«المجلس» ولجان التنسيق متفائلان والجيش الحر يصفه بالمؤامرة

«وثيقة عهد» في مؤتمر القاهرة لحل الأزمة السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

انعقد في القاهرة أمس مؤتمر المعارضة السورية، الذي يختتم أعماله اليوم، بمشاركة 250 شخصية بحضور وزير الخارجية التركي وعدد من وزراء الخارجية العرب، وسط أجواء متفائلة باتفاق المشاركين على وثيقة عهد وطني وخارطة طريق للخروج من الأزمة، فيما أعلن الجيش السوري الحر مقاطعته، للمؤتمر واصفا إياه بــ«المؤامرة».

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، خلال افتتاح المؤتمر، إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر صاغت وثائق وتمكنت من تجاوز العديد من نقاط الخلاف، مضيفاً ان الجامعة عملت على توفير الأجواء الملائمة للمؤتمر حرصا منها على استقلال المعارضة السورية التي يمثلها أساسا في هذا المؤتمر المجلس الوطني السوري برئاسة عبد الباسط سيدا.

وقال إن الدول العربية ستدعم مساعي المعارضة السورية لتوحيد الصف، نافياً أن يكون للجامعة العربية أي أجندة تفرضها على المعارضة.

تفاؤل بالنجاح

وقبيل افتتاح المؤتمر، قال الناطق باسم المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا إنه يتوقع نجاحه. مضيفاً: ستصدر عن المؤتمر وثيقتان هامتان، الأولى بعنوان «وثيقة العهد الوطني» والثانية بعنوان «خطوات المرحلة الانتقالية». وقال صبرا في تصريح آخر لوكالة «فرانس برس» إن الهدف من مؤتمر القاهرة التوصل إلى رؤية موحدة بخصوص المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا.

من جهتها، قالت الناطقة باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا ريما فليحان إن المؤتمر يسعى إلى وضع خريطة طريق للمرحلة القادمة. وأضافت أنه بذل جهدا كي يمثل المؤتمر بأكبر قدر ممكن أطياف المعارضة السورية، مشددة في كلمة لها في الجلسة الافتتاحية على أنه لا يوجد في سوريا من يرضى باستمرار نظام الأسد.

ضرورة الوحدة

واتفق المسؤولون الذين تحدثوا في افتتاح مؤتمر القاهرة على ضرورة توحّد المعارضة السورية، وعلى اتهام دمشق بعدم الإيفاء بتعهداتها. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن معاناة الشعب السوري لن تنتهي إلا إذا بدأت مرحلة انتقالية تحقق تطلعات الشعب السوري. وأضاف «نسعى من أجل رؤية موحدة لشعب سوريا ومصيره»، موضحا ان النظام السوري لم يف بالوعود التي أطلقها.

وصدرت دعوات مماثلة لتوحيد صفوف المعارضة السورية عن وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.

كلمة لمرسي

من جهته، شدد الرئيس المصري محمد مرسي في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية محمد كامل عمرو على ضرورة وقف حمام الدم في سوريا، وأعلن رفضه لأي تدخل عسكري خارجي فيها، قائلا إن وحدة سوريا خط أحمر.

«الحر» يقاطع

في المقابل، أعلن الجيش السوري الحر مقاطعته مؤتمر القاهرة وعدّه مؤامرة. وقال في بيان مشترك مع ناشطين معارضين إنه لا سبيل إلى التفاوض مع نظام الرئيس بشار الأسد. واتهم البيان المشاركين في مؤتمر القاهرة برفض جملة من المطالب في مقدمتها التدخل العسكري الخارجي وتسليح الجيش الحر والمناطق العازلة والممرات الإنسانية.

كما اتهم البيان القائمين على المؤتمر بالسعي إلى منح فرصة أخرى لخطة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان كي يناور مجددا لإقناع الأسد بتطبيق خطته. وأعلن البيان رفض قيادة الجيش الحر والناشطين الموقعين على البيان نفسه القرارات «الخطيرة» الصادرة عن اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف، معتبرا أن تلك القرارات ترمي إلى إنقاذ النظام السوري.

وشارك في المؤتمر وزراء خارجية العراق رئيسة القمة العربية، ومصر والكويت رئيـس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، وقطر رئيس اللجنة العربية الخاصة بسوريا، كما دعي إليه وزراء خارجية فرنسا وتركيا وتونس والدول الخمس دائـمة العضوية في مجلس الأمن والمـوفد الأمـمي العربي كوفي أنان.

Email