرد: «نؤكد لكم تمسكنا بالشرعية الدستورية وفاء لجماهير شعبنا رافضين رفضا كاملا العمليات الانقلابية على الحرية والديمقراطية»، على حد وصفه.

 

وبالتزامن، قالت مصادر سياسية لـ«البيان» ان تكتل «اللقاء المشترك» المعارض سلم الامين العام لمجلس التعاون الخلجي عبد اللطيف الزياني موافقته على مبادرة المجلس المتضمنة نقل السلطة من صالح الى نائبه خلال ثلاثين يوما لكنه اعتذر عن المشاركة في الحكومة لتجنب اداء اليمين الدستورية امامه.

 

وبحسب المصادر، فإنه «وبعد ضغوط شديدة مارسها الامين العام لمجلس التعاون وافقت المعارضة على المبادرة الخليجية بعد ان طلبت اعفاءها من المشاركة في حكومة وحدة وطنية عقب التوقيع مباشرة على الاتفاقية، لانه لا يمكن لقادتها ان يؤدوا اليمين الدستورية امام صالح الذي يثور الشعب ضده ويطالب برحيله وبعد ان سفكت قواته كل تلك الدماء في مختلف المحافظات».

 

وطبقا لهذه المصادر، اقترحت المعارضة ان يكلف نائب الرئيس اليمني بتشكيل حكومة تكنوقراط خلال الشهر الذي يسبق مغادرة صالح السلطة على ان يتم بعد ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة وزراء من المعارضة تتولى التحضير والاشراف على اجراء تعديلات مقترحة على الدستور وقوانين الانتخابات، وصولا الى الانتخابات النيابية والرئاسية.

 

ووعدت المعارضة اليمنية بإقناع المتظاهرين بإنهاء الاحتجاجات عقب رحيل الرئيس اليمني ومعاونيه ووافقت على الضمانات المقترحة لهؤلاء، كما وافقت على الجدول الزمني الذي اقترحته دول الخليج لكنها هددت في نفس الوقت بوقف المفاوضات اذا رفض صالح هذه المبادرة وقالت انها ستلجأ الى العصيان المدني الشامل.

 

مناوئون ومؤيدون

واحتشد مئات الآلاف من انصار المعارضة في شارع «الستين» القريب من ساحة الاعتصام بجامعة صنعاء لاداء صلاة الجمعة .حيت تولت قوات من الفرقة الاولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر الذي انشق عن صالح وساند المحتجين بتوفير الحماية الامنية للمصلين. ونشرت قوات من الجيش والشرطة لمنع وقوع صدامات بين الجانبين الذين تجمعوا في ساحتين تفصل بينهما بضعة كيلومترات كما في ايام الجمعة الماضية.

 

حيث تظاهر المناوئون لصالح تحت شعار «جمعة الفرصة الأخيرة» والمؤيدون له تحت شعار «جمعة المصالحة». وشهدت مدن إب وتعز والحديدة تظاهرات مماثلة مناوئة لصالح. وقال القيادي في الحركة الاحتجاجية مانع المطري لـ«البيان»

 

: «نقلنا الصلاة الى هنا حتى يتبين للعالم حجم المطالبين برحيل النظام لان انتشار الخيام وضيق ساحة التغيير وتعدد الشوارع الفرعية التي نعتصم بها لا يقدم الصورة الحقيقة للملايين الذين خرجوا الى الشارع للمطالبة برحيل فوري لصالح».

 

واضاف: «نحن لا نعول على اي مبادرة لا تطلب من هذا الرجل ان يغادر السلطة فورا ولسنا معنيين بالمفاوضات التي تجريها المعارضة، نحن متمسكون بمطالب الثورة بالرحيل الفوري وبمحاكمة من قتلوا زملائنا».

 

عنف وقتل

أمنياً، قتل ‬20 جنديا يمنيا في شرق البلاد في هجومين منفصلين شنهما عناصر من تنظيم «القاعدة» ومسلحون قبليون، بحسب ما اعلن مسؤول امني لوكالة «فرانس برس».وقال مسؤول امني في صنعاء ان «ناشطين من القاعدة نصبوا كمينا لدورية عسكرية في مأرب قرب صفار» حيث حقول نفطية، ما أدى الى مقتل ‬13 جنديا. ودارت مواجهات بين مسلحين قبليين وجنود في مأرب.

 

وقال مسؤول ومصدر قبلي: «قتل سبعة واصيب اثنان آخران واسر ثلاثون». كما ارتفعت حصيلة معارك اندلعت أول من أمس بين وحدة من الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين في محافظة لحج في الجنوب الى ثمانية قتلى.وقال المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، ان المعارك «اندلعت بين مسلحين من سكان بلدة العبوس الجبلية في لحج ووحدة من الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل صالح».

 

واضاف ان ستة عسكريين ومسلحين اثنين قتلوا واصيب خمسة اشخاص آخرين بجروح. واندلعت المعارك بسبب رفض الجيش نقل معسكر لوحدة الحرس الجمهوري موجود منذ اعوام في جبل يشرف على بلدات المنطقة، وهو ما يرى فيه السكان «استفزازا»، بحسب ما قالت مصادر قبلية لـ«فرانس برس».

 

وبحسب هذه المصادر، هاجم سكان صباح اول من امس موقعا عسكريا على سفح الجبل وقتلوا جنديين فرد الحرس الجمهوري على الهجوم.واستمرت الاشتباكات متقطعة خلال الليل وحاول العسكريون صد المسلحين القبليين الذي حاصروا معسكرهم بدون ان ينجحوا في ذلك.