رفض الرئيس السوداني عمر حسن البشير، الاحتجاجات المناهضة للحكومة، بسبب أزمة اقتصادية طاحنة، التي خرجت في السودان طوال عشرة أيام مضت، واصفاً الذين خرجوا في التظاهرات بأنهم شذاذ آفاق، معتبراً أن ما يحدث في بلاده ليس «ربيعاً عربياً»، لأن السودان عرف «الربيع» عدة مرات على حد قوله، معتبراً إياها من تدبير محرضين.

واعتبر الرئيس السوداني، في خطاب ألقاه في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، أمام نحو ألف طالب سوداني، أن الاحتجاجات على ارتفاع الأسعار والمستمرة في البلاد منذ 10 أيام ليست «ربيعاً عربياً».

وقال البشير إن من يحرقون الإطارات هم عدد قليل، واعتبرهم «محرشين وشذاذ آفاق»، ملمحاً إلى وقوف جهة ما خلف الاحتجاجات التي تدور في بلاده.

وأكد الرئيس السوداني أن «الذين تمنوا ربيعاً عربياً في السودان أصيبوا بالخذلان»، منوها إلى أن الشعب السوداني «إذا أراد أن ينتفض فسينتفض بأجمعه». وأردف قائلاً إن الناس الذين يحرقون إطارات السيارة بضع محرضين. وأضاف: «نقول لهم الذي يحصل في الدول العربية حصل في السودان مرات ومرات»، في إشارة منه إلى العام 1964 الذي شهد فيه السودان حملة تعبئة شاملة أدت إلى الإطاحة بحكم العسكر الذين كانوا يحكمون البلاد آنذاك.

وأشار البشير إلى أنه استقل سيارة مفتوحة وسار بها في أنحاء الخرطوم الجمعة الماضية بينما كان الدخان يرتفع في سماء المدينة بسبب احتراق الإطارات، فيما اشتبك سكان العديد من الأحياء مع الشرطة ودانوا النظام وارتفاع الأسعار، مؤكداً أنه عندما رآه الناس صاحوا «الله أكبر».

يأتي ذلك ، وسك استمرار الاحتجاجات المناهضة للحكومة أمس، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في بلدة القضارف (شرق)، حيث احتشد نحو 200 متظاهر منددين بغلاء الأسعار.

وقال شهود إن الشرطة السودانية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين مناهضين للحكومة في منطقة فقيرة بشرق البلاد أمس مع استمرار اندلاع مظاهرات تؤججها الأزمة الاقتصادية خارج العاصمة الخرطوم.

وذكرت وكالة «رويترز» إن نحو 200 محتج احتشدوا في بلدة القضارف القريبة من الحدود مع اريتريا وهتفوا منددين بغلاء الاسعار ورددوا شعار «الشعب يريد إسقاط النظام».

في غضون ذلك، أصدر تحالف للمعارضة يعرف باسم الجبهة الثورية السودانية بياناً أشاد بالتظاهرات، وقال إن المعارضين مستعدون لإعلان وقف إطلاق نار استراتيجي إذا كان سيتم الإطاحة بالبشير.

وشكّل هذا التحالف في العام الماضي ويضم الجماعات المعارضة الرئيسية، وهي ثلاث جماعات لمتمردي دارفور، إضافة إلى متمردين آخرين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. لقاء

أكد وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة الله محمد عثمان، استعداد حكومة بلاده لإجراء حوار جاد يتسم بالصراحة والوضوح مع الولايات المتحدة الأميركية.

وشدد رحمة الله خلال استقباله، أمس، جوزيف ستادور، القائم بالأعمال الأميركي الجديد لدى الخرطوم، على أهمية الحوار بين الجانبين للوصول إلى تفاهمات بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.

من جانبه، أكد جوزيف أنه سيعمل مع الحكومة السودانية على تطوير العلاقة بين الخرطوم وواشنطن.